آخر تحديث: 13 / 11 / 2024م - 1:09 ص

التعليم.. تعدد للأساليب وليس الاسلوب الواحد

أمين محمد الصفار *

يحتل التعليم سلم الالويات للدول والشعوب، والمملكة جزء من هذا العالم تتأثر به وتؤثر فيه، ولدينا في تراثنا وادبياتنا سلاسل طويلة من الحكم والمقولات التي تحث على العلم والتعلم كما نتمتع برصيد وافر من الخطب والنصائح التي تصب بهذا الاتجاه، لكن السؤال الملح حالياً هو كيف نتعلم؟

لقد فرضت جائحة كورونا نفسها على مختلف مفاصل الدول والمجتمعات، كما فرضت نظامها وسننها التي أجبرت العالم على الخضوع والإنحناء لحين مرور هذه الجائحة بسلام، لكن مقولة ”ما قبل كورونا ليس كما بعده“ هي الأخرى فرضت نفسها في المشهد العام أيضا. حالياً يشغل تفكير الجميع كيفية أنتظام الدراسة النظامية، وافضل السبل التي يمكن تطبيقها للعملية التعليمية التي توقفت مبكراً العام الماضي وها نحن الآن عند بداية سنة دراسية جديدة.

أود التطرق لأساليب الدراسة عموماً بدون وقبل الكورونا، حيث كانت الدراسة التقليدية مقتصرة على الأنتظام المدرسي المعروف، وكانت حينها نقاشات عديدة متعلقة بالتعليم خصوصاً والقراءة عموماً حول الكتاب الورقي او الكتاب الرقمي أيهما أفضل. ويمكن تحليل مجمل النقاشات - ربما بسبب الثقافة السائدة لدي الكثير - أنها كانت تبحث عن الخيار الواحد بأعتباره هو الحل والخيار الأمثل، هذه النمطية تكاد تكون هي السائدة عند البحث والنقاش حول مختلف القضايا لدينا، بينما واقع الحال ودرجة التعقيد في مجمل الحياة المعاصرة لا تقبل الآن خصوصاً بأسلوب الحل أو الاسلوب الواحد باعتباره هو الخيار الأمثل، بل باتجاه أن الخيار الأمثل هو خيار تعدد الأساليب تبعاً لدرجة التعقيد، ونلحظ أن التعليم نظراً لطبيعته هو من أهم العناوين التي تحتاج إلى خيار واستراتيجية تعدد طرق وأساليب التعليم باعتبارها هي الخيار الأمثل والأوحد أيضا.

يمكننا التأسيس على أن الطالب الآن هو بأمس الحاجة لممارسة وإتقان التعلم من خلال الكتاب الورقي كما هو بأمس الحاجة لممارسة وإتقان التعلم من خلال الكتاب الرقمي، وكذلك الحال بالنسبة للتعلم داخل سور المدرسة، فهو أيضا وبنفس المقدار بحاجة لممارسة وإتقان التعلم عن بعد عبر الوسائط الرقمية المختلفة. لقد مررنا سابقاً بطرح يفاضل بين التعليم عبر المحاضرات وبين التدريس من خلال إجراء البحوث. أن الصحيح والبديهي دوماً هو الجمع بين مختلف الأساليب وليس تغليب أسلوب واحد فقط أي كانت قيمة فائدة هذا الأسلوب، فتعريض الطالب والمعلم لمختلف أساليب التعليم هو قيمة بحد ذاته ومهارة تحتاج أن تكون ضمن المنهج الرسمي للتعليم.

نسأل الله ألا تنتهي جائحة كورونا إلا وقد اتخذت وزارة التعليم قرارها لما بعد جائحة كورونا وأعدت العدة والإمكانيات المطلوبة لإضافة أسلوب التعليم عن بعد ضمن أساليب وطرق التدريس المعتمدة لديها التي لها نصاب محدد من الحصص، بحيث يصبح الطالب والمعلم - ضمن الفصل الدراسي وفي الحالات الطبيعية غير الاستثنائية - لديهما نصاب محدد من المواد الدارسية المقررة للتعليم عن بعد حسب كل مرحلة دراسية باعتبار ذلك جزء أساسي من العملية التعليمية في المملكة.