آخر تحديث: 21 / 11 / 2024م - 10:22 م

تعلم كيف تنسى

ياسين آل خليل

‏لا تقل لي أن هناك من أحد لا يسعى لأن يكون سعيدا..! لسوء المنقلب جميعنا أضعنا بوصلتنا ولم نعد نعرف طريقنا إلى السعادة. سوء التقدير وكثرة الانتكاسات أدت بنا إلى الإحباط، فلم نعد نتمكن من معرفة الخبيث من الطيب، ولا الأسود من الأبيض.

‏من الطبيعي أن تكون السعادة بعيدة المنال، فتمسُكنا بالماضي وما يحمله من كبوات، كفيل بأن يُحوّل مساعينا للوصول إلى السعادة، إلى كابوس يؤرّق وجودنا وحياتنا صُبحا ومساء. لكن هذا لا يعني بأي حال أننا قد وصلنا إلى طريق مسدود. نحن نعلم مسبقا بأن الطريق إلى السعادة وعر ومليئ بالحفر، تماما كما هي عليه طرقنا التي نسلكها في يومنا رواحا وإيابا.

‏المضايقات والمنغصات الحياتية هي كافية بما يلزم لجعل أي إنسان يشكو، لكن أن تكون شكوانا دائمة ودون توقف، فهذا ما يزيد الطين بله ويُحَولنا إلى أناس تُعَساء، أبعد من أن نكون أقرب إلى السعادة في شيء. أنا لست طبيبا، لكني أقرأ ما يكتبه الأطباء، الذين يُحَذرون من الإدمان على التشكي وأنها عادة سيئة تضر بالصحة على وجه العموم، كما أن مضارها على العقل واضحة للعيان بما لا يقبل الريبة.

‏تَعلّم كيف تنسى من خلال استخدامك لمفرداتك الإيجابية، وتغافلك عن عن الأفراد المثبّطين، وتشجيع من حولك لِتَبَنِي نفس النهج. من الأهمية بمكان أن تعرف حدودك وأن تتجنب كثرة الانتقاد والتشويه لذاتك، واعلم أن الناس التُعَساء هم أكثر الناس انتقادًا لأنفُسهم.

‏تَعَلّم كيف تَتَقبل أخطائك بروح رياضية، وأن لا تبحث عن الكمال بقدر ما تُرَكّز على النمو الإيجابي والأداء الأفضل في جميع مفاصل حياتك. اجعلها عادة يومية، أن تبحث عن كل ما يبعث على التفاؤل في شخصيتك، وعندما تكتشف أنك قد رجعت من جديد إلى النقد الغير مُبَرَّر لنفسك، ركز على إنجاز ما في يدك من أعمال. فالسعادة عادة ما تكمن في البحث عن معنى للحياة بعيدا عن المؤثرات الخارجية وسلوكيات الآخرين السلبية.

‏ابحث عن شركاء جدد، لكن هذه المرة تأكد من أن يكونوا على قدر من الثقافة التي تدعو الى النظر الى الحياة بعين الرضا والتفاؤل، وادعهم إلى دائرة علاقاتك. قضاؤك مزيدا من الوقت مع هذه الفئة من الناس، جدير بتدريب عقلك على التصرف والتفكير بإيجابية، مثلهم تمامًا. استراتيجية حياتية بهذه الرؤيا الصائبة، من شأنها أن تُعَلِمُك كيف تنسى، لتفتح صفحة جديدة تنقلك الى عالم جديد، خال من السلبية، مُفْعَمٌ بالثقة والحيوية والنظر بتفاؤل بأن القادم من الأيام، لا شك، حُبلى بالخير كل الخير، للناس كل الناس.