آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

العين اوسع من المكان وعلاقات المصلحة!

مفيدة أحمد اللويف *

”حياكم العين اوسع لكم من المكان“ ”اذا ماشالكم المكان تشيلكم عيوننا“، حقيقة هالكلمات تخترق القلب بسرعة وينها الحين مانلاقيها!!

واقعنا الحالي مختلف فالقلوب صارت ضيقة ولاتسع احدا فعندما تبحث عن اي فرصة لترى فيها اغلى الناس ربما يتعذر لك بكلمة «مشغول» او يعطيك اي تصريفة اخرى، كما أن البعض معتمداً السوشيال ميديا وسيلة للسؤال عن احوال اقرب المقربين وصار بعض الأقارب يكتفون فقط بإرسال الرسائل في حالات المرض او لمشاركة الآخرين افراحهم واحزانهم وهذا كان من قبل الكورونا وقبل فرض التباعد الإجتماعي حيث فرضتها التكنولوجيا، والنتيجة هنا تباعد القلوب فبالرغم من كل التطورات التي نراها في التكنولوجيا هانحن نفتقد رنين الهاتف سواءا المنزل او المحمول، مع ان النت اصبحت متوفرة في كل منزل كما توفرت الكثير من برامج الإتصال المجانية في الهواتف المحمولة ومع ذلك فنحن لانجد تواصل كما في السابق «زمن الطيبين».

جملة سمعتها من احد الأقارب: «من لايقدرني فهو لايستحق العطاء» بمعنى أن هذا الشخص قرر بأنه سوف يبتعد عن كل قريب لم يهتم به او لم يسأل عنه ويؤكد انه استحالة بأن يعطيه جزءا من وقته لأنه لايستحق كما يقول حتى لو كان عزيزاً ومن أقرب المقربين، وبالواقع كل مرة يود ذلك القريب أن يزوره فإن هذا الشخص يتعذر بإنشغاله بالرغم من ان انشغاله ليس حقيقيا، حقيقة أتألم وانا اسرد لكم محتوى الموضوع فقد بات الأغلبية مشغولين وراء مصالحهم الخاصة وفي معتقدي علاقة المصالح لن تدوم وستختفي بعد انتهاء المصلحة، وبهذا المبدأ ربما سيعيش كل واحد منا مستقلاً فكل شخص سينظر فقط لتحقيق مصالحه الشخصية دون الحاجة للآخر مماسيؤدي للقطيعة بدل التواصل وتفشى الأنى بدلاً من مبدأ حب الخير للغير ولن تتحقق بعد ذلك الوحدة الإجتماعية ولا صلة الأرحام.

ليس من المعقول بأن نتحامل على بعضنا ونجمد قلوبنا أو نعامل من حولنا مثل معاملتهم فالمعاملة يجب أن تكون بأخلاقنا نحن وليست بأخلاقهم، كما أن المعاملة الحسنة ستفتح القلوب المقفلة وفعل الخير لابد أن يببدأ من داخلنا نحن وأن لاننتظر احداً يبدأ به وان يكون دائماً لوجه الله تعالى وهذا هو العطاء الحقيقي وهو صفة مشرفة للإنسان ويأتي بمعنى البذل والتضحية فالعطاء لايكون بالمادة فقط او بالمال كما يعتقد البعض فالعطاء المعنوي ايضاً قيمته اعلى واسهل وله الأثر البليغ فمن باب حب الآخرين وترك الأنى نكسب القلوب، فالتواصل مع المقربين والإهتمام بهم اكبر عطاء والكلمة الطيبة تسحر القلوب المثقلة بالآهات، فلنفتح قلوبنا فإنها حتما ستسع الجميع ولنبدأ بتفقد أحوال الآخرين بأنفسنا والسؤال عنهم فالأثر الطيب يفوح في الأرجاء بسرعة البرق وهذا مايحتاجه الكل بنهاية الأمر.