آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

حملنا توكلنا... وتوكلنا على الله

سهام طاهر البوشاجع *

موجة عارمة واستنفار كبير حشد له جنود بواسل همهم الحفاظ على سلامة المواطنين بعد أن جاءت التعليمات والأوامر بتحميل تطبيق ”توكلنا“ وإلزام الناس بحمله معهم في تنقلاتهم اليومية ومنذ ذلك الحين والناس لا تنفك بالسؤال عن ميزة هذا التطبيق ولماذا هو بالذات وماذا يعني ”توكلنا“.

توكلنا.. هو تطبيق محمول وبرنامج كمبيوتر مصمم ليعمل على الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب وهو أحد التطبيقات الخاصة بوباء فيروس كورونا -19 حيث يقوم بإدارة عملية منح التصاريح خلال فترات الحظر ومنع التجول وكذلك يقدم خدماته الصحية من خلال أربعة ألوان، فاللون الأخضر برمز إلى أن المستخدم لم تثبت إصابته بالفيروس واللون الأحمر يخص المصابين أما اللون البرتقالي فللمخالطين الذين يلزمهم العزل بالمنازل وأما اللون الأصفر فهو للمخالطين الذين يسمح لهم بالذهاب إلى العمل مع الحرص على الإجراءات والاحترازات الوقائية.

وبعد أن بدأ إلزام الناس بتثبيته في هواتفهم أصبح لزاما عليهم فتحه أمام بوابة كل منشأة عمل يقصدونها أو مول تجاري أو مركز تبضع وذلك لمراقبة الحالة الصحية للشخص وبهذا يكون الفيروس قد حوصر بطريقة الكترونية وحد من انتشاره بين عامة الناس وقلصت فرص رجوعه بقوة الوباء المستعصي.

ومن خلال هذه التشديدات استشعرت الناس وبالأخص من تراخت في الأيام المنصرمة من تطبيق التدابير والاحترازات الوقائية من انتشار هذا الفيروس وظهرت للحياة تغدو وتروح متغافلة ربما أو مطمئنة بأن لا وجود لوباء شل حركة العالم بأجمع خلال السنة الماضية ومازال، هؤلاء الناس وغيرهم استشعروا الآن بعد أن زادت التدابير بأهمية الحفاظ على النفس فأعداد المصابين أخذت بالتزايد وسلالات الفيروس أخذت بالتحور واستفحلت وتربصت للحياة مجددا، إنها حكمة إلهية وقدر لا نعي الآن القصد منه لكننا نعي أن تطبيق ما بوسعنا تطبيقه ومن شأنه أن نبعد عنا هذا الوباء ومن انتشاره في كل البلاد هو واجب أخلاقي وحتم ديني في حفظ النفس والبقاء على الأرواح.

لقد تاقت الأنفس واشتاقت للحياة المكتظة بابتسامتها دون حجاب الكمامات ولا بروائح المعقمات، لقد اشتاقت أطفالنا لساحات المدارس ومقاعد الدرس وأصدقاء الدفاتر والأقلام، واشتاقت بيوتنا لجمعات الأهل وإزعاج الأطفال وعزائم نهاية الأسبوع دون خوف أو شك أو وهم بإصابة أحد ما من وراء هذه التجمعات.

نعم.. توكلنا على الله وحملنا تطبيق ”توكلنا“ إلى أن يشاء الله وبزوال هذا الوباء يرحمنا.

كاتبة ومحررة في صحيفة المنيزلة نيوز