طفح المجاري معاناة متى تنتهي؟
تعاني الكثير من المواقع في شوارع محافظة القطيف وقراها من ظاهرة طفح المجاري في خطوط الصرف الصحي، التي تسبب الروائح الكريهة وتمثل قلقاً كبيراً لسكان المنطقة المحيطة بها وللناس الذين يسلكون تلك الشوارع.
مياه المجارى هي احدى الأخطار الكبيرة التى يمكن أن تسبب أضرار كبيرة جداً على سلامة وصحة الناس، حيث أن مياه المجارى هى المياه التى تخرج من مواسير الصرف الصحى أو البيارات أو غرف التفتيش وتكون محملة بالقاذورات والاوساخ الغنية بالبكتيريا الضارة والفيروسات الخطيرة المسببة للعديد من الأمراض.
من الأسباب التي تؤدي إلى طفح المجاري هي سوء تنفيذ الشركة المنفذة لخط انحدار الصرف الصحى واستخدام مواسير دات الفتحات الصغيرة، وعدم وجود أعماق لبيارات الصرف الصحى والتحكم في ميول مجرى خطوط الصرف ما يؤدى إلى انسدادها وطفح المياه في الشوارع وإزعاج الناس المارة ومحاصرت الأهالي بالروائح الكريهة التي تجلب الأمراض إلى داخل منازلهم.
الكثير من المناطق السكنية الحديثة للأسف تم تنفيذ مشاريع الصرف الصحي فيها بمواصفات فنية وهندسية سيئة، وأن مشكلة فيضانات خطوط الصرف الصحي تتواصل صيفاً وشتاءًا في بلادنا، فالكثير من الشوارع تغرق بمياه المجاري في فصل الصيف وتزيد المعاناة في موسم الشتاء حيث تختلط مياه الأمطار بمياه الصرف الصحي وتتفاقم المشكلة، وربما تتسبب بدخول المياه الى داخل المنازل فلا يستطيع ساكينيها الخروج أو الدخول منها من دون الخوض فيها.
منذ سنين طويلة والأهالي في جزيرة تاروت وفِي الكثير من قرى محافظة القطيف يعانون من طفح مياه المجاري في الكثير من الشوارع والأحياء، في جزيرة تاروت تتكرر مشكلة طفح المجاري بين الحين والآخر خصوصا في الشارع الذي يقع غرب قلعة تاروت عند مدخل حي الوقف وفِي منطقة الربيعية تتكرر المشكلة على الشارع العام عند تقاطع مدخل وسط الربيعية، والتي تمثل قلقاً كبيراً للأهالي وحرمانهم حتى من فتح نوافذ منازلهم لتغيير الهواء خوفاً من دخول الهواء الملوث جراء الرائحة الكريهة المنبعثة من مياه الصرف الصحي، وهم دائماً يناشدون الجهات المختصة في البلدية بالنظر في الموضوع وإيجاد حل دائم لهذه المشكلة وإنهاء معاناتهم من الروائح الكريهة التي تسببها طفح مياه المجاري.
خطوط الصرف الصحي في البلاد تحتاج إلى إعادة تأهيل لأنها قديمة ولا تتحمل الزيادة السكانية الكبيرة التي تم ربطها بها، كما أنه تم في بعض المناطق عمل شبكة جديدة للصرف الصحي، لكن معاناة بعض الأهالي مع الشركة المنفذة للمشروع التي لم تقم بربط المنازل بنقاط المجاري مما تسبب في طفح المجاري في كل مكان، وإن النمو السكاني والعمراني كبير في تلك الأحياء بينما خطوط تصريف المجاري فيها صغيرة والتي تجد صعوبة في معالجتها مما يزيد الطين بلة.
ختاماً أنه بالرغم من الشكاوي التي يقدمها بعض المواطنين لبلدية المحافظة إلا أن مشكلة طفح المجاري في الشوارع وبين الأحياء لا زالت قائمة بلا حل! وعلى البلديات ضرورة العمل على إيجاد حل جذري لها، كونها مصدر خطر للتلوث وجلب الكثير من الأمراض المعدية التي تهدد الناس.