لماذا لا يتذكر الأطفال دائمًا ما تعلموه
لماذا لا يتذكر الأطفال دائمًا ما تعلموه
بقلم مايك دريسين «MD»
ترجمتها من الألمانية دوناتا زوبر
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
Why babies not always remember what they have learned
21 August 2020
By Meike Drießen «MD»
Translated by Donata Zuber
لا أحد يستطيع أن يتذكر السنوات الأولى من حياته. تطرح دراسة أسبابًا محتملة.
ما إذا وكيف يتذكر الأطفال ما تعلموه يعتمد على حالتهم المزاجية: ما تعلموه عندما يشعرون بالهدوء يتعذر بلوغه عندما يكونون نشيطين والعكس صحيح. ظهر هذا في دراسة أجراها علماء النفس التنموي في جامعة الرور «RUB» على 96 طفلاً تتراوح أعمارهم بين تسعة أشهر. نشروا نتائجهم في مجلة ”Child Development“ اعتبارًا من 19 أغسطس 2020.
مزاج الطفل يتغير بسرعة: تراه سعيدًا في هذه الدقيقة، وحزينًا في الدقيقة التي بعدها
لا يمكن التنبؤ بمزاج الأطفال الرضع: قد يلعبون بسعادة في لحظة ما وفي اللحظة التالية لا يمكن تهدأتهم. تقول البروفسورة سابين سيهاغن Sabine Seehagen، رئيسة مجموعة أبحاث علم النفس التنموي في RUB: ”من المدهش أنه إلى الآن لم يُفهم ما إذا كانت هذه التغيرات في الحالة المزاجية تؤثر على التعلم والذاكرة عند الأطفال“. أظهرت الدراسات التي أجريت على البالغين أن الحالة المزاجية تؤثر على التفكير. نتذكر المشاعر التي مررنا بها ونحن في مزاج معين، خاصة عندما نعود الى نفس المزاج مرة أخرى.
لمعرفة ما إذا كانت هذه الظاهرة، المعروفة باسم الذاكرة المعتمدة على الحالة «للتعريف، راجع 1»، موجودة أيضًا عند الأطفال، درس الباحثون 96 طفلاً يبلغون من العمر تسعة أشهر. في الخطوة الأولى، كان الأطفال إما يقومون بأنشطة هادئة مع أمهاتهم / أبائهم، كالنظر إلى كتب صور، أو يلعبون بحماس لوحدهم؛ بعد ذلك، شاهدوا القائم على التجربة يؤدي حركات بدمية يدوية، وبالتالي تعلموا كيف يقومون بذلك. ”كان الجانب الذي أثار اهتمامنا هو ما إذا كان الأطفال قادرين على تقليد الأفعال التي شاهدوها بعد ربع ساعة أم لا،“ كما أوضحت سابين سيهاغين تجربتها. قبل بدء الاختبار بقليل، تم وضع بعض الأطفال في نفس الحالة كما كانوا في الوضعية التي يتعلمون فيها، بينما وضع البعض الآخر في وضعية مزاج مختلف من خلال لعب الألعاب المعاكسة «مطابقة الصور أو الكلمات مع مناقضها، للتعرف على اللعبة، انظر مثلًا 2».
الوصول إلى محتوى الذاكرة محجوب
الأطفال الرضع الذين كانوا في حالة مزاجية مختلفة عند التعلم عما كانوا عليه عند تذكر ما تعلموه لم يتمكنوا من تقليد الأفعال بالدمية: كان أداء الذاكرة أعلى بمرتين ونصف لو كانوا في نفس الحالة المزاجية عند تعلم وعند تذكر ما تعلموه [تعليق المترجم: بالضبط كما تقول به ظاهرة الذاكرة المعتمدة على الحالة، 1]. ”يوضح هذا أن التقلبات في الحالة الداخلية في هذا العمر يمكن أن تحجب الوصول إلى محتوى الذاكرة،“ كما تشير سيهاغين.
افترض الباحثون أن هذا قد يكون تفسيرًا لحقيقة أن البالغين لا يمكنهم تذكر أي من ممارسات طفولتهم المبكرة. وبالتالي قد يفهم الآباء «الأم والأب أو أحدهما» سبب قدرة أطفالهم على تذكر بعض الأشياء وعدم قدرتهم على تذكر أشياء أخرى: قد لا يمكن تذكر بعض الأشياء التي تعلمها الطفل في مزاج هادئ عندما يكون الطفل منزعجًا. تقول سابين سيهاغن: ”في هذه الدراسة، نظرنا فقط إلى فئة عمرية واحدة“.
”من الضروري إجراء مزيد من الأبحاث لاستكشاف كيف تتطور العلاقة بين الحالة المزاجية والذاكرة مع التقدم في العمر.“