بك بُشرنا
قال تعالى: ﴿وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ﴾
لم يحدث أو يمر أن يحمل البشارة نبي وتلقى على لسانه بأن سيولد مولوداً من البشر سيكون اسمه أحمد ﷺ ذا شأن عظيم وخاتم الأنبياء والرسل ويحمل آخر الرسالات السماوية وأقدس كُتب السماء كما حدث حين بشر العالم، نبي الله عيسى .
فالخصوصيات الاستثنائية التي وهبها الله سبحانه وتعالى لنبيه وحبيبه لم يهبها إلى أحد من الأنبياء أو الرسل أو أحد من خلقه فأصبح أعظم خلق الله وأشرفهم، وأكرمهم، وأطهرهم وأقربهم منزلة لديه جل وعلا قال تعالى: ﴿وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُّنِيرًا﴾، وقد مر بنا في كتب التاريخ كيف ترقب بعض العارفين وقت ولادته الكريمة المباركة لأنهم عرفوا إن من سيولد هو السراج المنير الذي سيمحو الظلام، والجهل، والظلم، والإذلال للبشرية بكل صورها فأخذوا يعدون الأيام والليالي
لربما يتمكنون من القضاء عليه قبل أن يبعثه الله نبياً، ويقضي على أفكارهم وظلالهم، فأراد الله تعالى أن يولد نور السماوات وضياء الأرضين نور الله ونور الأنوار، حبيب إله العالمين ولد نبينا الأعظم محمد ﷺ الحبيب الذي لا تتوه دروب من أحبه ونهج مبادئه وقيمه التي أمره سبحانه بتبليغها للناس أجمعين فله الحب الأسمى الذي لا يبلغ مداه، قال تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ لا يشبه الصفات ولا تحتويه النعوت إذ ولد الحب والسلام والسكون والصدق بل الأخلاق الكريمة الطيبة حين ولد فتغيرت أحوال الدنيا بميلاده المقدس وأشرقت شمس الإنسانية الحقة، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا﴾.
بُشرنا بميلادك العطر الطيب وأبلغتنا بأن دربك ونهجك هو النهج الصحيح في المبادئ والأخلاق وهو الطريق الذي يوصلنا إلى الفوز بالجنان قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ﴾ وقد خصه الله بصفة وخصوصية هامة وعظيمة، وخُلق لم يوصف به أحد فهي من الصفات التي وصف سبحانه وتعالى بها ذاته وهي «الرحمة» والرأفة والرفق بالناس، تتحمل الأذى فتصبر، حتى بلغت رسالة المبادئ السمحة التي أمرك الله بها، فأنالك الله سبحانه الشفاعة للخلق في يوم الحشر الأكبر.
**
أنت أنت المبعوث رحمة للعالمين
وأنت أنت النور حبيب إله العالمين
أنت شمس البشر الذي حار فيك العقل والفكر
وفي ذكراك يفوح عطر المسك والعنبر
يا خير البشر يامن أنرت الأبصار والبصر
أنت فخر لذوي العقول والتبصر
ومن جحدك من ذوي العقول الصغر
**
اللهم صلي على من به بُشرنا وبشرنا بالخلاص من الظلالة والجهل.