حديث الروح «2»
«أجمل الناس الذين عرفناهم هم الذين عرفوا الهزيمة، وعرفوا المعاناة، وعرفوا الكفاح، وعرفوا الخسارة، ووجدوا طريقهم للخروج من الأعماق. هؤلاء الأشخاص لديهم تقدير وإحساس للحياة، يملأهم بالرحمة والرفق والإهتمام العميق بالمحبة. الناس الجميلة لا تحدث صدفة» اليزابيث كوبلر روس، باحثة وكاتبة ومؤلفة لأكثر الكتب مبيعًا على مستوى العالم.
أما كيفن بريل وهو الناشط في الصحة النفسية والمتحدث الضيف لجامعات مثل هارفارد وييل وMIT والكثير من الشركات المشهورة، والذي يدمج بين نشاطه في مجال الصحة العقلية والكوميديا يقول «… نحن نعيش في عالم إذا كسرت ذراعك، يفزع الجميع للتوقيع على جبيرتك، ولكن إذا أخبرت الناس أنك مكتئب، فإن الجميع يهربون في الإتجاه المعاكس. هذه هي وصمة العار. نحن هكذا.. نقبل تحطم أي جزء من الجسم، بخلاف أدمغتنا، وهذا جهل محض. هذا الجهل خلق عالمًا لا يفهم الإكتئاب، ولا يفهم الصحة العقلية».
«إدارة العواطف تحتاج إلى تغيير في طريقة التفكير، تتبعها مشاركة فعلية طابعها سلوك إيجابي وردّات فعل تسودها العناية والاهتمام من قبل الطرف الآخر. الفكرة هنا تكمن في الشعور بالاختلاف، الذي لا يعتمل من فراغ، بل يسبقه عَمَلًا مختلفًا عن المألوف. وعمل كهذا يبتدئ ولا ينتهي بقدرتنا على إدارة حديثنا الداخلي الذي يهيئنا للعديد من الفرص والخيارات التي تعزز من مقاومتنا لمجاراة أو مواجهة الوضع الراهن.» هذا مقطع من مقالة ”صحتنا العقلية والعاطفية“
مقطع آخر من نفس المقالة «قبل أن نُقحم أنفسنا في أي نوع من التواصل مع الآخر، سواءً كان ذلك التواصل شفهيًا أو مكتوبًا أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، علينا أن نطرح على أنفسنا بعض الأسئلة التي من شأنها إيصالنا إلى ما يمكن أن نطلق عليه حديثًا أو تواصلًا متوازنًا. وأول سؤال يخطر على البال هو: ما الذي يدعونا لردة الفعل التي تنتابنا مباشرة بعد سماعنا أو قراءتنا لشيء يتعارض ومفاهيمنا الشخصية لواقع معاش لا لَبْس فيه؟ أما السؤال الثاني فهو: يا تُرى هل نحن نقفز إلى استنتاجات سريعة دون أن نعطي لأنفسنا بعض الوقت للتأمل والتفكير مليًا لما يقال أو يُكتب؟ وهل هناك من طريقة أخرى للتعامل مع هذا الموقف وغيره من المواقف المتشابهة، والتي من شأنها أن تنتشلنا قبل أن ننزلق إلى ما هو أسوأ من مُجرّد استنتاج..؟ إذا أحببت مواصلة قراءة هذا المقال تفضل مشكورًا https://jhna.co/27567 .
في الوقت الذي يتذوق عالمنا الأمرّين تحت شدة الآلام العاطفية والعقلية والتي تفوق ضراوتها وجع الكثير من الأمراض العضوية، ينبري ويتقوقع معظم المصابين على أنفسهم، خوفا من أن يرفضهم المجتمع أو يُوصمهم بألقاب قاسية تسيء إليهم وتفاقم من حالتهم المَرَضية.
صحة الإنسان العقلية والعاطفية تؤثر مباشرة على طريقة تفكيره وشعوره، وعلى نوعية الحديث الداخلي الذي يدور بخلده. صحة الإنسان العقلية تلعب دورًا رياديا في كيفية تأقلم الفرد مع التوتر، وهذا بدوره يُمَهّد الطريق لعلاقات أفضل مع الآخرين، واتخاذ قرارات صائبة وصحيحة في كل مرحلة من مراحل الحياة.
ويكيبيديا في تعريفها للصحة العقلية، التي حددتها منظمة الصحة العالمية هي «حالة من الرفاهية التي يدرك فيها الفرد قدراته الخاصة، ويمكنه التعامل مع ضغوط الحياة العادية، ويمكنه العمل بشكل منتج ومثمر، ويكون قادرا على تحقيق المساهمة في مجتمعه أو مجتمعها».