ويبقى الحسين مخلداً في عرش القلوب
رغم كل الظروف ورحيل الألوف فذكرى الحسين يتجدد ويأبى إلا أن يظل خالدا في قلوب محبيه، ياحسين إن ذكرك مؤكد سيداوي كل الجروح فأنت طبيب القلوب، وكورونا لن تعيقنا ولن توقفنا ياسيد الشهداء فكل محبيك قد تهيأوا كعادتهم، فهاهم قد علقوا السواد استعدادا لإحياء تلك الشعيرة التي تتجدد سنويا ومازالت منذ آلاف السنين، وإن لم يعلق السواد في الأرجاء فسيعلق داخل القلوب المحبة لك ياحسين.
هيهات هيهات بأن يمر شهرك ياحسين ويرحل دون مراسيم لطم أو عزاء، فشهرك يابن أفضل الخلق ينبض بالعطاء وستبقى روحك ترفرف في أعماق شيعتك إلى اليوم الموعود، لقد تعلمنا منك ياحسين الصمود رغم الألم وأهمية الوقوف بعد السقوط ومازلنا نتعلم منك أهم الدروس، فالإيثار والتضحيات التي رأيناها في يوم عاشوراء أصبحت نهجا ثابتاً سنمشي عليها نحن شيعتك ومحبيك.
فبالرغم من كل الظروف سنحيي الشعائر الحسينية وان اختلفت قليلا فإنها لن تتوقف ابدا فسيد شباب أهل الجنة لم يرحل إلا ليخلد في القلوب ويظل عاشوراء رمزا للحرية والتضحية والعطاء.
إن التضحيات العظيمة التي قدمها سيدي ومولاي أبا عبد الله الحسين لا ترتبط فقط بالأمة الإسلامية أو بالشيعة على وجه الخصوص بل انها نهضة فكرية لكل العالم، فحين يقرأ أي مفكر أو عالم باحث عن الإمام الحسين وعن حياته وعن ماحصل له في كربلاء فإنه حتما سيقول بأن ثورة الإمام الحسين رفعت الفكر الإنساني وجدير بأن تخلد ذكرى شهادته للأبد، الزعيم الهندي المهاتاما غاندي قال: «تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر» وقال «لقد قرأت بدقّة حياة الحسين الشهيد العظيم، واهتممتُ اهتماماً كافياً بتاريخ واقعة كربلاء، واتّضح لي أنّ الهند إذا أرادت أن تنتصر فعليها أن تقتدي بالإمام الحسين »، كذلك قال أنطوان بارا وهو عالم مسيحي: «لو كان الحسين منا لنشرنا له في كل أرض راية، ولأقمنا له في كل أرض منبر، ولدعونا الناس إلى المسيحية باسم الحسين»، وقال أحد معارضي الإستعمار البريطاني مودوكابري ريس: «على الرغم من أن القساوسة لدينا يؤثرون على مشاعر الناس عبر ذكر مصائب المسيح، إلا أنك لا تجد لدى أتباع المسيح ذلك الحماس والانفعال الذي تجده لدى أتباع الحسين لا تمثل إلا قشة أمام طود عظيم»، وغيرهم الكثير من العلماء والمفكرين والأدباء حيث أن الإمام الحسين بثورته الخالدة أنقذ الإسلام وانتصر بإحياء الدين وحمايته من من يكيدون له كما قال الشيخ محمد عبده: ”لولا الإمام الحسين لما بقي لهذا الدين من أثر"..