وانتصرت الفادحة على الجائحة
ظنوا بأن قتل الحسين يزيدهم
لكنما قتل الحسين يزيدا
هاهو التاريخ يدون من جديد بأقلام ناصعه وبطولات رائعة تبقى خالدة على مر الزمان لا تمحوها ذاكرة النسيان.
جاء محرم هذا العام في ظرف استثنائي مر به العالم بأسره الا وهو ظرف جائحة كورونا، تلك الجائحة اللعينة التي قلبت الأمور رأسا على عقب وغيرت من مسار واتجاهات كثير من الأمور في كل العالم، ومن ذلك المسار الذي تأثر بها هو عاشوراء الحسين فغدا شكلها غير ما ألفه الناس في كل عام ولكن رغم ذلك فإن العقول الواعية والارادة القوية استطاعت أن تطوع هذه الجائحة وأن تمر من خلالها وتجتازها دون أضرار وذلك بعدة ترتيبات وتنظيمات غير مسبوقة وهي كالتالي:
1 - البث المباشر وقد ساعد هذا النوع من البث ان يصبح كل بيت حسينية وكل شخص في بيته كادرا يقوم على خدمة كل من لم يستطيع الحضور مباشرة للمساجد والحسينيات والمآتم.
كما ان هذه البث وبفضل ذوي الخبرة لم ينقطع ابدا أو يتعثر طيلة هذه العشرة الحزينة، في أن غيره من البث وفي دوائر مغلقة وبأعلي التكاليف يتعثر ويتأثر بالانقطاع المستمر اذا لم يلغ بتاتا.
كما ان هذا البث المباشر اخرج لنا مصورين محترفين ومخرجين فنيين قادرين على ادارة ازمات المستقبل.
2 - التنظيم وقد عالج المسؤولون بمختلف شرائحهم هذه المشكلة من تحديد العدد المناسب والكادر المناسب وأوقات الدخول والخروج واخذ الاحتياطات الصحية والامنية وكل ما يختص بأمور وسلامة المجتمع، مما انعكست اثاره الواضحه في عدم الزحام والتكدس او وقوع اي من المشاكل لا سمح الله، وهناك بعض المآتم استخدمت التقنيات الالكترونية في احصاء العدد لكل قطاع من المستمعين في بادرة لم تكن من قبل.
3 - الانضباط سواء على مستوى الخطيب او المستمع أو صاحب المأتم، فقد تقيد الجميع والتزم تقريبا بما خصص له من وقت للقراءة وطرق الدخول والخروج والأعداد المناسبة، والابتعاد عن التجمعات واظهار التباعد الاجتماعي بصورة لا مثيل لها في مآتم تخطى الحضور فيها الآلاف.
4 - الضيافة والبركة التي توزع على المستمعين كانت في اطار صحي رفيع المستوى من التغليف وعدم المساس بها او عرضها الا في وقت محدد ولكل شخص حتى لا يتسبب في تفشي الوباء أو انتشار الجائحة، فقد روعي فيها شروط السلامة باكبر قدر ممكن رغم الاعداد الكثيرة والمعوقات الكبيرة.
وقبل الختام، كل الشكر والتقدير لكل الحسينيين بمختلف طبقاتهم وأعمارهم وعطائهم ومساهمتهم رجالا ونساء صغارا وكبارا.
ومسك الختام، قد تغير الزمان والمكان والجيش ولكن..... خرج الحسين منتصرا من جديد.