آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

أليس هذا فساداً؟

عباس سالم

عندما نتمعن في داخلنا ونرى ما يدور حولنا من أشكال الفساد يوحى لنا بأن الكثير منا فاسدون! حيث أن الفساد ليس دائماً في التحايل والسرقات من عديمي الضمير، بل قد يبدو في أبسط معانيه في أفعالنا وأعمالنا مع بعضنا البعض.

هناك البعض من الناس في المجتمع من يرون أنهم أفضل من الآخرين، ويحاولون بأن يكونوا بعيدين عن أي نوع من الفساد، كالفساد الذي في النفس والبيت والشارع والعمل وفي الكثير من أعمالنا، لأننا نصنف الفساد فقط كالفساد في بعض الدوائر الحكومية عندما يكثر فيها الإهمال وتستشري الرشاوي والواسطات ويهيم فكرنا بأنه هذا هو الفساد دون غيره.

ألا يكون فساداً من الطبيب في بعض المستشفيات والمستوصفات الخاصة الذي يرسل مرضاه من أجل عمل أشعة أو تحاليل أو صرف أدوية لا لزم لها؟ وإنما من أجل أن له حصة في تلك المبالغ التي تصرف أو أن مصاريفها على حساب شركات التأمين.

أليس فساداً من الناس الذين يأتون إلى المساجد للصلاة يتحدثون ويضحكون وعندما يغادر أحدهم لا تمنعهم صلاتهم ولا تدينهم ولا حتى حرمة المكان عن الحديث عنه والإساءة له؟.

أليس فساداً أن نقبل بالغيبة والنميمة في مجالسنا وديوانياتنا؟.

أليس فساداً ممن يتقمص بالتدين ويأتي بالموبقات عندما يختلي بنفسه؟.

أليس فساداً أن تقوم بعض ملاحم اللحوم والدجاج بجلب اللحوم المستوردة وبيعها على الناس على أنها محلية وطازجة؟.

أليس فساداً ممن يتآمر على الناس داخل بعض المكاتب العقارية لرفع أسعار الأراضي؟.

أليس فساداً ممن يعمل في العقار ويسرق أموال الناس بالكذب والخداع؟.

أليس فساداً من التاجر الذي يضع سعراً مخفضاً على بعض بضائعه ثم ينشر ذلك عبر وسائل التواصل بأن لديه عروض من دون توضيح لجدب الناس، وعندما تذهب إليه يقول لك أن العرض على أنواعاً معينة؟.

أليس فساداً من التاجر الجشع الذي يحتكر سلعًا معينة بُغية رفع سعرها؟.

أليس فساداً من بائع السمك الذي يخلط الأسماك القديمة مع الطازجة وبيعها بسعر مرتفع على أنها طازجة؟.

أليس فساداً أن ترفع أسعار بعض الفواكه والخضروات في شهر رمضان المبارك تحت شعار ”رمضان كريم“؟.

أليس فساداً من بائع الخضروات الذي تشتري منه ويضع لك بعضاً من الخضروات الغير صالحة؟.

أليس فساداً من الأستاذ في المدرسة عندما يعرف والد أحد الطلاب الذي يتفوق عليه آخرون ويصنفه متفوقاً عليهم؟.

أليس فساداً من المدرس الذي يسرق وقت الطلاب في متابعة سوق الأسهم وفي بعض الأعمال الخاصة؟.

أليس فساداً من الذي يدفع المال للواسطة من أجل أن يحصل ابنه على وظيفة؟.

أليس فساداً من الزوجة التي تحيك الدسائس من أجل ابعاد زوجها عن أهله ووالديه، ومن الرجل الذي يقطع رحمه إرضاءً لزوجته؟.

أليس فساداً من بعض المسؤلين في الشركات عندما يوظفون أبنائهم متخطين آخرين أكفأ منهم؟.

أليس فساداً من أن ينادى لصلاة الصبح وندور ظهورنا اليها؟.

أليس فساداً عندما يتحدث الشاب والشابة صوتاً وصورة في أي وقت يريدون داخل البيت وخارجه بعد دخول الإنترنت وانهيار الأسوار؟.

أليس فساداً من الإبن الذي يخدع والديه بأنه يسير على الطريق المستقيم ويصلي وهو بجواله في غرفته يفعل الموبقات؟.

أليس فساداً حين يبكي الآباء من عقوق وقسوة الأبناء عليهم؟.

أليس فساداً من الشاب الذي يخطب الفتاة ويفعل ما يفعله ثم بعد فترة يرميها في بيت أهلها؟.

أليس فساداً من الموظف الذي يستلم راتباً من الدولة لكنه يتعمد عدم تخليص معاملات الناس وتركها داخل الأدراج دون حل؟.

أليس فساداً عندما يذهب الموظف والمهندس والعامل الى أعمالهم متأخرين كل يوم؟.

أليس فساداً من مقاول البناء الذي يأتمنه الناس على بناء منازلهم ولم يهتم بمتابعة عماله الذين يسرحون ويمرحون في الغش والخداع في بيوت الناس؟.

أليس فساداً أكل مال اليتيم؟.

أليس فساداً استغلال حاجة بعض النساء المحتاجين من الأرامل والمطلقات والفقراء الى مآرب أخرى؟.

أليس فساداً من الصديق الذي يجلس مع صديقه ويبوح له بمكنون نفسه وما يشغل باله فينشر اسراره إلى الآخرين؟.

أليس فساداً ممن يهدر المال العام من بعض المسؤلين الذين لا يتورعون في تقاسم اموال المشاريع مع المقاولين الذين يعهد اليهم المشروع؟.

ختاماً لكل ما سبق كثيرون سيكتشفون أنهم فاسدون لكنه بعد فوات الأوان، وأن مظاهر الحياة أخذتنا حتى من أنفسنا، فغاب ضميرنا برغم صلاتنا وصيامنا فنسينا لماذا خلقنا الله تعالى.