الطماطم
اقترب من سلة الطماطم، اريد ان اشتريها، يلفتني لونها، لكني تعلمت ألا انجذب للون فقط، ولا للطبقة العلوية فقط، لأن البائع يحرص على إظهار مايلفت نظر الزبون إلى جودة البضاعة.
ألمس لأتحسس مدى الليونة، الليونة قد تدل على الصحة وقد تخفي تحتها عفن مريب، واكتشافات أخرى..
والقساوة قد تدل على الجودة والصحة وقد تكون بالتعبير الحساوي ”متلّلة“ صعبة في العض سيئة المذاق خاوية من الداخل لعلة ما.
وإذا اجتزنا سلامة الطبقة العلوية بخبرة ربة المنزل على الأقل ثم نويت رفعها لمشاهدة ماتحتها يحاول البائع أن يغلوش، يلفت نظرك إلى سلة طماطم أخرى، وإذا اسقط في يده يخبرك أنه باستطاعتك تغيير السيئة من السلال الأخرى أمامك، ناهيك عن اختلاف السعر بين بائع وآخر، فما ان تبتعد حتى تجد بضاعة أفضل أو أسوأ، تجد من يقول أنه الأقل سعر، ومن يقول أنه الأجود والأحدث بضاعة بين البائعين أو أنه جلب سلال الطماطم من أفضل منطقة ووو..
هذا المنظر البسيط، يتكرر في الحياة بأشكال أخرى في معادن ونفسيات البشر، التي يحرص الجميع على تلميع الطبقة الخارجية منها، أو حتى قد يهملها إذا كانت الجودة للإهمال، وقد حدد القرآن وأحاديث الصالحين وحتى الأمثال العربية عدة طرق للانتباه لما قد يتعمد الآخرون ”لفت نظرك إليه“ لتكون لديك جودة في الحكم كما في اختيار الصديق، شراكة العمل، الجار، رفيق السفر، ولا سيما إذا كان الموضوع في اختيار شركاء الحياة.