قيادة الدراجات النارية بين التسلية والإزعاج
ظاهرة التجمعات المزعجة بالدراجات النارية في الأماكن العامة والاستعراض بالحركات البهلوانية وإزعاج الآخرين، أصبحت ظاهرة تقلق الكثير من الناس، وتشكل خطراً عليهم وعلى سلامة أطفالهم الذين يقضون أجمل أوقاتهم في اللعب والتسلية.
في مقالي هذا لا أتكلم عن دراجي محافظة القطيف الرسميين المنتمين الى الأفرقة الرسمية، وإنما أتكلم عن الدراجين العبثيين الفوضويين من الشباب المراهق، الذين لا هم لهم إلا الفوضى وإزعاج الآخرين بدراجاتهم النارية في الأماكن العامة.
يختار الكثير من الشباب في المجتمع حياة اللهو والنوم والسهر في أيام العطل، رافضين الاستفادة من أي برامج أو قضاء أوقات بما يعود عليهم بالنفع، ويفضلون السهر في المزارع والكرانيش وغيرها لساعات طويلة تمتد حتى بعد ساعات الفجر الأولى، وربما يكون وقت الصلاة أول ضحايا الاستهتار واللامبالاة.
قيادة الدراجات النارية في الشوارع وفي الأماكن العامة باتت ظاهرة تسيطر على عقول بعض الشباب وتستهويهم، ولها مواقع في الميادين التي يرتادها أعداد كبيرة منهم، الأمر الذي يؤرق الناس ويسبب لهم ضوضاء وصخباً خاصة بين طرقات الأحياء السكنية والكرانيش، وباتت الدراجات النارية تحصد أرواح الشباب بصورة مؤسفة وتشكل خطورة لسائقي السيارات على الطرق الرئيسية.
الطرق الرئيسية في البلاد تعتبر غير آمنة لمن يهوى قيادة الدراجة النارية في ظل السرعة الزائدة من بعض السائقين، والعيوب الهندسية للشوارع، والازدحام المروري الخانق، وإن الكثير من مستخدمي الدراجات النارية لم يتخذوها كأداة نقل إلى مدارسهم أو أعمالهم بسياقة آمنة، لكنهم اتخذوها أداة تسلية وترفيه على الشوارع الرئيسية وبين الأحياء السكنية وعلى الواجهات البحرية، حيث تجدهم يستعرضون مهاراتهم على الطرق الرئيسية بسرعات جنونية فاتحين حاجز الصوت لشكماناتها المزعجة غير آبهين بما تسببه من خطر عليهم ومن إزعاج الآخرين.
مشاهد مؤسفة وسلوكيات خاطئة بين الحين والآخر نراها في الشوارع يقوم بها بعض قائدِ الدراجات النارية، وقائديها هم من الصبية الصغار والشباب المراهق، تراهم يقطعون الإشارات الحمراء ولا يلتزمون بالقوانين والأنظمة لأنهم مستهترين وغير مبالين بالنظام والقانون، وأصبحت الدراجات النارية تشكل خطورة وتؤرق الجميع سواءً كانوا ممن يسلكون الطريق أو من سكان الأحياء السكنية أو من مرتادي الواجهات البحرية، حيث يقوم المراهقون باستعراضات وحركات بهلوانية ربما تؤدي إلى حادث مميت، ويجعلون من الشوارع سباقاً ماراثونياً لا ينتهي إلا بإزعاج الناس..!!
الدراجات النارية باتت تحصد أرواح الشباب، ففي كل يوم نسمع بأن حادثاً مرورياً لدراجة نارية وقع هنا أو هناك، وراح ضحيته شاب في عمر الزهور بسبب السرعة والاستعراض البهلواني بين السيارات على الطرق الرئيسية أو بسبب اصطدامه بسيارة مسرعة، وقد تشكل الدراجات النارية على الشوارع منظرا رائع لكل من يحب امتطاطها بسياقة آمنة، ولكنها أصبحت اليوم الوسيلة السهلة لحوادث مرور مأساوية أغلب ضحاياها للأسف من الشباب، فهل من متعظ؟.
خلاصة الكلام هي: إن قيادة الدراجات النارية في الأماكن العامة أصبحت تشكل خطراً يهدد من يسيىء قيادتها أولاً، وباتت خطراً على الآخرين ولا بدا من وجود عقاباً رادعاً لمن يسيىء قيادتها وإزعاج الآخرين في الشوارع والكرانيش وبين الأحياء وغيرها، لكي لا ينطبق علينا المثل القائل ”من أمِنَ العقوبة أساء الأدب“.