البحث عن مارادونا أو عن نستولوجيا لن تعود
من شاهد مارادونا خصوصا في سنوات عز تألقه في ثمانينات القرن الماضي، حتما لن يقتنع بأفضلية لاعب قبله ”بيليه“ او لاعب بعده ”ميسي“.
ذلك ان تأثير اللاعب في مرحلة مهمة من مراحل الحداثة والتطور التكنولوجي، حتما تربط الجمهور ليس بالملعب فقط، بل هي نستولوجيا مرحلة يتمنوا لو انها تعاد او لم يتقدم قطار الزمن منها.
مارادونا برأيي لا يرتبط بالملعب والكرة بين قدميه فقط. بل قد يكون مارادونا خارج المستطيل الأخضر ”مع صخبه“ هو من ينافس ماردونا داخل الملعب. من طريقة انتقاله من الارجنتين الى اوروبا ”برشلونة ولاحقا نابولي“، الى طوله القصير وطريقة لعبه، واهمها المشكل والفضائح التي كانت تعطي الاعلام في ذلك الوقت مادة تنافس من نتيجة مباراة.
لو قٌيض لمارادونا ان اتى في الزمن ومع نفس مهارته لما كان ليتحقق له ما تحقق، ذلك ان المرحلة التي ظهر فيها هي المرحلة الأهم في بلده وقد يكون العالم. يشير الكاتب الارجنتيني جونثان ويلسون انه ”حتى عام 1981م نسبة سكان في الأرجنتين الذين تنحدر اصولهم من البلد نفسها لا تتجاوز 20%، شعب لا تجمعه قومية واحدة.. الشيء الوحيد الذي يجعل هنالك ما يسمى «أمة الأرجنتين» هي كرة القدم.. كانوا يحتاجون الى مسيح يحقق لهم كأس العالم.. وهو دييغو مارادونا“.
في المقارنة بين بين مرحلة مارادونا والمرحلة الحالية، كانت المنتخبات في السابق هي محور التشجيع ومحور تألق لاعب الكرة ومقياس نجاحه، لكن اليوم وانطلاقا من الالفية الجديدة، اضحى النادي هو الأهم بالنسبة للمشجع واللاعب، وقبلهما شركات التسويق.
الكثير وانا منهم قد نتحسر لعدم الاستفادة من مارادونا بعد اعتزاله اما بالتدريب الجاد والمستمر او في غيره من المجالات الكروية. لكن بقاء صخب واخبار دييغو خارج الملعب والتي استمرت الى ما بعد اعتزاله والتي ساهمت في التعجيل في وفاته، قد تكون هي الضريبة التي أبقت ماردونا في الواجهة دائما.
عدم الانضباط خارج الملعب اعطى الاعلام والجمهور مادة دائمة عن مارادونا، لكن هذا ”اللا انضباط“ أفقدنا مارادونا باكرا.