آخر تحديث: 25 / 11 / 2024م - 12:28 م

الخباز يدين الإساءة ويضع الحلول في مولد الرسول

فؤاد الحمود *

في ذكرى المولد الشريف للرسول الكريم ﷺ وحفيده الإمام الصادق ، تقدم سماحة آية السيد منير الخباز عبر مشاركته في حسينية الرسول الأعظم بصفوى ومجلس التوبي ومسجد المسألة بالقطيف بكلمة بدأها بالاستنكار للإساءة التي تعرض لها الرسول من الفرنسيين مشيرا أنها ليست الحادثة الأولى ولا الأخيرة

وقد عبر عنها أنها ليست إساءة لشخصه الكريم بل لملة سماوية وملة الإسلام كما هي لأكثر من ملياري مسلم في العالم وبالتالي تكون الإساءة إلى هذا العدد من محبي ومعتنقي الإسلام، وبين أن المسلمين بادروا لنصرة النبي ﷺ انطلاقاً من الآية الكريمة ”فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ“

ثم تطرق للمنهج القويم لنصرة الرسول الكريم ﷺ معتمداً على عدة ركائز:

الركيزة الأولى: الدعوة إلى الخير هي نصرة للرسول.

وأشار أن المسلمين حتى الآن متخلفون في مجال الدعوة للخير وذلك لضعف اللغة الجذابة واستعمال لغة العالم والثقافة التي يتعاطى بها العالم.

مع ان ما يميز المسلمين أنهم فطريون، وقد أشار إلى لفظ الأمي وأبان معناها أنها لغة الفطرة والطبيعة وأن القرآن عندما يطرح الرسول على أنه داعية فطري وإنساني.

وفرع الفطري إلى ثلاثة عناوين:

1 - حسن وقبح

2 - نفع وضرر

3 - يسر ومواكبة

الركيزة الثانية: تنقيح التراث

فمتى ما أراد المسلمون أن ينصروا رسول الله صلى الله عليه واله لا بد من تنقيح التراث الذي أساء لرسول الله

وأشار أن تنقيح التراث بميزانين مستخلصين من القرآن الكريم:

1 - العقل

2 - العرض على الكتاب

ثم تعرض لتصوير القرآن للرسول ﷺ، حيث لم يصف الرسول بأوصاف غيبية وملكوتية كما وصف عيسى بن مريم بل كان وصف النبي بأوصاف عقلائية إنسانية وجعل له ثلاثة أوصاف تبين معالم الرسول ﷺ:

الأول: رحمة للعالمين: ليس دموياً ولا معتدياً متجبراً أو دكتاتورا

الثاني: ذو خلق عظيم

الثالث: أنه الصادق، فلا ينطق عن الهوى

فمتى ما أراد المسلمون أن يُعرفوا العالم بالرسول ﷺ فهو رحمة وذو خلق كما أنه الصادق، وهنا لا بد أن نعرض التراث على هذه الصور القرآنية، والتي تشوه الرسول وتصفه بانه دموي او شهواني متعلق بالنساء أو دكتاتور؛ فلا بد من طرحها ورفضها، ويقتصر على ما طرحه وتطابق ومنطق القرآن الكريم.

الركيزة الثالثة: المنهج القيمي

إن أكبر دولة تعد من حيث تعداد السكان هي إندونيسيا فهل وصل الإسلام إليها بالسيف وكذا ماليزيا وأفريقيا، بل بأخلاق مرتاديها وباتباعهم لهدي رسول الله ﷺ، وهي أكبر وسيلة لنشر الإسلام عن طريق دعوة الناس له بأخلاق النبي الكريم ﷺ كما أنها خير وسيلة لجذبهم للإسلام.

الركيزة الرابعة: اللغة الإنسانية

فالذين أساؤوا للرسول سواء في فرنسا أو غيرها استخدموا لغةً بشعة شيطانية، لذا على المسلمين أن يقابلوهم بلغة إنسانية ونحن لسنا عاجزين لنلجأ للعنف، فاستعمال لغة الشدة والعنف ربما تسيء لرسول الله ولقيمه ومبادئه، فلنتعلم من حادثة الطائف وكيف قابلهم النبي بالدعاء لهم بالهداية وكذا عندما فتح مكة بقوله ”اذهبوا فأنتم الطلقاء“.

الركيزة الخامسة: وحدة الكلمة

ما أحوجنا كمسلمين في هذه الظروف إلى وحدة الكلمة وتكريس مبدأ الوحدة عبر مبادئ القرآن التي طرحها عن الوحدة وقد استشهد بجملة من الآيات.

فالمسلمون سنة وشيعة في المملكة العربية السعودية ودول الخليج بل في أغلب البلدان تعيش رغم الاختلاف أواصر الأخوة الإسلامية والوطنية الحميمة ومنذ قرون، لذا لا بد أن نحمل الوعي نحو مبدأ الوحدة، وبهذا لن نسمح لكلمة تؤجج نار الفتنة الطائفية، فكلنا نعمل بمبدأ التعاون وتنسيق الجهود وبناء الأوطان، فعلى المسلمين تكريس الجهود في رد أي إساءة لرسول الله ﷺ عبر المنطق العلمي والاستدلالي.

الركيزة السادسة: تقنين حرية التعبير

من أساء للرسول تذرع بحرية التعبير؛ لكنها ذريعة مرفوضة لأن المواثيق الدولية والعقلائية ترفض الحريات التي تزدري من رموز الآخر أو دينهم وبالتالي تثير نعرة عنصرية وطائفية أو قومية

فحرية التعبير مكفولة في إطار احترام الآخر ومقدساته ورموزه، فلغة الاحترام هي التي يجب أن تهيمن على حق التعبير

وختم كلامه بأن على المسلمين تقنين حرية التعبير