آخر تحديث: 24 / 11 / 2024م - 10:22 م

انتخابات امريكا

زكي أبو السعود *

يقال ان امريكا حابسة انفاسها في انتظار نتائج انتخاباتها. واتصور ان العالم بأكمله يراقب هذه العملية، ولكن هل شعوب العالم ايضاً حابسة انفاسها أم لا! فذاك سؤال لا استطيع الاجابة عليه. خلافاً لمن يعتقد بانه اذا ما امطرت في امريكا فعلى العالم كله أن يرفع مظلاته!

هناك مراقبون سياسيون واعلاميون يرون ان احوال ليس فقط امريكا لوحدها من سيتأثر بنتائج هذه الانتخابات، بل العالم كله. لهذا هم ينتظرون الانتهاء من فرز الاصوات ليعرفوا من سيسكن في البيت الابيض في الاربع سنوات القادمة، ليحدد سياسة الدولة الاولى في العالم.

ولدى البعض من هؤلاء المراقبين قناعة بأن الرئيس القادم لامريكا سيدخل التاريخ ليس فقط بصفته الرئيس السادس والاربعين في سجل الرئاسة الامريكية، بل كفائز في واحدة من أكثر انتخابات الرئاسة الامريكية اثارة.

هذه الاثارة ليست ثمرة من ثمار الاعلام او ميديا هذه الايام فقط «فهذه لها دور كبير»، بل من الاستعدادات التي اعلن كلا الحزبين على تنفيذها في حالة لم تسفر نتائج الاقتراع بما يرغبون فيه، فكلاهما يعتقد انه سيكون الفائز، وأن خلافا ما سينجم بعد اعلان النتائج، وانه لا مفر من اللجوء للقضاء لحسم هذا الخلاف «بل لنقل النزاع» الذي سينشب بعد ذلك. وهو ما يفسر اصرار الرئيس ترامب على تعيين القاضية إيمي كوني باريت في المحكمة العليا لأنها تشترك معه في الرؤية السياسية لمعالجة الاوضاع الداخلية الامريكية، وبانضمامها لعضوية المحكمة العليا، ستكون الكفة فيها لصالح ترامب ومؤيديه من الجمهوريين أو غيرهم من التيارات اليمينية من خارج الحزب الجمهوري.

وبالاضافة لذلك، يبدو ان من بين انصار الرئيس ترامب من يرى ان مسألة بقائه في البيت الابيض لايجب ان تكون خاضعة لأي جدال، فهي محسومة ويجب أن يقبل بها الجميع، والا فأنهم سيفرضونها بقوة السلاح.

هنا نقف وافواهنا مفتوحة دهشة اهذه هي امريكا التي يتغنى بها اصحاب المظلات ممن يعتقدون ان قيادة امريكا للعالم ليست نابعة من قوتها فقط، بل لأنها راعية الحريات والديمقراطية في العالم اجمع، وان ديمقراطيتها هي النموذج المثالي الذي على العالم ان يتبعه ويحتذي به. ما يمر به الشعب الامريكي هذه الايام من انقسام ثنائي حاد مؤشر على ان امريكا الامس قد تغيرت، وان هذا الصراع الانتخابي الذي دفع بالملايين الصامتة للتصويت خلافا للانتخابات السابقة، سيجعل المعارك السياسية القادمة أكثر سخونة وأكثر استقطابًا. وكل ذلك يصب في وجهة النظر بأن مكانة امريكا التي تربعت عليها لعقود لن تكون كما كانت وأن الاعوام القادمة ستكون حبلى بتغييرات كبيرة، ستفرض على اصحاب المظلات أن يعيدوا حساباتهم.

بكالوريوس في القانون الدولي، ودبلوم علوم مصرفية. مصرفي سابق، تولى عدة مناصب تنفيذية، آخرها المدير العام الإقليمي…