انتحار الابتسامة في زمن الكورونا
1. قالت له ببراءة: إني رأيت نحلة رشيقة سارحة في أجواء حديقة المنزل، لعلها تبحث عن رفيقات حِسان لها؛ لتستهل معهن صنع خلية شهد ملأى، نسعد كلانا بطعم شهدها الزاكي، في وجبة إفطار شهية!… فأجابها مغتاظًا:
إني رأيت زنبورًا شاردًا يقترب من حديقة المنزل، فطاردته برش المبيد الحشري، حتى لا يدنس زهو بتلات الأزهار المتفتحة توًا بأرجله السوداء القذرة!
2. قالت له بتذمر: إني أراك متجهمًا طوال يومك…! فعلام لاتتبسم، ولو ساعة من نهار؛ لتنشر عطر السعادة في زوايا منزلنا؟
فأجابها بحماقة: ألا ترين أن النار تظل مشتعلة مستعرة؛ لتأكل الأخضر واليابس من حولها، وإذا انطفأت فجأة، خلفت وراءها دخانًا ورمادًا، لا يريحا الحاضر، ولا يسرا الناظر!
3. سألته بلطف مرة: ألا تشتري لي سيارة فخمة جديدة؟
فرمقها بسخرية وقال: السيارة الفخمة الجديدة تستحقها ”غانية فاتنة“ تبادر بتقديم ابتسامة عريضة صادقة بكر، وتسعى طوعًا بإهدائها في ”طبق من سرق“ … ولا أستبعد ذلك، عندما أرى، بأم عيني، وتمام حواسي، حمل جثمان كورونا ”المقيت“ على الأكتاف، ووأده بانتقام، ودون احترام، إلى الأبد، في مزبلة التاريخ!… عندها تنفس الزوج المتجهم الصعداء طويلا، وفاق من حلم يقضته، وانتشى هنيهة في أثناء أريكته الوثيرة؛ ليعطر بأريحية واثقة مسامع زوجته المنتظرة بزوغ بارقة ابتسامة صادقة رقيقة، تغمر أطراف المنزل؛ لتنشر سحر الدفء، وترش فيض الحنان، وتنثر رقة الإبتسامة العريضة الدائمة!