آخر تحديث: 22 / 11 / 2024م - 1:35 ص

جرحٌ بامتداد عليّ (ع)

حسين علي آل عمار *

جرحٌ بامتداد عليّ

جرحٌ فريد

فرَّت من الضوءِ
لم تسقط على بلدِ
كنجمةٍ لم تعد من عتمةِ الأبدِ!

قالت لأختٍ لها في الحزنِ: 
ثمَّ رؤى عطشى، 
وثمَّ فمٌ يلتذُّ بالزبدِ

وثمَّ ترسانةٌ من شوق طيبةَ
لم تستهلكِ الحربُ ما في نزفِها الجَلِدِ

فرَّت
من الضربةِ الحمراءِ في قلقٍ،
من بعد (حيدر)
عن موتٍ وعن كمدِ

لذاك خاطبها المحرابُ حين مضت:
يا (رحمة الله)
ما للأرضِ من أحدِ!

جرحٌ وحيد

أعانقُهُ ماشئتُ
فالحبُّ شاءَهُ
وأهطلُ
حيثُ الرملُ يشتاقُ ماءَهُ

وأخطفني منّي
فما عاد في يدي
سوى مابعمق الحزن يُجري دماءَهُ

وأشهدُ أنَّ المرتضى وهوَ نازِفٌ على سُدةِ الأحلامِ
يحكي وفاءَهُ

تعلّقَ بالأخرى 
وفي الأرضِ هاهنا 
على شهقة الأيتامِ أحنى سماءَهُ

يلوذُ بطعمِ الجرحِ
والجرحُ عائدٌ
فما ساءني في شهقة الحزن ساءه

جرح شاهق

أخّر غيابكَ،
هذا الوقتُ يفترقُ
ما عادَ يُسعفُ حُلمَ الكلمةِ الورقُ!

أخّر غيابكَ،
ما للدمعِ من قلقٍ
إلّا وَوزعهُ في قلبنا القلقُ

سيُمطرُ المسجدُ الكوفيُّ؛
قيل لنا،
فكيفَ يبدو على أيتامِكَ الغرقُ؟

وكيف -ياسيّدَ الكونين-
كنت لنا بردًا، سلامًا 
وكان الكون يحترقُ!

هناكَ -ولتعذر العشّاق-
لو سألوا:
أنّى تشيرُ -لكَ- الأوقاتُ والطرقُ؟

وكيفَ (مئزرُكَ) انحلَّت أواصرُهُ؟
ولم يكن جفَّ 
من أحلامكَ الرمقُ؟

في كلِّ تكبيرةٍ حمراء نسمعُها
تكاد (فزتُ) 
على التكبير تنعتِقُ