يوم وطني ومجتمع حيوي في تلاحمه
رسخت رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ”يحفظه الله“ لوطن طموح، واقتصاد مزدهر، ومجتمع حيوي نبراسًا لنهضة المملكة واستمرارية لارتقائها منذ إعلان توحيدها في 23 سبتمبر بعام 1932م، حين قضى المؤسّس المغفور له الملك عبدالعزيز آل سعود بتحويل اسم الدولة من مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية.
بعام 2005م، وفي الذكرى ال75 لتوحيد المملكة، أصدر الملك عبدالله ”يرحمه الله“ مرسومًا ملكيًا بأن يكون اليوم الوطني إجازة رسمية للدولة. فاليوم الوطني هو استحضار للتاريخ، وتقرير منجزات، وربط بين الماضي والحاضر، ليرتبط فيه الشعب بجميع فئاته مع حكومتهم وقيادتهم الرشيدة.
إن اليوم الوطني السعودي ليس فقط احتفاء بذكرى توحّدت فيها القبائل والمناطق والأعراق والمذاهب في حدودها بشبه الجزيرة العربية تحت راية التوحيد، وفي ظل حكومة أعزّت شعبها، ونهضت بالوطن، وخدمت الحرمين الشريفين، بل هو تجديد ولاء واعتزاز وانتماء، يعبّر فيه بمشاعره المواطن داخل وخارج السعودية، والمقيم بداخلها، والشعوب التي غمرهم كرم هذا الوطن وسخاؤه برايته، وأياديه الخضراء، وتبنّى فيه قضاياهم وأعانهم، وساهم في نهضة اقتصادهم.
يتجسَّد في هذه الذكرى استحضار القِيَم التي تأسست عليها المملكة، ولامس شعبها رؤيتها من أجل الوصول إلى مجتمع حيوي متلاحم ومتوحّد تحت قيادته، راسخ الجذور يؤمّن حياة كريمة وسعيدة كأساس قوي للازدهار الاقتصادي، مع تحسين جودة الحياة في الجانب التنموي الاجتماعي من ترفيهٍ وتكافلٍ وتنميةٍ مستدامة، وتأمين الرعاية الصحية والتعليمية حتى في الكوارث والأوبئة.
أكرم الله وطننا بموارد طبيعية، وشرَّفه بخدمة الحرمين الشريفين، والثروة الحقيقية للأوطان هي في شعوبها ووحدتها الوطنية، وهذا ما أكده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في كلمته بمناسبة اليوم الوطني 89 حين افتخر ”أيَّده الله“ بلحمة ووحدة أبناء وبنات الوطن ومكانته الدولية.
مؤيدين لكلمته ”يحفظه الله“، سائلين المولى أن يمد بعونه وتوفيقه المملكة؛ لتبقى حصنًا حصينًا لخدمة الإسلام والمسلمين، وعمارة الحرمين الشريفين وخدمتهما، وخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، ونصرة الحق، والإسهام في إرساء دعائم الأمن والاستقرار في جميع أنحاء العالم.