مقتطف من سيرة الأرض والفنار
مقتطف من سيرة الأرض والفنار
للمهندس رجل العطاء الحاج عباس الشماسي وهو يطوي خريط الأرض نحو السماء ويروي لنا مقتطفا من سيرة الأرض والفنار مكلالا بالرحمات التي تليق
كأن صوتا قديما في الحكايات أعاد منه صدى المستقبل الآتي
أتي يراوح بيني حيثما انتبهت مدينة العشق من رحم المشيئات
كأن أسئلة كبرى تباشره كما الحياة بأنصاف الوشايات
تخللته لتفضي يسرَ هاجسه المصالح الوقت عن عين الكنايات
كأنما لقطيف الروح موعدها تجيء مبثوثة من وحي مرفاة
كانت قطيفا فسيحا من مآثرها أن المصابيح من نسل الرجالات
وكان يروي لها الفجر العتيق صدى وقوس أمنية في صوت مغناة
وإن من لغة الأنساب ما اتكأت فيها مسيرتها بين السلالات
وما تحدث من صرح أماجده وما تكلم من طود الفيوضات
وكلّما انبتت في الأرض باصرة حسب السماوات من ومض السماوات
هنا القطيف التي تقتات من لغة الناس الذين أجابوا زيت مشكاة
لهم عراقتهم تزهو منادمة للبحر لم تشتك نقص الفنارات
ماست لها الأرض لم تسلك منابعها إلا وسفر هواها كالإضاءات
فلحتَ من غرة المعنى التلونها ولحت للجهة الكبرى احتمالات
ولحت والشوط من حلم ومن أمل يلمّ ميلاده حقلا لمرساة
والشاطئ المنهك المشحون أسئلة تاريخ أرض مليء بالشعاعات
من أين تقدم لا مهوى إلى قدم إلا ارتعاش جناح بالمجرات
فكيف سرّبت هذا القلب من جهة الشوط الكثيف لميلاد البشارات
مهلا أبا فاضل والحب مسئلة في أرث عنصرها طوق العلاقات
هنا احتطبت فنار العلم فاكتملت غداة مصباحك اليهوى الفرادات
وها هي دربة التنوير أعمقها في حصة الروح أدراج البدايات
هندست روحك باسم الظلّ حين رأى ملح الكلام سباقاً نحو غايات
فلم ترح للصدى قنديل معرفة تدنيه ما لم يكن من ضوء نجمات
تطلّ باللحن ما عطّلت وارفة تكفي لفتحٍ جديد للنبوءات
وما اقترحت عناوينا لمقترح إلا تجلى حريّا بالتحيات
وما رسمت مسافات تجود بها إلا غرستَ جمالا للطفولات
أنرت صرح المنى بالخير فاطلعت عليه للخير آلاء المقامات
درّبت روحك فيها مهجة وندى وغمرة القلب تحدو غمر خطوات
هنا ركبت مسارات تلوح سنا تعبد الليل من أحلام نبضات
ورحت ترسم من علم ومن فهم بداية الألق المسكوب بالذات
هنا اشتجرت من المعنى ومن أدب يروّج الحب في حقل الثقافات
وحيثما كنت كان الضوء ثغر منى يلوح بين أكاليل ودوحات
تبوح بالهمّ عن أرض بها اعتلقت من روحك الشعلةالأولى لمرضات
من حيث كنت خليقا كنت ذا رئة من الصباح على سرد الحقيقات
تطوف بين زقاق العمر ما اجتهدت أجابة تهتدي ظلّ الإجابات
يكفي تقود لصحو الحب بسمته وتغزل الوقت في أقصى انتباهات
واليوم تعبرنا من وجهة نزفت على الجهات كما ختم النهايات
يقسو بنا الموت في أعتى مفاصله والموت من حربه هدم الكمالات
ولا نداء له في دور ملعبه الا الرحيل وآهات الغيابات
وأنت عباس هل نادتك عاطفة يشدو بها الوقت من خلف النداءات
ونحن ندعوك أن تصحو لمغرمة عن الممات إلى حلو المساءات
وأين للموت أن يقصيك عن وطن منك استعاد شبابا للمسارات
وأنت من طينك المعجون خارطة شيّدت في روحها عمق التفاتات
يا للقطيف التي أغريت ضحكتها بوابل الحب في أجلى الصباحات
ترى تخلّفها من بعدكم يببا تريح منك لجولات وجولات
أم سكتة الموت خانتك التفاتها كما نبيل على ظلّ الكتابات
ورحت مشتاق روحٍ نحو يقظته تعيد منك احتملات الفنارات
نعم أبا فاضل تنأى فينقصنا حبر المجاز لإكمال العبارات
وينمحي الحرف من أشهى أصابعنا التي تخطك شمسا للنهارات
فكم لكم من يد حبلى فضيلتها نهر من الضوء في عمر الحكايات
وكم لكم من رؤى في الوقت باقية تعيد تشكيل ما معنى المروءات
هذي عصارة فكر كم بنت وبنت من فيض صولتها أرض الحضارات
نعم هزائمها تترى ونغمتها بين الشوارع أحداق المسافات
من حيث تنأى بعيدا عن مسيرتها تلك التي انطبعت في ذروة الذات
وحيث أنت توسطت الثرى خشعت لك القطيف وآذان المناراة
فنم بحضن العلا منها كما لغة ما بين أوردة منها وهالات
لكي تغنيك شمسٌ من مطالعها آلاؤك البيض في دوح العطاءات