حار القصيد
حار القصيد
حارَ القصيـدُ بـأي ثــوبٍ يـَظهـــرُ
وبأيِّ وصـفٍ فـي جمالكِ يُـبـحِـــرُ؟
أَوَ بـالـعـيـونِ السودِ حين تفتحــتْ
خـلــفَ الجُـفـونِ كـوردةٍ تتبخـتـرُ؟
أم حـاجـبـيـكِ الـمــائــلينِ تفرعــاً
كالغصنِ حين تَحُـفُّ فيهِ الأزهـرُ؟
عـيـنـاكِ أَلـهـمتْ العقول جنونهــا
فـالـعـقـلُ صـارَ بـحـيـرةٍ يَـتـفــكَـرُ
والـقـلـبُ هـاجت منكِ كـل فُلُولِــهِ
والجِــسـمُ نَحَّلـَهُ الغـَرامُ الأخـضَــرُ
عينـاكِ ليسـتْ بالكمــالِ جَمَــالـُهـا
بَــل بالحيـّــاءِ جَـمَـالُهــا يَـتـَـنـَـــورُ
عينيـاكِ قـد هـامَ الوجـودُ بسحرها
من يُبصـرَ العـينـيـنِ كيفَ يُصَبَّـر؟
لافـرقَ في عينيكِ ان سهـدتْ وإن
في الصحوِ قد بانت, فحُسنكِ يقطِـرُ
يـكـفـيـكِ أنـكِ لـلـغــرامِ سـفـيـنــةٌ
ومـتـى بـدأنا فــي هــواكِ سَـنـُبـحـِرُ
وسنجمعُ الأصدافَ حيثُ اللؤلؤ الـ
بَراقُ يـطـفــو فـي هـواكِ ويُـزهـِـرُ
حورية ٌ مازلـتِ فـي بحـرِ الهــوى
ولِـكـلِ حُـسـنٍ فـي البريـةِ مَـصـدرُ
يـانـجـمــة ً تـتـلامـعـيــنَ غِــوايــة ً
حتـى الغِوايةُ منــكِ تحلـو تـسحـَرُ
مـن فـرطِ مـا أهـواكِ يامحبـوبـتـي
عشقـي أفاضَ وأحرفي تتبحـــــــرُ
ومُـحـيـطُ حـزنٍ قـد كسـاني ثـوبـهُ
مـن بعـدِ هجركِ وانتقاني المِجمَــرُ
فالتهطلي مطراً علـى قـلـبـي الـذي
أضـحـى بُـعـيـدَك هائما يَتـَصـحّـَرُ
والـتعزفـي لـحـنــاً يُثـيـرُ صبابتـي
كـي أُنـشِـد الأبـيـاتَ فـيـكِ وأشـعِـرُ
ولـكـي أًسلسِـلَ مـن دمـايَ قصائداً
إن قُـلـتـهـا كـلُ الـقـصائـد تَـسـكــرُ
قـيـسٌ وكل العاشقينَ علـى المَـدى
لولا غـرامكِ فـي الدُنا لـم يُـذكـَروا
وأنـا الـذي لـولا هــيّـــامــكِ ماعــلا
لحـنٌ بـهِ حرفـي الـمــدَوِّي جَــوهَــرُ
وجـعـلـتـ قافيتي على مـرِ الـدُنـا
حـرفـاً يـحــارُ بــأي شـكـلٍ يَـظـهــرُ
فـبـأيِّ قـافـيــةٍ خِـتــامُ قـصـيـدتــي
وهــواكِ لايُـنـهـيـهِ مــايَــتـَـسَـطَــرُ
فـلـذا بـدتْ كـل الـحـروفِ بـِحيرةٍ
وهــَواكِ هــذا الـعَـــذبِ لايَـتَـفَـسَّــرُ!