حين يرحل الأفذاذ
ولكنَّ الرّزيّةَ فَقْدُ فذٍّ،
يموتُ بمْوتِه خلقٌ كثيرُ
نعم فقد فذ مثل الأخ العزيز المهندس عباس رضي الشماسي رحمه الله رزية كبرى، لا لكل من عرفه وعاش معه عن قرب فقط بل حتى لمن سمع به ولمس أثراً طيبا من أعماله وخدماته الجليلة التي قدمها - رحمه الله - في خدمة وطنه ومجتمعه خصوصا على الصعيدين الاجتماعي والتنموي، فقد ترأس مجلس إدارة جمعية القطيف الخيرية للخدمات الاجتماعية لسنوات عديدة طور فيها أعمال الجمعية وغير أساليب عملها من الأساليب التقليدية في جمع التبرعات وإنفاقها على الفقراء إلى أساليب حديثة مبتكرة ساعد في زيادة الإيرادات والمساحات الخيرية التي تغطيها الجمعية إضافة إلى إنشاء مبنى للجمعية يليق بها في حي البحر أضف إلى ذلك المهرجانات الاجتماعية التي تقيمها الجمعية كل عام لدعم الأسر المنتجة التي تعتبر جمعية القطيف رائدة في هذا المسار حذت بعدها جمعيات خيرية أخرى ولجان كثيرة ليس على مستوى المحافظة فحسب بل على مستوى المنطقة والمملكة.
كنت ألاحظ هذا النشاط عن كثب كمتابع وزائر لهذه الفعاليات أحيانا بما تسنح به الفرصة ويسمح به الوقت حتى جاءت فرصة البحث عن أرض لمستشفى القطيف العام ”الذي سمي في ما بعد مستشفى الأمير محمد بن فهد“ وكان تم في وقت سابق إزالة مبنى المستشفى بسبب بعد تعرض جزء منه لانهيار أرضي.
وحين زيارة الملك عبد الله "رحمه الله" الميمونة الأولى عام 1422 هـ ”2002م“ لمحافظة القطيف حينما مان وليا للعهد طلب أعيان القطيف وكان المتحدث الأستاذ عبد الله الشماسي ”أبو حلمي“ أخ المهندس عباس رحمهما الله إعادة إنشاء المستشفى وصدر الأمر الكريم فوراً لكن صغر مساحة الأرض منع من إقامة مستشفى جديد بالمواصفات الجديدة في نفس الأرض فكان لزاما البحث عن أرض أكبر في المحافظة وتعطل المشروع سنين بسبب ذلك فطُلب مني البحث عن أرض مناسبة اقترحت أرض المطاين بمساحة أكثر من 100 ألف متر مربع شمال مخطط الناصرة في مدخل العوامية وتمت الموافقة وقمت بعمل جميع الرفوعات المساحية المطلوبة وعليه تم عمل المخطط واعتماده من الجهات المعنية وتم لله الحمد بناء المستشفى عليه الذي تم افتتاحه مؤخرا ليخدم المواطنين في المحافظة وهكذا استمر التعاون بيننا حين تولى المرحوم المهندس عباس رئاسة المجلس البلدي في الدورة الثانية واشتركنا سويا في وضع المخططات الأولوية لتطوير شارع الملك عبد العزيز وشارع الإمام علي وشارع أحد وحي مياس وحي الشريعة وساحة القلعة وأستمر التعاون في أكثر من جانب وكان آخر مشروع دخلنا فيه تعديل شارع الملك عبد العزيز في الجزء المتداخل مع ما تبقى من مبان في حي القلعة للمحافظة عليها كما نسقنا سويا لزيارة أعضاء المجلس البلدي لبلدية محافظة القطيف لمجلس الشورى في الدورة السابعة في شهر نوفمبر عام 2019م قبل عامين.
رحم الله المهندس عباس رحمة الأبرار الأخيار وجعل ما قدم في خدمة وطنه ومجتمعه في كفة أعماله الراجحة من أعماله الصالحة ووفقنا لإكمال ما بدأ غفر الله له. والعزاء لعائلته الكريمة ونجله فاضل وكرائمه الأعزاء ولأسرة ال الشماسي وأسرة ال الخنيزي وأسرة ال الزاير وارحامهم الكرام ولجميع محبي الفقيد العزيز.. وإنا لله وإنا اليه راجعون.