آخر تحديث: 31 / 10 / 2024م - 11:58 م

مجموعة واتساب لمن هم أكبر من 60 عامًا

وصلتني من صديق لي رسالةٌ، كتبت باللغة الإنجليزية، وكانت تحكي قصة أثارت اهتمامي، وتساءلت هل يمكن أن نستلهم منها درسًا لنا يفيدنا في حياتنا؟

قد تكون القصة غير حقيقية، لكنها تستحق أن يقرؤها أفراد مجتمعنا، خصوصًا أولئك الذين شغلتهم أمور الحياة فمنعتهم «أو جعلتهم يتغافلون» عن رعاية والديهم. وسأبتعد عن الإثارة، وأضعها بين يدي القارئ، وأترك له تقييم ما اذا كان يحتمل حدوثها له أو لأحد أقاربه او أصدقائه.

القصة:

اندفع الشاب الملياردير الى المستشفى بعد علمه أن والدته في غرفة الطوارئ، والتقى بطبيب الطوارئ. سأله: ”كيف حال والدتي؟ متى ولماذا أدخلت المستشفى؟“

أجابه الطبيب قائلًا: ”أصيبت والدتك بسكتة دماغية خفيفة، ونقلها الزوجان المسنان الجالسان هناك إلى المستشفى في الوقت المناسب“.

اتجه الشاب نحو الزوجين المسنين، وشكرهما بعمق وامتنان. ثم قال لهما: ”أنا آسف، لأنني لم أتعرف عليكما“... فردت السيدة أنهم لا يعرفونه أيضًا.

فوجئ الابن وسألهما: ”كيف تعرفان والدتي؟“... أجاب الرجل المسن: ”إنها عضوة في مجموعة واتساب الخاصة بنا“.

بدا الابن في حالة ذهول...

وأكمل الرجل المسن: ”نحن أعضاء في مجموعة واتساب باسم «ما فوق الستين عامًا»؛ وكل فرد في سن الستين وما فوق في المدينة هو عضو في المجموعة، ومن واجب الأعضاء تسجيل أولئك المسنين «60 +» الموجودين في أحيائهم؛ وعلى الجميع إرسال رسالة «صباح الخير» صباح كل يوم، وبالمثل في فترة ما بعد الظهر والليل. كما يمكن للأعضاء الدردشة وتبادل الآراء وما إلى ذلك“.

وتابع الرجل المسن: ”إذا لم نتلق الرسائل الإلزامية اليومية من أحد أعضاء المجموعة، فإنه يتم تنبيه الأعضاء المجاورين ويطلب منهم زيارة العضو... في هذا الصباح، لم تصلنا الرسالة من والدتك، ولهذا السبب نحن هنا“.

وتوجه للشاب الثري قائلا: ”لا يكفي أن تزود والديك بكل التسهيلات التي يمكن أن يشتريها المال؛ إنهم بحاجة إلى أشخاص للتحدث معهم“. ثم سأله: ”متى كانت آخر مرة قمت فيها بزيارة والدتك؟“

اصابت الشاب صدمة ولم يستطع الإجابة على الفور.

قال الزوجان عند مغادرتهما: ”تأمل، لهذا السبب لدينا هذه المجموعة، وإلا فسنقوم نحن مجموعة ما فوق الستين عامًا بالتحدث إلى الجدران والنوافذ“.

عزيزي القارئ: أليست القصة مثيرة؟ وهل توافقني أنه ينبغي لمن سنه فوق الستين أن يكون عضوًا في مجموعة واتساب ”الستين عامًا وما فوق“؟ وهل يكون مستحسنًا له إرسال رسائل ثلاث يوميًا؟

إن كنت من فئة ”الستين عامًا وما فوق“، ووافقتني الرأي، فبادر لتكوين مجموعة أو الانضمام لمجموعة، وابدأ بنشاط وحماس برسائل صباح الخير / مساء الخير / تصبح على خير؛ فربما شاركت في انقاذ حياة انسان من جيرانك في الحي، أو ربما شعرت بأنك لست وحدك.

لعل بعضنا لا يستأنس فعل بعض أصدقائه الذين يرسلون له رسالة ”صباح الخير“ كل يوم، ويعتبرها مضيعة وقت وجهد؛ ولكن تأمل معي ولا تنس أنه بينما أنت مشغول بنمو ثروتك ومراكمة نجاحاتك وانجازاتك في عملك، فإن والديك يكبران في السن. وقد تكون مجموعة واتساب ”الستين عامًا وما فوق“ فرصة لهما للشعور بروح الانتماء لمجموعة تهتم بهما وتقدم لهما الدعم وقت الحاجة.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
صادق السماعيل
[ الدمام ]: 11 / 11 / 2020م - 6:23 م
نعم، رسالة نداء تستحق موافقة الطرح واواققك الرأي بكل ماورد في سياق هذة القصة المريرة وواقع مجتمعنا ملئ من هذة الوقائع المريرة وانا مع مجموعة 60+ ان وجدة في مجتمعاتنا. كل الشكر و التقدير للكاتب