المدام وانتقاد عمال البناء
ساندويتش ستايل
لما كنت ابني البيت كانت زوجتي حماها الله ورعاها كثيرة التركيز، وتصطاد الأخطاء، وتقتنص النقاط السلبية في البناء وعلى العمال أيضا.
أنا اتعبتني هذه الطريقة..... فقلت لها لماذا أنت تركزين على النقاط السلبية وتتعمدين إغفال الإيجابيات في العمل وطريقة العمال في البناء؟
ردت عليَّ قائلة: احمد ربك أنك وجدت مشرفا يكتشف أخطاء العمال والمقاول، غيرك يدفع فلوس عشان يحضر مهندس مشرف على العمال ويكتشف أخطاءهم.
قلت لها: طيب ولو انا اتبعت معك هذا الأسلوب في المنزل وتصيدت الأخطاء التي قد تقعين فيها في طبخ الأكل، وقلت يوم أن الأكل «ماصخ» قليل الملح، ومرة ثانية في يوم ثانٍ قلت ان الفلفل كثير وزايد، وهكذا باقي الأيام فإنك لن تقبلي هذا الأسلوب مني.
ردت قائلة: الوضع مختلف وأنا غير العمال وغير المقاول وهم لازم نركز على عملهم حتى نحصل على أحسن نتيجة في العمل منهم.
قلت لها: النفس البشرية واحدة تقريبا في هذا الشيء، تنفر من التركيز على السلبيات وتحب ذكر الإيجابيات التي فيها.
قالت: يعني ما أقول للعمال هذا العمل خطأ، ولا ننبه المقاول لأخطاء العمال.
قلت لها: بالعكس هذا الشيء مطلوب ومرغوب ويجب القيام به
قالت: احترنا معاك، مرة تقول لا تذكرين الأخطاء ومرة أخرى يجب ذكر الأخطاء،.... والحل نذكر أو نسكت ولا نتكلم؟؟
قلت لها هناك حل وسط بين الطريقتين وهو حل السندويشة؟
قالت سندويشة؟ تبغي تجيب للعمال سندويش عشان يشتغلوا صح يعني؟؟
قلت لها: أسلوب الساندويش هو أسلوب للتعبير عن الرأي ونقد سلوك أو تصرفات أو أفكار الآخرين بطريقة إيجابية وهادئة.
قالت: وضح لنا كيف نقد بطريقة إيجابية؟
قلت: لها عندما نريد أن نقدم النقد نقدمه على صورة سندويشة، يعني ما نعطي الرأي السلبي فقط، وكل واحد منا اكيد في تصرفه ولو بعض الإيجابية فنحن نذكر له إيجابية قام بها ثم نضع السلبي بطريقة سلسة ونختم النقد بذكر أمر إيجابي.
قالت: وضح بمثال لو سمحت الأمور ليست في غاية الوضوح.
قلت: مثلا العمال يكسرون الكثير من الطابوق وهذا يزعجنا ونريد أن نطلب منهم أن يقتصدوا في الطابوق ويقللوا تكسيره فإننا نقول لهم: ”عملكم اليوم جميل والطابوق ما شاء الله مستقيم ولو أنتم قللتم من تكسير الطابوق فان هذا سيجعل عملكم متقن أكثر ويجعلنا نرتاح منه أكثر وقواكم الله“
قالت: هذا الأسلوب الرقيق الناعم، ما يصلح إلا للتعامل مع الأبهة، والشخصيات الكبيرة.
قلت: لها فعلا هو حسب ما أعرف، ابتدأ به بعض مستشارين المسؤولين الكبار الذين قد يخشى منهم، ولاحقا جعله خبراء التربية والموارد البشرية أسلوبا معمما للتعامل مع كل الناس، حتى الأولاد الصغار في مرحلة الطفولة يكون مجديا ونافعا معهم جدا في الكثير من المواقف.
قالت: سنجرب هذا الأسلوب في التعامل مع أبنائنا من اليوم ”يا ولدي انت تحب تساعد الماما في البيت ولو كل يوم لما تصحى من النوم ترتب سريريك بنفسك سأكون شاكرة لك ومقدرة للتعاون بارك الله فيك ولدي الشطور“
ضحكنا معا وصار أسلوب السندويشة عادة في بيتنا.
رابط المقال مسموعا