بعد العناء سيشرق العالم من جديد
مر علينا عام 2020 بحلوه ومره فحمدنا الله تعالى وشكرناه في السراء والضراء على ما حل بنا من مصائب وآلام وهموم، أناس طيبون من خيرة رجال ونساء المجتمع رحلوا عنا يرحمهم الله تعالى منهم من عانا من المرض ومنهم بسبب وباء كورونا الذي أرعب العالم كله.
وباء كورونا الذي أصاب العالم مند بداية العام الماضي، كان الأكثر فتكًا بالبشرية منذوا قرون مضت عندما تفشى مرض الطاعون، الذي أطلق عليه علماء الأوبئة ”الموت الأسود“، وقتل ما لا يقل عن 200 مليون إنسان من مختلف دول العالم، ويعتقد أنه خرج من الصين أو بالقرب منها.
الابتلاء الذي أصاب وطننا وكل العالم تعلمنا فيه الكثير من الدروس، منها ما يخص الصحة ومنها ما يخص المجتمع، تعلمنا بأن الحياة تدور في مواكبة التغيير وأن الأوبئة ممكن أن تنتشر في أي وقت في زمن الحروب البلوجية المختلقة من عديمي الضمير، وتعلمنا أن الحرب ليست دائماً بالسلاح وهدير الطائرات وأصوات المجنزرات والدبابات وغيرها من آلات الحروب المدمرة، وأن صوت العلم والعلماء في زمن الأوبئة لايعلوا فوقهم صوتًا.
ربما يكون المرض بالنسبة للمريض هو منبه بأن هناك خطأ ما يمارسه ذلك الإنسان مما يستدعي الانتباه لذلك، كالمدخنين الذين يجب عليهم تقييم ما يفعله التدخين داخل أجسامهم، أو كالذي يأكل ما هب ودب في مناسبات الأفراح والأحزان، فالكثير من الأمراض تأتينا من غدائنا ووجباتنا الذي لا ننتظم في تناولها، وملؤا بطوننا لحد التخمة وبالخصوص مما نأكله في المطاعم والبوفيهات التي معظمها تدار بأيدي أجنبية والكثير منها لا يوجد فيها معيارًا للنظافة ولا مصدرًا للطعام الذي يقدم لنا، والمرض في بعض الأحيان هو رسالة تحذير للإنسان بأن شيء مافيه يحتاج إلى تغيير.
عام مضى وعام اقبل علينا، عام انصرم حافلا بمواقف لم يشهد لها جيل البشرية المعاصر من قبل من مثيل، حيث اجتاحت العالم احداث مصيرية، كان أخطرها جائحة كوفيد 19 التي غيرت معالم خريطة الحياة في العالم بأسره، وعانا الجميع مرارة هذا العام، حيث فقدنا أناسا أعزاء على قلوبنا نسأل الله تعالى لهم الرحمة والمغفرة، وأناس قد خسروا أعمالهم وتأثرت حياتهم، حيث تغيرت جميع أنماط الحياة بما فيها الصحة والتعليم والتجارة والسفر والسياحة.
ختاماً كل ذلك الرعب الذي أحدثه كوفيد -19 لم يثني عزم العلماء في تطوير العلم الذي يستحق امتنانًا وشكراً لكل من ساهم في اكتشافدواء لكبح ذلك الفيروس اللعين، ونقدم الشكر والامتنان لكل رجالات الدولة الذين سعوا لتوفير لقاح فيروس كورونا وتقديمه للمواطنين والمقيمينعلى أرض الوطن الغالي، لنمضي نحو مجتمع واعي واثقين كل الثقة بالله رب العالمين بأن الخير سيشرق على العالم من جديد وتنجلي هذهالغمة عن الوطن والعالم كله.