الدروس المستفادة من السلامة المرورية بالشرقية
السلامة المرورية ركيزة أساسية من ركائز جودة الحياة، وعنصر مهم في تحقيق التحول الوطني، هذا ما أكده صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، رئيس لجنة السلامة المرورية خلال ترؤسه اجتماع لجنة السلامة المرورية في المنطقة الشرقية.
كان لدعم قيادة المنطقة الشرقية المباشر للجنة السلامة المرورية أثر ملموس، جعل الشرقية الأولى من حيث انخفاض معدل الوفيات بسبب حوادث السيارات، بل وإن مدينة الدمام والتي تتميز بالكثافة السكانية والمرورية كانت الأقل بينها من مدن ومحافظات الشرقية، إضافة لذلك سجلت المنطقة انخفاضا بنسبة 28 % من نسبة الحوادث الجسيمة التي كان جلها بسبب التصادم بين المركبات المتحركة بنسبة 41 %، على الرغم من الزيادة المطردة في عدد المركبات بعد قيادة المرأة للسيارة، وتباعد المدن والمحافظات.
أثبت المرور السعودي اجتهاده من حيث مهنية رجال المرور السعودي في التجاوب مع صوت المواطن في وسائل الإعلام، وفي التعامل مع الحوادث والاختناقات المرورية، وكان لانتشار سيارات المرور، مع وجود شرطي المرور في الشارع أثر ملحوظ في تنظيم السير، علاوة على التشريعات والإجراءات والروادع التنظيمية وكذلك التحفيز، وهذا ما انتهجته جائزة المنطقة الشرقية للسائق المثالي.
ونجاح التجربة المرورية في الشرقية يشير إلى أهمية العمل المؤسسي المستشرف للمستقبل، من ذلك التخطيط الذي يشمل معالجة المخاطر وتحديد المناطق السوداء لإصلاحها، وابتكار الحلول، وتكثيف التوعية وإدماج التقنية مع التقييم المستمر.
ولديمومة التجربة المرورية في المنطقة الشرقية فقد دعا سمو أمير المنطقة الشرقية إلى تعزيز الشراكة مع مختلف الجهات؛ للمحافظة على ما تحقق من منجزات، ومواصلة العمل على ترسيخ قيمة السلامة المرورية، خصوصا مع النشء؛ كونهم يمثلون سائقي المستقبل.
ولتعزيز هذه المبادرة، نأمل من وزارة التعليم أن يكون لها الجانب المعرفي على أسس منهجية، باستحداث مقرر مدرسي يعنى ب «الوقاية»، مساهمين بدورهم في تحسين جودة الحياة، بحيث يشمل المنهج الوقاية المرورية، والصحية، والفكرية، والذوق العام، وبأن يتدرج المقرر بحسب الفئة المرحلية؛ حتى تترسخ في الجيل القادم المفاهيم الإيجابية الحضارية نحو مجتمع حيوي.