هل نجح النظام الآلي بضبط الفوضى المرورية؟
النظام الآلي «ساهر» روّض عقول البشر بعد عقود من الزمن مرة على البلاد شهدت فيها شوارعنا فوضى مرورية عارمة، أدت إلى مغادرة كثيراً من الناس هذه الحياة دون رجعة، بسبب الحوادث المرورية المميتة التي تقع على الطرقات في الوطن الغالي من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه.
إن البشر الذين نتعامل معهم كل يوم مهما اختلفت أعراقهم وأجناسهم، لديهم الاستعداد لارتكاب أفعال شنيعة لو أُتيحت لهم الفرصة، طالما ليس لديهم ضمير أو رادع أخلاقي داخلي، فالضمير هو العينان اللتان نرى بهما كي لا نقع في حفر الحياة، حين نرمي بأنفسنا في المغامرات التي تدعونا إليها، وهو الأُذنان اللتان نسمع بهما صوت المؤذن الذي يعلو بين ضجيج الأصوات.
كان التعامل مع الفوضى المرورية على الطرقات في السابق أمراً شاقاً بالنسبة لإدارات المرور في الوطن، لكنه اليوم أصبح أمراً يتم التحكم فيه بنظام إلكتروني محكم، ساهما في التقليل من الحوادث المرورية المميتة وترويض الضمير الداخلي للكثير من البشر الذين لا يحترمون النظام والقانون المروري، كالالتزام بربط الحزام، والتقيد بالسرعة القانونية، وعدم قطع إشارات المرور واستخدام الجوال أثناء قيادة السيارة وغيرها.
أصبحت القيادة أمراً سهلًا على الكثير من الشوارع بعدما أجبر النظام الآلي «ساهر» الناس على ضرورة احترام القانون والنظام والالتزام به، وأن لا يضرب به عرض الحائط كما كان يحدث في السابق، وللأسف لا زال القانون والنظام يضرب به عرض الحائط من بعض قائد بالمركبات المتهورين في الكثير من الشوارع التي لا يوجد بها النظام الآلي «ساهر» الذي نتمنى أن يزرع على كل الشوارع السريعة بين المدن ضبط النظام والقانون أثناء القيادة.
السرعة الزائدة واستخدام الجوال أثناء قيادة السيارة عاملان رئيسيان للتسبب في الكثير من الحوادث المرورية المميتة، وأن النظام الإلكتروني «ساهر» قد حقق السيطرة عليها في الكثير من الشوارع عن طريق النظام الذكي لتحرير المخالفات المرورية لمن يخالف النظام بطريقة إلكترونية ترسل إلى جوال المخالف دون تمييز.
لا زالت مشكلة السيارات القديمة والمتهالكة التي يستخدمها الكثير من المقاولين والأجانب تشكل فوضى مرورية في الشوارع، بسبب تعطلها على الطريق تارة، وبسبب انبعاث الأدخنة الكربونية الخانقة الملوثة للهواء بكميات كبيرة من شكماناتها تارةً أخرى، والذي يربك الشارع وربما يتسبب في تأخر الناس عن الذهاب إلى أعمالهم.
ختاماً أن النظام الآلي «ساهر» المزروع في الكثير من الشوارع قد روّض عقول البشر وقضى على الفوضى المرورية فيها، وإن القانون والنظام أمران مهمان لتنظيم الحياة يجب على الجميع احترامها والعمل بهما على الطريق، ليتحقق الانضباط المروري في الوطن الغالي وتقل الحوادث المميتة التي تحدث بين الحين والآخر.