آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

ثقافة الاستهلاك في شهر رمضان المبارك

عباس سالم

شهر رمضان المبارك على الأبواب ومن المعروف أنه سوف تزدحم فيه الأسواق ومحال التموين بالمستهلكين لشراء السلع الغدائية الرمضانية، وكان الله في عون المتضررين من جشع بعض التجار الذين يستغلون حاجة الناس في هذا الشهر المبارك.

جميع السلع الاستهلاكية متوفرة بكميات كبيرة في مستودعات الدولة، رعاها الله تعالى، فلا داعي لتهافت المستهلكين على الأسواق ومراكزالتموين لشراء السلع الرمضانية بكميات كبيرة التي ربما تتعرض لسوء التخزين في المنزل ومن ثم عدم الاستفادة منها، وأن يكون استهلاكنارشيدًا بشراء الاحتياجات الضرورية قبل شهر رمضان المبارك للأيام الأولى فقط، لتتوالى بعد ذلك مشترياتنا تدريجياً وفق حاجاتنا اليومية.

على مر السنين مع اطلالة شهر رمضان المبارك تتكشر أنياب بعض التجار الذين لا هم لهم إلا جمع الأموال وتحقيق أرباح مضاعفة فيالشهر الكريم على حساب جيوب المواطنين، حيث يقوم البعض من التجار باحتكار بعض السلع الرئيسية في المستودعات وتقليل المعروضمنها في الأسواق بغيت التأثير على نظرية العرض والطلب ورفع سعرها في وجه الناس دون رحمة ولا خوف من الله تعالى.

وزارة التجارة كثفت من جولاتها الميدانية على الأسواق ومراكز التموين ومحلات بيع الجملة لمواجهة جشع بعض التجار، وللتأكد من عدمالتلاعب في الأسعار قبل حلول الشهر الفضيل، وتركوا للمستهلك الإتصال على الرقم“1900”أو عبر تطبيق ”بلاغ تجاري“ في حال وجودملاحظات أو شكاوي، ولا بدا للناس من عدم الاستجابة للتاجر الجشع ورفض شراء أي سلعة متلاعب في سعرها لكي لا يستغفلنا، والذهابالى أصحاب المحلات أو البقالات الأخرى في البلد الذين يخافون الله تعالى في تجارتهم ويقبلون بالربح القليل.

ثقافة الناس بعدم شراء السلع المتلاعب في سعرها وتركها في رفوف المحل ربما تحرك ضمير التاجر ويعود إلى صوابه وعرضها بالسعرالمعقول، كما ينبغي على الناس ضرورة التحلي بالوعي الاستهلاكي طيلة أيام شهر رمضان المبارك لكي لا نقع في فخ التبذير بسببالسلوكيات الخاطئة التي نكررها في كل عام، وأن لا نجعل مشترياتنا في الشهر الكريم مختلفة عن باقي الشهور، والتقليل من تنوع الأطعمةعلى مائدة الافطار التي ربما يكون مصير أكثرها الى مكبات القمامة.

خلاصة الكلام هي: إن الاندفاع وراء حمى اقتناء السلع الغدائية الرمضانية قبل الشهر الفضيل يجعل بعض التجار يستغلون الفرصةللمضاربة بالأسعار ورفعها، وعلينا أن نتسارع لأعمال الخير في شهر رمضان المبارك بدلاً من تسارعنا على ملىء بطوننا بمختلف الأطعمة، قال تعالى ﴿وَسَارِعُوۤا۟ إِلَىٰ مَغۡفِرَةࣲ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا ٱلسَّمَٰوَ ٰ⁠تُ وَٱلۡأَرۡضُ أُعِدَّتۡ لِلۡمُتَّقِىنَ.