الأسر المنتجة بين دعم المجتمع وارتفاع اسعارها
يفتخر مجتمعنا بوجود أُسَر منتجة شبابية من الجنسين لهم الرغبة في العمل والإنتاج والإبداع، ويقومون بعرض منتجاتهم على المجتمع لدعمهم وتشجيعهم على تأسيس مشروعها، والعمل على تحويل بعضها من أسر تحتاج للمساعدة إلى أسر منتجة معتمدة على ذاتها.
عادةً تعمل الأسر المنتجة من داخل منازلها لتقديم الأطعمة والحلويات في مشروعها الاجتماعي، الذي يساهم في ابراز الطاقات البشرية لشريحة كبيرة من الناس في المجتمع مخبأ بين جدران المنازل، وذلك عن طريق ابراز أفرادها من الجنسين والعمل على اظهار تلك الطاقات وتعريف المجتمع بها وبمنتجاتها، والاستفادة من دخلها في مواجهة متغيرات ظروف الحياة الاقتصادية.
دعم المجتمع وتشجيعه للأسر المنتجة وإلى كل الوطنيين من أبناء البلد الذين يؤسسون مشاريعهم في المطاعم ومحلات بيع الفواكه والخضار والأسماك، يجب أن لا يقابل برفع الأسعار واستغلال اقبال الناس على شراء منتجاتهم، بل لابدا لهم أن يقدروا ذلك الدعم بالمساندة ووضع الأسعار في متناول الجميع، حيث أن الكثير من الناس في المجتمع يشكين من ارتفاع الأسعار عند الأسر المنتجة التي تديرها الأيدي الوطنية من أبناء البلد.
يقول البعض ممن زار بعض الأركان التي تعرض ما تقدمه الأسر المنتجة المنتشرة في المهرجانات التي تقام على الواجهات البحرية بأن الأسعار هناك مبالغًا فيها، حيث أن سعر قرص التاوى المعمول على الصاج والذي سعره بريال لكنه يباع في المهرجان ب 6 ريال! وكذلك علبة ورق العنب التي سعرها 7 ريال في المحلات لكن سعرها في كوشكات المهرجانات ب 15 ريال! وغيرها الكثير من الأطعمة المبالغ في أسعارها.
وسط الزحام تمشي بين كشكات المهرجان وتقف أمام ما يعرضه الباعة وتختار صنفًا من أصناف الطعام المعروضة، وعندما يخبرك البائع عن سعرها تنصدم لارتفاعه وتسأل: لماذا هذا الإرتفاع في الأسعار هنا؟ فيجيبك البائع بأن المستثمر لهذا المكان هو السبب؟؟ حيث أنه لم يرحمنا في أسعار الإيجار الشهري المبالغ فيه لهذا الكشك الصغير، ونحن الباعة لم نرحم الناس المتنزهين الذين ليس جميعهم ميسورين الحال فبينهم الفقير واليتيم والمديون.
الظروف المعيشية للكثير من الناس صعبة اليوم، وليس كل من أتى إلى زيارة المهرجانات حاله ميسور وقوته الشرائية جيده، لذلك لا بدا للمستثمرين في المهرجانات ومن يدور في فلكهم أن يرحموا الناس من هذا الغلاء، وأن لا يكون جل همهم هو تقاسم جبنة الربح الكبير من جيوب المساكين، بل لا بدا لهم من المساهمة في إسعاد الناس الذين تركوا جدران منازلهم ليستمتعوا بأجواء المهرجانات التي غيرتها غلاء الأسعار فيها.
عندما نقوم بعمل مقارنة بين أسعار الأسر المنتجة والمطاعم ذات المنتج الجيد نجد أن المطاعم أقل سعراً، وبالرغم من انني أفضل الأكل مما تنتجه الأسر المنتجة في بلدي، لكنني أتفق مع الرأي العام في المجتمع بأن الأسعار عند بعض الأسر المنتجة مبالغاً فيها، والناس محقين في السؤال عن هذا الغلاء بالرغم من أن الأسر المنتجة لا يتحملون إيجار محلات وتكلفة لوحات وسجلات تجارية وغيرها من الرسوم التي تطلب لتجهيز المحلات، وهو تساؤل منطقي بررته الأسر المنتجة بجودة وطهارة منتجاتها التي تفتقده بعض المطاعم التي تتعامل مع الأطعمة المثلجة والمستوردة كاللحوم والدجاج وغيرها.
وفي الختام إن الأطعمة التي تنتجها الأسر المنتجة تدار من قبل أسر وطنية سعودية، وهي لا شك أنها أزكى وأطهر مما تنتجه الأيدي الأجنبية في بعض المطاعم والبوفيهات، لكن هذا ليس مبرراً برفع أسعار منتجاتها، الذي يجب اعادة النظر في تقيمها لتكون في متناول الجميع، لكي لا تخسر دعم أبناء مجتمعها بشراء منتجاتها.