تجربتي مع طفلتي الأولى
مثل أيّ أب أسعى بكفاح لزرع العلم في طريق أبنائي، وبالرغم من كوني أنتمي لأسرة ذات دخل متوسط إلا أنني أبذل كل ما في وسعي لتكون ابنتي في الصفوف الأولى من المتفوقات وكان لي ذلك.
منذ كانت ابنتي في عامها الثاني وأنا ألاحظ شغفها بالعلم وحب تعلّم كل شيء، كانت تغذي ذاكرتها بكل ما هو نافع ومفيد يظهر أمامها.
تعلمت ابنتي اللغة الإنجليزية والعربية في سنها المبكرة وكما نعرف الطفل في أعوامه الأولى يكون سريع الحفظ والفهم خاصّة عندما يكون هناك اهتمام من قبل الوالدين، وفي عامها الثالث أشركناها في بعض النوادي المسائية فنهلت منه لشغفها بحب العلم والمعرفة وكانت البداية في البرامج التعليمية والحركية التي أظهرت فيها تفوقا ملموسا، وبعد بلوغها لسن الرابعة دخلت روضه عالمية لها صيتها المعروف في البلد وكانت بداية الانطلاق، وهنا دخلت ابنتي في طور حب كتابة القصص والقراءة.
وباختصار تطورت إمكاناتها في اللغتين الإنجليزية والعربية كتابة ونطقاً.
دائما أكرر أن اهتمام الوالدين له دوره في بعث همة الأبناء وتفوقهم.
دخلت ابنتي في العام الماضي مدرسة رند العالمية وكان للمعلمات دورهن الرائع في احتضان ابنتي وتشجيعها بحماس للمعرفة وإتقان المهارات التي تعطى لهم، لا نطيل الكلام، انتقلت لعامها الثاني بعد انتهاء العام الأول بتفوق أكثر من رائع.
وجاءت جائحة الكورونا وأصبنا بحالة من الإحباط والخوف من أن يطول الأمر وتفقد ابنتي ما وصلت له من تعليم مُكثف، ولكن جاء دور المدرسة من البداية بتعليم عن بعد وكنا في تلك الفترة في وضع الإجازة، فكنا نتابع معها أول بأول وهذا الأمر ساعد كثيرا،
ولله الحمد على استمرارية تفوقها، والحمد لله تمت السنة بنجاح وتفوق ملموس.
ولكن ما لم نتوقعه في بداية السنة الجديدة هو التعليم عن بعد، وقد كنت أقول في نفسي ماذا سنفعل؟!
أنا وأمها في مقر عملنا ولا نعود إلا مساءً ولا يوجد من يقوم بتجهيز الأجهزة لدخولها المنصة، مما استدعى الأمر لتعليمها تلك التقنيات الحديثة والجميع يعلم أن كل الأطفال يمتلكون أجهزة آيباد وكثير من الأجهزة الذكية.
والحمد لله أتقنت ابنتي استخدام اللابتوب وأصبحت كل يوم هي من تقوم بدخول المنصة.
تجربتي مع ابنتي تجربة جميلة جدا خضنا غمارها وسبرنا أغوارها معا وخرجنا بنتاج جميل.
تعيش طفلتي في زمن يختلف عن الزمن الذي عاصرناه صغارا، عصر ابنتي عصر العلم المتقدم وعالمها عالم التكنولوجيا المفرطة، وبين زمنهم وزمننا يظهر الفارق الذي يبني جسورا من العلم أطمح أن تكون طفلتي هي أحد الأعمدة الناهضة فيه.