سوف أرحل بعيداً
سوف أرحل بعيداً
سأرحل يوماً وأتركك خلف قضبان الأسير
وأنا أعلم أنك تسمعني عبر الأثير
وتُسابق الريح ولفحات الزمهرير
سوف أتوارى عنك برهةً من الزمن وأطوي صفحة
أيامي التي عشتها معك
وأبتعد عنك بالرغم من قربي إليك
وأنت ترمقني بنظرات اللوم والعتاب
أصبحتُ أخاف من كل شيء ومن أي شيء
من لحظات السعادة عندما تأتي ومن إحساسي
بنهايتها دونما رجعة
من الحزن الذي يعتريني وربما يكون رفيقاً لي
سأرحل مع كرامتي وكبريائي
لا أزال أتذكر ولم أنسى يوماً بأننا لعبنا سوياً
كنا نركض في أزقة شوارعنا منذ صغرنا خلف
البنايات الطويلة
نتسامر ليلاً ونلهو ونرقص على نغمات
الموسيقى الجميله ونتشارك في كل شيء
كجسدٍ واحد وروحٍ واحدة
كانت تجمعنا ضحكات تتلوها ضحكات
عشنا أياماً جميله بحلوها ومرها.
بحكايانا.. بشجارنا. ولم نفترق.
وبالرغم من شجارنا المتكرر لم أعاتبك يوماً
بكلمة.
عاتبتك فقط بصمتي كي لا أجرحك
مرت بنا الأيام والسنوات وكادت تسرق منا
إحساس الفرح إلى أن تلاشت وافترقنا لوقتٍ
لا أعلم إلى متى.
لاأدري ما نهاية هذا الفراق وماهو الشيء الذي
سيفرقنا للأبد
هل هو عنادنا وانشغالنا بالحياة؟ أم إصرارنا على
أننا لم نخطئ في حق بعضنا هو سبب فراقنا؟
أم الموت الذي لانعلم متى وأين سيأتي.
لا أعلم انا سأفارقك أولاً أم أنك ستمضي قبلي.
كل الذي أعرفه.. فراقٌ فقط. أياً كان هو.
وعندما أذهب للعالم الآخر سأغدو ذكرى عابرة.
ربما تكونُ جميلة وربما لن تكون كذلك.
ماهي إلا أيامٌ فقط وتمضي كسحابة صيف
عندها سأرحل إلى الأبد وأتركك بعيداً إلى العالم
الذي ينتظرني ويأخذني إليه.
بعدها لن ينفع اللوم والعتاب لأنني سأكون
ماضي فقط.