وعي الاختلاف
قضية يتكرر حدوثها كل عام، هل ثبت الهلال أم لم يثبت؟
ثبت عند فلان ولم يثبت عند فلان، ولأن النظرة لهذا الموضوع تأخذ بعدا اجتماعيا فهو يثير حساسية عند البعض، هذا هو واقع مايجري وما يتكرر منذ أن كنا صغارا فالغالبية العظمى من الناس لاتريد ذلك ولا تطمح إليه فهو ليس الوضع المثالي المأمول هذا هو لسان حالهم.
لكن دعونا نأخذ نفسا عميقا وننظر للأمر من زاوية اخرى منسية وهامة للغاية بل هي أساس الموضوع كله وهي زاوية المباني الفقهية التي ينتهجها الفقهاء ذوي التخصص والتي تجعل الفكر يتحرك والأفق ينفتح وبالتالي يصبح الأمر طبيعيا وهو كذلك.
فمن المعلوم أنه إذا ثبت الهلال وفق الموازين الشرعية عند شخص ما فعليه أن يرتب الآثار الشرعية على ذلك فليست المشكلة اذاً في طرق إثبات الهلال فهذا محل اتفاق عند الكل فمن المعلوم أن الهلال يثبت بالعلم الحاصل من رؤية الشخص المباشرة للهلال، أو بشهادة عدلين بشرط أن لا تعارضها شهادة حكمية مضادة أو بالشياع المفيد للعلم وأخيرا بمرور ثلاثون يوما من الشهر السابق لكن المشكلة في تطبيق هذه الطرق واقعيا.
إن المسألة من الناحية الشخصية هي أمرُ تعبدي شرعي نعم له آثار اجتماعية هذا صحيح لكن يجب التفهم التام لطبيعة الاختلاف في المباني الفقهية والآراء ويجب العناية هنا بأن هذا التباين أمرُ طبيعي وليس أمرًا شاذا فكما نَتَقَبّلْ آراء متعددة لتشخيص الأطباء في حالة صحية أو آراء المهندسين في تشخيص مسألة هندسية يجب تقبُلْ من أوصله مبناه الفقهي من الفقهاء للرؤية البصرية أو الرؤية المرصدية مثلا.
فماهي المشكلة هنا؟
إن قلة الوعي في مفهوم الاختلاف أمر طبيعي ويحصل في كثير من الأحكام والمواطن ويفترض أن لايتسببَ في أي أزمة، إلا أن البعض ينطلقُ من منطلقاتِ عاطفية وليست شرعية.
فهم يريدون التوحد في يوم عيد الفطر ولكن الأمر مادام مرتبط بالجانب الشرعي البحت فلايجبُ أن يثارَ حوله الكثير من الجدل والانفعال ولنبذل جهودنا في الإتحاد والتكامل والعمل الجمعي المشترك في مساحاتِ اجتماعية واسعة لها آثارُ ايجابية عِدة.
أسعدَ اللهُ أيامكم.. ورفع البلاء عنكم وتقبل الله طاعاتكم وجعلنا اللهُ وإياكم من المرحومين وشملنا بشآبيب غفرانه ورضوانه،،