التألق وقت العسر
العيش بطريقة مغايرة لما يفعله الآخرون، يتطلب توافر إمكانيات لِطُرُق عَيش لا يقدر الآخرون القيام بها. هناك مجموعة من الأشياء حبذا لو تتخذ قرارًا بالتخلي عنها أو صياغتها من جديد بعد أن وصلت مرحلة امتلكت فيها الكثير من القناعات والمعارف والخبرات. بقي عليك أن تتحلى بالشجاعة والتي بدونها لا يمكنك القيام بالإجراءات اللازمة المناطة بك بطريقة أفضل وبشكل صحيح وأقدر.
أنت لا يمكنك احترام شكوكك ولا حتى طرح الأسئلة الكبيرة على نفسك في الأوقات العصيبة إذا لم تكن تعيش حالة من الثقة والاطمئنان النفسي، وهذه الحالة بكل بساطة لا تأتي من فراغ. مفتاح الوصول إلى تلك الطمأنينة والراحة هو القراءة، نعم القراءة وحدها. وعندما أتحدث عن القراءة فإني لا أعني أولئك الذين لا تتعدى قراءاتهم اليومية بعض الأسطر المنتقاة من مقالات متفرقة هنا وهناك. أنا أتحدث عن ذلك الشخص أو الشريحة التي جعلت من القراءة منهج حياة في قدرتها على اختيار ما يناسبها ويتماشى مع حاجتها ومتطلبات العصر، وإلا فلا جدوى من تلك القراءة البتة.
الضائقة الاقتصادية التي يمر بها معظم الناس هذه الأيام، لا يمكن تخطيها بالتمسك بعادات الأمس. من هذه الدقيقة، ضع لنفسك ميزانية تفصيلية توضح فيها الكيفية الأمثل للتصرف في دخلك أو مداخيلك. عندما تكون مصاريفك منضبطة وفي حدود الميزانية التي أنشأتها، فإنك ستشعر بالمسؤولية وأنك قد بدأت تتحرر من عادات الماضي التي ساهمت في إيصالك الى الحال الذي أنت عليه اليوم من انعدام الأمن المالي والنفسي. وإن كان تضخم الأسعار مستمرا في الصعود يوما بعد يوم، إلا أن هذا ليس عذرًا كافيًا يمنعك من تعلم ثقافة الادخار، بل وأن تحرص على أن تجعلها من أولويات خططك الحياتية، لأنها أحد مفاتيح الحرية المالية وأحد أهم الإجراءات التي يمكن تبنيها في وقت باتت الأرض تضيق بأهلها لانعدام التوازن بين المداخيل والمصاريف اللامسؤولة، فضلًا عن الخلط بين الحاجة والرغبة.
نحن كبشر من طبيعتنا خطاؤون، كونك تخطئ بين الوقت والآخر، لا يجعل منك إنسانا فاشلًا. الإصرار على تكرار الخطأ دون التفكير في إصلاحه، لا شك ينتهي بالشخص الى نوع من الفشل.. إلا أن محاولات الفرد الحثيثة على إيجاد الحلول الناجعة وتبني منهج الإصلاح هو مدعاة للفخر والاعتزاز وعملٌ عظيم يُعتد به، كونه سجية من سجايا الخيرين من الناس.
من الأهمية بمكان أن تكون كإنسان، منفتحًا على فكرة ترسيخ هَويتك الذاتية والبحث عنها وتأكيدها في مكامن مختلفة. قم بتدوين نقاط القوة والضعف في شخصيتك؛ ما تعتقد أنك بارع فيه ومتمكّن وما لا تهواه نفسك وتشعر بعدم الانتماء إليه. على قدر صغر تلك الأشياء وتفاهتها، أو كبرها وأهميتها، إلا أن لها من التأثير ما يمكن أن يعزز من تلك النفس ويرتقي بها، أو يحطمها ويهوي بها إلى الحضيض.
إذا لم تكن في بداية حياتك محظوظًا ومن بين تلك الأفراد الذين شاء لهم القدر أن يتحول كل ما يقع بين أيديهم إلى ذهب خالص؛ فعلى أقل تقدير التزم بروتين حياة تقودك فيه أفعالك مع مرور الوقت الى حيث ما تريد أن تكون. تعاملك مع نفسك بجدية وتصرفك وفقًا لهذا المسار، سيجعل مستقبل أيامك مشرقًا يحفه الكثير من التفاؤل بأن الأمور تسير في وضعها الطبيعي، وأن النتائج النهائية للكثير من مشاريعك الحياتية هي الأخرى، بدأت تتبلور وتتشكل بطريقة مُرضية وكما خططت لها.