إِلَّا تَنْصُرُوهُ
نصر الله نبيه ﷺ، حيث لم يكن معه أحد ممن يتمكن من نصرته، وقد امتن الله على عباده في مواطن كثيرة بالنصر ”لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ ?“، ونصرة النبي ﷺ أمر واجب شرعي على جميع المسلمين كل بحسب تكليفه وإمكاناته.
ونحن نعيش أيام ذكرى ميلاده المبارك يتجدد عند المسلمين روح الولاء والانتماء للنبي الأعظم ﷺ، لذا تجد المسلمين يتفننون في إحياء ذكرى المولد الشريف وبأساليب مختلفة، ولعل بعض العوامل الخارجية تساعد على اختيار الأسلوب الأمثل والانفع لتلك المرحلة.
والسؤال المهم الذي نطرحه لماذا في كل فترة وحقبة زمنية تطفوا في العلن بعض الإساءات المشينة لشخصية النبي الكريم ﷺ؛ رغم تبرئته من السماء السابعة بأنه المعصوم بل مدحه بأنه: ”وَإِنَّكَ لَعَلَى? خُلُقٍ عَظِيمٍ“ فما السر في ذلك يا ترى؟؟!!
وللجواب على هذا التساؤل المهم لا بد من التمعن في حالات وأوضاع تلك الدول أو الجهات التي تنبري للإساء الشنيعة لشخص النبي ورغم عظم مكانته في نفوس أتباعه من المسلمين، ورغم إن تلك الهجمات من كاريكتيرات وأفلام وكتابات موجهة ما هي إلا ردة فعل وخوف من اجتياح الإسلام لتلك البلدان والأمصار، فكانت خير وسيلة لديهم في إبعاد الناس عن الانضمام للإسلام هي ضرب أعلى هرم للمسلمين عبر تشويه صورته بأبشع التهم.
لذا فالخلاصة أن القضية ليست أمراً عابراً أو صورة أو فيلم غير مخطط له، وإنما هي دراسات تقدم في تحجيم دور انتشار واتساع رقعة الإسلام والذي قد يؤدي إلى تغيير في الديمغرافيا لتلك الأوطان، فيتخذون الوسيلة الوحيدة في تشويه تلك الصورة الناصعة لنبي الإسلام وبالتالي للإسلام المحمدي.
وكم يؤسفنا أن بعض تلك الإساءات مصدرها بعض الكتب الروائية والحديثية لدى بعض الفرق الإسلامية، ويستغلها المرجفون والمتربصون بالإسلام وتحويلها إلى وسيلة إعلامية معادية ومناهضة للإسلام.
فما واجبنا نحن المسلمين نحو نصرة النبي ﷺ؟
هناك الكثير من الأدوار والأساليب والأمور التي تبين وتوضح طرق نصرة النبي ﷺ وسنستعرض بعضها وعلى مستويات مختلفة ولنبدأ أولا بالفرد:
أولاً: التفكر في دلالات الآيات التي تتحدث عن النبي ﷺ من حيث صدقه وأمانته وخوفه على الأمة.
ثانياً: بذله وإحسانه إلى المسلمين بل الخلق عامة لإخراجهم من الظلمات إلى النور عبر تبليغه الإسلام ورسالة السماء.
ثالثاً: إظهار محبته وآله الكرام بالشكل المناسب وإيصال معارفهم الحقة إلى المجتمعات.
رابعاً: الاهتمام بالسنة النبوية والتي يراد منها فعل المعصوم وقوله وتقريره.
أما على مستوى الأسرة: فمن تلك الوسائل والأساليب:
أولا: غرس محبة الرسول وآله في نفوس الأبناء وحثهم على الاقتداء بهم.
ثانياً: الجلسات الأسرية التي تجمع أفراد الأسرة لنقاش قضية تخص النبي عبر درس عملي لسلوك له وآله صلوات الله عليهم أجمعين.
ثالثاُ: الاستفادة من استخدام أسلوب الكروكتيرات والرسوم لنشر سلوك النبي وآله لمن لديهم الإمكانات.
رابعاً: حفظ الكلمات المعصومية كمسابقة بين أفراد الأسرة.
أما على مستوى المجتمع: خصوصاً ونحن مقبلون على ميلاده المبارك في رفض تلك الإساءات لشخصه الكريم عبر:
أولاً: إقامة المحافل الكبيرة وعرض الكلمات وبيان عظمة النبي ﷺ ولو عبر الأثير في مثل هذا الزمن أو تطبيق الاحترازات الطبية.
ثانياً: إقامة المعارض المصاحبة سواء من الخطاطين أو النحاتين الحرفيين أو الرسامين بما يظهر عظمة ومكانة النبي ﷺ رداً عملياً على المستخفين حتى لو عبر البث المباشر.
ثالثاً: عمل بعض الأفلام أو المقاطع القصيرة أو القصص المصورة وبأساليب حديثة تجذب الجيل الجديد نصرة للنبي الكريم.
رابعاً: إقامة المسابقات الثقافية عبر المقالات والبحوث والكتابات في السيرة النبوية.
جعلنا الله وإياكم ممن ينتصر به لدينه ونبيه ﷺ والسائرين على نهجه المبارك.