ثلاثون حلما
ثلاثون حلما
فوانيس نور
معلقه على مفاصلِ أبواب السماء
التي لم يبق منها بابُ
تساقطت كلها
متراكمة فصارت جدارا
بيننا وبين
إبليس ونسله ...
تسابيحُ أنفاسنا تتزاحم
مع موائد نور من الآياتْ
بيوت الحسينِ
تفتح باعها للعناقْ
لجدرانها أكف بحنو الأمهاتْ
تمتصٌ
أوزار وجد تراكمَ
عمداً
لشهر كهذا
لقدر كهذا
منابرها
ترتل سورة الظمأ الخالدهْ
وترديدها يجلو صدأ القلوبْ
وحشرجةُ
" اشرب الماء هنيئاً يا محب "
تفجر عين الحسرة الحمئهْ
رجع صدى الحناجرِ
" خلصنا من النار يارب "
تخيط أسحار ثلاثين حلما
تمر كطرفة غيمْ
*
ثلاثون حلما ومكان شاغر
أصحابه رحلوا
على متن الغيابْ
ثلاثون جرحا
تحتاج تلاثين رتقا
لنغلق
البوابة التي تتسرب
منها طيور الذكرياتْ
ثلاثون حلما وكرسي فارغ
تتكاثر منه الصور القديمة
مزخرفة بأُطر الحنين
وينبثق من ظلها
تهدج صوت الحكايا
ننكس الكرسي
ولا تستسلم الذكرى!