ملحمة العطاء بزمن التحديات بنهج الإمام الحسين..!
مشهدٌ مهيب.. بمحطة وزمان يدوران في عجلة العطاء والإنسانية، فالدم النازف من الأوردة الساخنة.. والعيون المتأملة.. والألسنة الخاشعة بالدعوات..
مشهد تعيد اجتراره - قطيف الخير - إنها تحيي النفس بالنفس والدم بالدم لإعمار الأرض الموات، أجل فمن أحيا نفسًا فكأنما أحيا الناس جميعًا.. فبينما يُخلد لنا الحسين في عاشوراء مثل هذه الأيام التضحية بالدم ودماء الشهداء من بيت آل محمد إحياَء للدين وبناء نهجه..
نستشرف هنا القطيف وببنيها الأبطال الذين يخلدون كل ملامح العطاء والبطولة والفداء.. التضحية الإنسانية الا محدودة، والجود بالنفس أقصى غاية الجود.. هُنا بمركز التبرع بالدم وبالتحديد بقاعة الغانم.. تتشح القطيف هدوءاً.. خشوعًا وتأملاً وكأنها لحظة سجود شكر..
حمداً لله على تمام نِعمه وإحسانه..
فكل الاحترازات الوقائية للفريق متكامل من الجيش الأبيض.. يبدأ بالتعقيم، الاطمئنان على درجة الحرارة، والتباعد الجسدي، العناية الفائقة أثناء التبرع بالدم..
فلم يكن فيروس ”كوفيد 19“ عائقًا أو مانعًا يحول دون ودون المعركة مع الخوف أو اللاعطاء..!
وكأنهم بملحمة عنوانها «ملحمة العطاء بزمن التحديات بنهج الإمام الحسين..!».. ”حملةُ عطاء وقلوباً بيضاء، منتهى الصفاء يمكثُ في قلوبنا والعطاء ليس لهُ حدود في سبيل وطننا..!“
كتبتُ هذه الكلمات بناءً على المشهد الذي صورته في ذاكرتي..
لا أستطيع ان أنسى تضحيتهم وكأنما أنصار الحسين أمامي، جاءوا لإحياء الأنفس في لحظتنا هذه، قرأتُ في نظراتهم حسرة وكأنه عينهم تقول ان لم نكن انصاراً للحسين في يوم عاشوراء فبالتأكيد إحياء محبيه ومساعدتهم يجعلنا في مقام أنصاره.. قلوبنا في كل عام تهتف ”كل قطرة دم بشرياني تهتف بأسمك يا حسين“ وهذه التضحية لا تقتصر على مُحبين الحسين فلو لا الإنسانية لما خُلد ذكرى الحسين، دماؤنا ليست أغلى من دمائك يا أبا عبد الله.
مبادرة بسيطة تجعلُ منا أبطالاً والقليل من دماؤنا تحيَ أنفس، لا يقتصر الأمر على محبين الحسين بل على المجتمع كافة، تعلمتُ من حملة العطاء ان القليل يعني الكثير للمحتاجين، تعلمت ان القليل من دماؤنا تحيَ ارواحاً لا تُعد ولا تحصى.
شكراً لجميع من ضحى وبالأخص ابطال الصحة والقائمين على حملة العطاء، شكراً لتضحية المتبرعين بالقليل لأحياء الكثير..!