القطط البشرية
علاقة البشر مع القطط عميقة جداً حيث نجد أن هناك من يقوم بتربيتها لأجل الاستئناس وهناك من يحتضنها مقابل الخدمات الأخرى التي تقدمها له والأخير هو من أعطى للقطة قدسيتها كالفراعنة مثلاً حتى بات وجود القطة مطلب في المنزل أو في حديقة المنزل. ولكن هل من المعقول أن تتصل قداسة القطة لأن يتقمص الانسان صفاتها لدرجة أن يضاهيها في نكران الجميل.
قبل الآف السنين حرص الفراعنة على وجود القطط في مخازن الحبوب والغذاء حيث كانت تمثل الكتيبة العسكرية التي تهاجم أي فأر أو ثعبان أو حشرة تفكر بالاقتراب من منطقة الغذاء. ومن هنا بدأ الفراعنة جعل رأس القطة كنوع من التميمة أو الرقية. ولكن هل تستحق القطة كل تلك القداسة. فالدراسة التي قامت بها جامعة تكساس أظهرت بأن القط يشعر بالحنين للمكان وليس لصاحب المكان وسرعان ما يغير صاحبه بمجرد إدراكه بأن هناك شخص ما قادر على العطاء أكثر من الأول. ففكرة نكران الجميل الخاصة بالقط عادت لتؤكدها الدراسات الحديثة. ومن المعروف بأن هناك خصال يشترك فيها الأنسان والحيوان كغريزة الجوع والجنس وحب التكاثر وأيضا الوفاء وعلى العكس من الوفاء هناك من البشر لا تجد في جينه غير نكران الجميل كما القطة أو أكثر منها تشير إحدى الدراسات بأن أغلب الناس الذين يتصفون بنكران الجميل ترتفع لديهم درجة الحسد بالمعنى العلمي كذلك يتفوقوا على غيرهم من ناحية شعورهم بالاستحقاق أي أنهم يروا في أنفسهم بأنهم يستحقون أكثر مما هم عليه إضافة إلى أن درجة التوقع لديهم أكثر من المعدل الطبيعي فيما يخص الإنجاز. وبالتالي تتكون تلك التركيبة ليهم ويظهر ما يسمى بنكران الجميل.
ويتشكل نكران الجميل في مظاهر مختلفة من السلوك الإنساني. فقد يظهر في شكل عدوان موجه أو انشغال تجنب وكذب أيضا. وخلال تعاملنا مع هذا الصنف من البشر علينا أن نطلق العنان لتوقعاتنا. أي لا نرجو أن نحصل على الإمتنان أو الشكر الذي نعتقد أننا نستحقه نتيجة ما قمنا به لأجلهم. أما الأمر الصعب فهو أن نقلل مستوى تلبية احتياجاتهم وكلما كان ناكر الجميل قريباً منك كلما كان الأمر صعب ولكن صحتك النفسية تتطلب ذلك.
من يسمع قصيدة الضريرة لـ ”نزار قباني“ سوف يعيش بالفعل مشاعر ناكر الجميل ”القط البشري“ ومشاعر من منح الوقت والمال والجهد لأجل لا شي. كونوا على حذر فالقطط البشرية كثيرة من حولكم.