وبمثلِ أبي يعقوب يحق أن نَفتخر
رجل الخير والعطاء المُبارك.
قامة عالية ورفيعة في العلم والإيمان والأخلاق والورع والتقوى.
ذو القلب الطاهر والنفس السمحة.
نحلة عمل في التواصل مع أبناء مجتمعه.
إنسان لايكل ولا يمل، بذل جلّ وقته وجهده لخدمة دين الله وإعداد نُخب فاعلة تحمل على عاتقها هموم الناس فتُساهم في التغيير على المستوى الجماعي فيتسلح المجتمع بسلاح العلم والفقه والمعرفة والبصيرة.
مسيرته وسجله وصحيفة أعماله على مدى أكثر من أربعين عاماً حافلة ومزدانة بالإنجازات والعطاءات، دعمٌ متواصل لأعمال الخير والإنفاق والإحسان، نبعٌ لاينضب وعينٌ لاتجف، بل نهرٌ غزير بمياهه وعظيمٌ بفيضه كما هو ديدن المؤمن الرسالي على مدى التاريخ.
فهو نموذج لشخصية قلّ نظيرها، فلا تستطيع رسمها عبر حروف ولا تحديدها عبر كلمات، ولا تأطيرها عبر جمل.
لايبحث عن كلمات المدح والتمجيد ولا يأنس بها، لكننا مأسورين بواجب الثناء الصادق باعتباره جزءاً من الشكر الجميل الذي أمرنا الله به، فمن لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق وكما ورد عن إمامنا السجاد «أشكَرُكم لله أشكرُكم للناس»
من أجمل إنجازات سماحة الشيخ أبو يعقوب «يوسف المهدي» وما سجله في مسيرته العلمية والاجتماعية باعتقادي وهو محور الحديث، أنه حوّل المسجد طوال العام وبالخصوص في شهر رمضان المبارك إلى حلقة ذكر وعلم كما كنا نتخيلها في عهد نبي الرحمة والأوصياء ، مؤسسة تعليمية وتثقيفية، تحتضن كل الفئات العمرية وتتميز أكثر بوجود الشباب والفتية وحتى الصبية.
فهو في هذه الحلقات والدروس العلمية يتناول كل مايحتاجونه ابتداءا من المسائل الفقهية المتنوعة ومروراً بالقيم الأخلاقية ووقوفاً على البحوث العلمية العميقة.
مايُعجبني في هذه الحلقات وأنا أشاهدها بثاً مباشراً يومياً بعد صلاة الظهرين في شهر رمضان وعلى مدى سنوات طويلة، أنه يطرح مالديه من مسائل وبحوث بكل أريحية نفس، وابتسامة روح، ودماثة خلق، وتواضع قلب، ممتثلا بقوله تعالى ﴿وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ الحجر - 88
عقارب الساعة تتسارع وينتهي الوقت بلمح البصر بين يديه.
هذا الخلق الرفيع والروح الجميلة والتواضع الجم لدى سماحة الشيخ هي العصى السحرية التي ساهمت في مُخرَجات كبيرة وعظيمة.
لقد أثبت سماحة الشيخ أن مثل هذه الحلقات التعليمية المُرّكزة خصوصا في شهر رمضان «بما تقارب من 26 ساعة ماعدا الجُمعات» من أنجح الطرق وأكثرها تأثيراً في نشر تعاليم الدين وتهذيب الأخلاق وإصلاح المجتمعات، فهي مصدر إشعاع علمي، ومنبع لتلقي الخُلق الرفيع، ومدرسة للتربية والإرشاد والتوجيه.
لذلك نرى أنه على مدى أربعة عقود من العمل والمثابرة تخرّج على يديه طلبة وأبناء يتمتعون بقدر عال من العلم والفقه وسماحة الأخلاق، ورجالٌ لهم تجارب متميزة ورائدة في إدارة المشاريع التطوعية والاجتماعية، وأجيال تعشق مجالس إحياء ذكر أهل البيت وتتسابق بالقرآن الكريم في المحافل الدينية والأمسيات القرآنية.
كما وأن من أفكاره وأطروحاته خرجت وتولّدت على أرض الواقع الكثير من المشاريع والمؤسسات والمراكز والأنشطة الاجتماعية.
الحديث عن سماحة الشيخ «يوسف المهدي» جميل كجمال نبي الله يوسف وفيه من هُدىً كمن يقتطف من ثمار مهدي هذه الأمة ومآثره، وسجلّه حافلٌ ومضيء للعقول والقلوب، فحري بمن أحب هذا الشيخ الجليل وهذه القامة الإيمانية الرفيعة، ونهل من علمه وارتاد مسجده وحلقاته العلمية المستمرة والمتواصلة أن يكتب عن إنجازاته وعطائه حتى نستطيع الاستفادة من منهجه والاستضاءة من فكره، وحتى نُقدّم لباقي المجتمعات نموذج يُحتفى ويُفتخر به.
كلمات الشكر والثناء لاتفيك حقك أيها العالم الجليل، ومعجم اللغة يقف عاجزاً وقاصرا أمام عطائك واخلاصك ووفائك لهذا المجتمع، فأنت أب للكبير قبل الصغير، أنت الراعي الأساس لهذا المجتمع فلا غنى لنا عن توجيهاتك وانتقاداتك وتقويمك، حفظك الله من كل مكروه، وأطال في عمرك، ولاحرمنا من فيض وجودك المبارك.