«وسط العوامية» تنمية المكان ورفع جودة حياة الإنسان
«في العوامية وعدت الدولة فصدقت» مقالي في جريدة «اليوم» منذ 3 سنوات بتاريخ 24 /2/ 2018م بمناسبة وضع حجر الأساس لـ «مشروع وسط العوامية» من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، وفي أقل من عام في يناير 2019م تم تسليم ما يقارب 98% من المشروع.
كان حي المسورة واجهة العوامية في عهد المغفور له الملك عبدالعزيز رحمه الله، ليستمر برمزيته التاريخية والتراثية ضمن مشاريع المملكة التنموية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله.
ركز المشروع على إعمار حي المسورة محافظين فيه على الهوية السعودية الخليجية في محافظة القطيف وبلدة العوامية من الناحية المعمارية ومن ذلك تجديد بيت العمدة، وبناء الأبراج، والمركز الاجتماعي، والمطاعم والمقاهي الشعبية، ودكاكين الحرف والهدايا التراثية وساحة العروض بما يعكس تمازج واندماج الثقافات والأصول التي استقرت في واحة القطيف، وبلدة العوامية الساحلية الغنية بالثروات الطبيعية والموارد البشرية التي خرج منها كفاءات يخدمون وطنهم ويمثلونه في مجالات شتى.
وعلى الرغم من انشغال العالم والحكومات بجائحة كورونا إلا أن اهتمام القيادة بهذا المشروع التنموي كان من الأولويات التي التزمت بها إمارة وأمانة المنطقة الشرقية بمباركة ودعم من سمو أمير الشرقية ونائبه مؤكدين بذلك على التزامهما بهذا المشروع الذي يحمل أبعادا أكثر من أن تكون اقتصادية واستثمارية في بناء المكان وإنما لتحسين جودة حياة الإنسان.
نطمح أن يشمل تطوير مشروع وسط العوامية تحسين المساحات المجاورة له من مبان وشوارع ومزارع لإكمال المشهد الحضري والمساهمة في تعزيز الوصول للمشروع من القادمين له داخل وخارج المملكة، وكذلك تأسيس فندق على طراز محلي لمبيت الزوار، ومن يحيي الفعاليات ويشارك فيها.
كما نتوقع أن يكون لهذا المشروع باهتمام القيادة الرشيدة ريادة ثقافية واجتماعية وسياحية ترفيهية وهذا يستلزم تضافر الجهود في تفعيل البرامج التي تعزز من أطر التعايش وبناء الثقة والاندماج الوطني، وبما يبرز الجهود المبذولة، والتي سينعكس أثرها بإظهار الجانب الحضاري المشرق للمملكة في سجل حقوق الإنسان برد عملي واقعي ملموس على أي من يدعي عكس ذلك.