إحرام العزاء
إحرام العزاء
تَخَلَّيتُ عن لَهْوِي وأعدَدْتُ مَجلِسِي ...
وأحرمتُ إحرامَ العزاءِ المقدَّسِ
تنفَّستُ تُربَ الطفِّ حتى غدا دَمِي ....
يبثُّ لهيبَ النَّدْب في مُتَنَفَّسِي
وقلَّبتُ آيَّام المصاب بأضلعي ....
فصار صدى الآثار للحزنِ مُؤنِسِي
إذا هلَّ في العَليا هلالُ محرَّمٍ .....
كأنَّ السَّمَا من فائض النَّحرِ تكتَسِي
وعيني على نَقْشِ الحوادثِ أَصقَلَتْ ....
مدامِعَها ترثي الكرامَ كمحبَسِ
غداةَ ترى سبطَ النبيَّ تصوُّرا .....
بكأسِ الردى كلَّ الجراحاتِ يحتسِي
بحالٍ يحارُ الوصفُ عن ذكر شخصه ....
وذا الشعر ينعاه بحرفٍ مُنَكَّسِ
جديلا على الرَّمضا ورأسٌ على القَنَا ....
يرتِّلُ آياتِ الكتابِ لمن نَسِيْ
قَضَى نصرةً للدينِ يوم استَغَاثَهُ
ليكشفَ بلوى ظهرهِ المُتَقوِسِ .