نسيج الحوار الوطني
التعايش وبناء الثقة بين فئات المجتمع ضرورة لتحقيق الأمان المجتمعي والتنمية وازدهار الوطن، كما تسعى له الرؤية الوطنية.
في عام 2012، انبثقت مبادرة «نسيج» من مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بالمنطقة الشرقية لدمج المجتمع المتميز بتعدديته المذهبية والقبلية والمناطقية والفكرية وإدارة الصراعات والفتن، التي تتعرض لها هذه المنطقة بسبب موقعها الإستراتيجي والثروات، التي حباها الله إياها، ودشن في عام 2016م بدعم مباشر من الحاكم الإداري الأول بالمنطقة الشرقية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف.
برنامج «نسيج» يهدف إلى ترسيخ قيم التلاحم والتعايش المجتمعي بين شرائح المجتمع المتعددة في المنطقة الشرقية من خلال رفع مستوى الوعي المجتمعي، ونشر ثقافة التسامح، وتعزيز دور القيم المشتركة في التلاحم الوطني، وما يجعله متفردا أنه ركز على مفهوم الوقاية الشاملة والتحصين الذاتي من المخاطر المهددة للنسيج الوطني أيا كان مسبباتها ومستجداتها وفق مبادئ الشفافية والاستدامة، ويتألف من مجموعة من البرامج الداخلية منها:
1. الحوار المجتمعي لبناء الوعي بقيم التعايش والتسامح وبناء الثقة بين الأفراد مستهدفين فيها الشباب بالمرحلة الثانوية من التعليم العام وطلاب وطالبات التعليم العالي عبر الحلقات التدريبية والعمل التطوعي المشترك.
2. السلام الاجتماعي لإعداد القيادات الوطنية من أكاديميين ومدربين وإعلاميين ومؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي لنشر ثقافة التسامح والوسطية والاعتدال، واستثمار المؤثرين وطنيا وتحويلهم إلى شركاء في ترسيخ قيم التلاحم الوطني عبر الإعداد المعرفي والإثرائي وبناء المهارات.
3. الكوادر التربوية لتعزيز دورهم في نشر قيم الوعي الوطني وبناء حصانة ذاتية لدى الناشئة ضد كل ما يهدد نسيجهم المجتمعي وتحويل المدرسة إلى شريك في التلاحم الوطني.
التوعية بحاجة لزمن حتى تجني ثمارها كثقافة وسلوك في التحول المجتمعي، وبناء الشراكات مع الجهات ذات العلاقة يحقق الاستدامة، وهذا ما حصل وبتوجيه سمو أمير الشرقية من إلزامية التدريب بهذا البرنامج في 14 جامعة وكلية، و200 مدرسة بالمنطقة الشرقية وقياس الأثر المستمر.
ماذا لو تم تعميم تجربة برنامج «نسيج» في الشرقية على مناطق المملكة بأنشطة تتوافق مع الحاجات المجتمعية، التي تؤثرعلى التعايش وبناء الثقة بين أفراده، وأن تكون المرأة شريكا أساسيا لدورها المؤثر فكريا وتربويا وأسريا في تعزيز التلاحم الوطني.