بكم نستمر
في الأعمال التي نجتهد بها يومياً سعياً لرزقنا، تكمن قوتنا بعدد أوراق الشهادات المهنية التي نمتلكها، وكلما ازدادت شهادة نرتقي بها للأعلى.
أما العمل التطوعي الخيري لا علاقة به باسمك، بشهاداتك، بحجم ثروتك، أو بهيأتك. قيمتك هنا تعلو بعطائك وبحجم حب الخير لغيرك وبمقدار النوايا الطيبة بقلبك.
بالرجوع لتاريخ الجمعية للوراء سنجد الكثير من قصص العطاء المَخْفيَّة التي سعت لتكريم بيوت كان ستارها عزة النفس عن مَدِّ يَدِ الحاجة، ولكثير من المشاريع الناجحة التي خدمت منطقتنا فارتقت بأوجامنا الغالية. ما يجعلنا ممتنين لكل الأعضاء السابقين الذين مهدوا هذا الطريق الذي نحن عليه اليوم.
ومن جانب آخر بيوت الأوجام كانت وما تزال تدعم هذه الخدمات ووهبت الثقة والتشجيع المستمر ولم تبخل بالعطاء والمشاركة بما تستطيع، وهم سر وأساس استمرارية العمل التطوعي بيننا.
كم نملك من أسماء عملاقة وشخصيات كبيرة كانوا ملهمين بالعطاء.. مهم أن نتعلم منهم ونسعد لوجودهم بيننا ونترحّم على مَن رحل منهم لبارئهم وبقي الخير الذي زرعوه بيننا خالداً.
منذ أيام انتخبت الأوجام مجموعة من خيرة أبنائها وقلدتهم مهام ومسؤولية الجمعية الخيرية التطوعية فيها ومجموعة أخرى لم تتسع المقاعد لوجودهم لكن دورهم مستمر لن يتوقف سيشاركون يداً بيد باتجاه الفائدة المجتمعية.
للوجوه السابقة والجديدة منهم أقول لهم.. كم أنتم محظوظون بهذا الدور العظيم، ستكتشفون فيه معنى البعد عن الأنانية والإبحار في طرق الإنسانية، ستعيشون السعادة التي تغذي أرواحكم كلما أنجزتم ما يخدم بلدتكم.
هي رحلة ستبدؤون بها ليس هدفها ما تريدون بل ما يحتاجه الناس فعلاً، وأنا على يقين ومتأكد أن طاقاتكم عالية ورغباتكم للانطلاق ومواصلة ما توقف عنده مَنْ سبقكم قوية.
أعلم أن السير في خُطَا خطط الجمعية السابقة هو الطريق الأسهل والآمن لكن التغيير مهم ولا يتم ذلك إلا بالتطور من خلال وضع أفكار واقتراحات وأعمال جديدة، وذلك يحتاج إلى إبراز الجانب الإبداعي وعنصر الشجاعة منكم، أثق أنكم تمتلكون أكثر من ذلك.
تجتمعون اليوم كشخصيات مختلفة وخبرات متنوعة وأعمار متفاوتة، الثقة والتعاون والتميز هي الروابط الحقيقية التي يجب أن تجمعكم وهي السبيل الصحيح لنجاحكم بالاتجاه السليم.
ستكون السنوات القادمة معطاءة بشكل جميل جداً خاصة مع مشاركة المرأة بداخل الجمعية فاتحاد أفكار الجنسين يولد دائماً الأفضل والأكثر تميزاً ويقلل الأخطاء.
لنعتبر الجمعية الخيرية كحديقة تزيّن بلدتنا الوادعة يزرع فيها أعضاؤها بذور الحب والخير والإنسانية والإيجابية والتعاون والتسامح، ويسقيها الناس ماءً عذباً بكرم تطوعهم ومساندتهم ودعمهم وعطائهم.
ووسط هذه البذور هناك حبات خاصة تُسقى بفيض الرحمن تمتاز بأنها سريعة التزايد فالحبة منها تنبت سبع سنابل ولكل سنبلة مئة حبة وتتضاعف دون توقف، حصادها مخصص لمن قدّم مما يملك ووهبهُ للآخرين لقضاء حاجتهم فعاد إليه بشكل مضاعف.
وأنا على يقين أن حصادنا سيكون وافراً فالنبتة تنمو باتجاه الضوء والنور والخير لا باتجاه الظلام والأنانية.
بوركت جهود الجميع إن شاء الله وهنيئاً لكل من سيشارك في طريق الخير لأنه طريق الحب والسلام.
علمتني الحياة أهم دروسها.. إن الخير الذي تعمَلُهُ للآخرين سيعودُ إلى بيتك يوماً ما.
وجمعيتنا الخيرية بحقٍ بيئة الخير والعطاء.