تخطيط الشوارع لرؤية مستقبلية
شبكة الطرق في البلاد تعتبر من أهم عناصر البنية التحتية اللازمة للتطور في خطوط المواصلات، نظراً للفوائد المتعددة التي تقدمها فيما يتعلق بتسهيل انتقال الناس إلى أعمالهم ومدارسهم وكذلك لتسهيل نقل البضائع والتموين وغيرها، وأصبحت اليوم معياراً أساسيًا يقاس من خلاله مدى تطور الدول.
يعيش قائدي المركبات في البلاد بشكل يومي معاناة حقيقية مع الازدحام المروري، بسبب عمليات الإصلاح المستمرة التي تطال التخطيط الهندسي للشوارع، والناتجة من الأخطاء الهندسية الفادحة التي ارتكبها بعض المهندسين في عمليات التصميم للشوارع في فترات سابقة خلال عمليات تنفيذها لمشاريع الطرق، ولتلك الأخطاء المسؤولية الكبرى للحوادث المرورية التي تحدث بشكل يومي وتتحملها الجهات المسؤولة عن تخطيط الشوارع.
إغلاق بعض الشوارع للصيانة وتأخر بعض المقاولين في تنفيذ المشاريع يزيد من معاناة الناس على الطريق، بسبب ازدحام الطرقات بالسيارات عند الخروج من منازلهم للوصول إلى مقرات عملهم والعكس، أو لقضاء حوائجهم الضرورية أو الالتزام بموعد عمل أو زيارة خاصة، حيث لا يستطيع الخروج إلا قبل الموعد بساعة على الأقل حتى يصل في الموعد المحدد بسلام ومن دون معاناة مع صراع الازدحام المروري.
جمال التخطيط للشوارع هو العنصر الأساسي والشريان الحيوي لأي مدينة في العالم ونظاماً مهماً لها، ومقياساً يساعد قائدي المركباتبالتحرك فيها بسلاسة في أي اتجاه، وهو من أهم الأمور التي يجب أن تحظى باهتمام واضعي المخططات العمرانية في البلديات، والكثيرمن حوادث السير التي تقع على شوارعنا يعود سببها إلى سوء تخطيط الطرق والشوارع، وإلى السرعة الزائدة من بعض السائقين، ولوجودتقاطعات عديدة وخطيرة، وللتغييرات المفاجئة أثناء السير في الاتجاه من بعض السائقين، وللمطبات الخطيرة في الكثير من الشوارع، وللمنعطفات الخطيرة على الطرق الرئيسية وغيرها من الأمور.
الكثير من التصرفات الغير لائقة قد تصدر من بعض سائقي المركبات أثناء قيادتهم للسيارة، كالسرعة الزائدة واستخدام الجوال، والفوضىفي التنقل بعشوائية بين المسارات على الطريق، والانعطاف يميناً أو يساراً والخروج من الطريق من دون إخبار الأخرين بستخدام إشارات المركبة، والسير على الطريق دون ترك مسافة كافية مع السيارة التي أمامهم وغيرها من التصرفات الغير مسؤولة من بعض السائقين التي ربما تشكل عاملًا رئيسًا في تسجيل الحوادث المرورية.
هناك الكثير من الشوارع بين المناطق الحديثة ذات عرض وطول وللأسف لا نرى فيها مساحة آمنة مخصصة للمشاة لكي يستمتع ساكني تلك المناطق بممارسة رياضة المشي بسلام، أو طريق خاص بالدراجات الهوائية التي لا تقل أهمية اليوم عن غيرها من وسائل المواصلات، وكذلك مسار خاص لمن لا يملك سيارة ولديه دباب صغير يتنقل به لقضاء حاجاته، صار اعتمادنا على السيارة لا غنى عنه فقيَّدَت حركتناوجعلتنا أقل حيويّة ونشاط، ولوثة بيئتنا وحرمتنا من الهواء النقي في كثير من الأماكن.
عندما تعمل البلديات على تهيئة الشوارع التي بين المدن بممرات آمنة للمشي بينها يعد أمراً ممتعاً للكثير من الناس، وأكثر أهمية لأولئك الذين لا يقودون السيارة لظروفهم الخاصة، ويصبح المشي مهماً في ممرات آمنة بين المدن، ويخلق ثقافة مجتمعية رائعة بين الناس، ويكونون أكثر سعادة عندما يسيرون مشيًا لمسافات طويلة، وهو ما يؤدي إلى تخفيض معدلات استخدام قيادة السيارات، وكذلك تحسين مستوى الصحة العامة بين الناس، وإن المشي لا يحتاج إلى دفع أموال لممارسته، ويستطيع القيام به أي شخص للتنقل من مكان إلى آخر.
خلاصة الكلام إن تخطيط الشوارع والطرقات يحتاج إلى نظرة مستقبلية كبيرة، يراعى فيها النمو السكاني المتزايد وعدد السيارات المتزايدة في كل يوم، وأكثرها أهمية هو وجود مداخل ومخارج متعددة بين المدن لتنقل الناس بسهولة ومن دون معاناة من وإلى الطرق الرئيسية، ولكيلا يؤثر على حركة السير إغلاق شارع للصيانة أو التغيير كما هو الازدحام المروري الحاصل اليوم عندما أغلقت بعض الشوارع للصيانة وتسببت في معاناة الناس.