آل المحسني أسرة علمية أحسائية في الدورق «5»
آل المحسني أصولهم وأعلامه:
من البيوت الجليلة والعلمية العريقة، أنجبت عدداً كبيراً من العلماء، أشهرهم الفقيه الكبير الشيخ أحمد بن الشيخ محمد المحسني، المتوفى سنة 1247 هـ ، وهو أول من حمل هذا اللقب «المحسني» نسبة إلى جده الشيخ محسن، وهو أول من هاجر من الأسرة تاركاً الأحساء إلى الفلاحية وبها توفي. حيث برزت سلالته العلمية.
يرجع أصل هذه الأسرة في الأحساء إلى قرية القرين المعروفة في الأحساء، وتقع شمالي الأحساء على مسافة 8 كم، عن مدينة الهفوف، على مسافة قريبة من قرية الجليجلة والشعبة، وسط واحة من النخيل الملتفة التي تحيط بها من كل جانب، والتي يشهد تاريخها بأنها أحد معاقل العلم والعلماء، بل وكانت فيها مدارس دينية، وخزائن علمية يقصدها طلاب العلم من القرى والمناطق المحيطة.
وهم يعرفون اليوم بأسرة «المطاوعة»، لكثرة من برز فيهم من علماء الدين، ويعود نسبهم إلى ربيعة بن نزار، إحدى القبائل العربية الشهيرة، نزح بعضهم إلى البصرة أوائل القرن الثالث عشر الهجري والبعض الآخر إلى خوزستان، ولا زالوا، إلى اليوم، هناك، كما لهم امتداد في الكويت [1] .
يقول يوسف عزيزي: ”آل الربيعي المحسني: هم من الأسر الدينية والعلمية ويصل نسبهم إلى قبيلة ربيعة الحجازية، هاجروا إلى المنطقة، وقد هاجر جدهم الأكبر شيخ أحمد الربيعي من كبار هذه الأسرة إلى الفلاحية، وتوفي سنة 1247 هـ ، ودفن في هذه المدينة“ [2] .
أعلام آل المحسني:
الشيخ أحمد بن محمد المحسني
«1157 - 1247 هـ »
مولده ونشأته:
الشيخ أحمد بن الشيخ محمد بن الشيخ محسن بن الشيخ علي الأحسائي الشهير بالمحسني. كان مسكنهم بالأحساء في ”قرية القرين“، وهم بيت علم وأسرة عريقة في العلم والمعرفة، يعود نسبهم كما في ”معارف الرجال“: " إلى ربيعة بن نزار إحدى القبائل العربية الشهيرة.
ويعد ”آل المحسني“ من أجل البيوتات العلمية العريقة التي أنجبت عدداً كبيراً من رجال العلم والفضيلة " [3] .
ولد في المدينة المنورة أثناء إقامة مؤقته فيه لوالديه سنة 1157 هـ ، إلا أنه نشأ وترعرع في موطنه وموطن آبائه الأحساء حيث تلقى أوائل علومه، ثم ليكمل المسيرة العلمية ليصبح واحد من كبار الفقهاء والعلماء في عصره.
هجرته:
انطلقت هجرته إلى بلاد فارس سنة 1214 هـ ، مصطحباً معه عائلته، حيث حط بهم الرحال في منطقة ”الدورق“ المعروفة اليوم ب ”الفلاحية“ في أحدى نواحي ”خوزستان“ التي يقطنها عرب فارس، وتضم العشرات من العوائل الأحسائية المهاجرة، وفيها تم استقباله من أعلامها وأعيانها بحفاوة بالغة تليق بمقامه العلمي، وفيها ترعرعت ذريته، وانتشرت أسرته التي لا تزال تسكنها إلى اليوم، وهم يعرفون ب «آل محسني».
حياته العلمية:
كانت بداياته العلمية في موطنه الأحساء على يدي أعلامها في مقدمتهم والده الشيخ محمد المحسني، فبرزت فيه علامات النبوغ والنضج العلمي، وقدرة على تحصيل المعارف، والطموح العالي الذي دفعه نحو تحصيل معالي العلوم، فدرس وإجيز من العديد من كبار الفقهاء والعلماء وهم:
1 - والده الشيخ محمد بن الشيخ محسن بن الشيخ علي الأحسائي.
2 - الشيخ حسين بن الشيخ محمد آل عصفور «ابن أخ صاحب الحدائق».
وهو بلا شك لم ينل الفقاهة والدرجة العلمية الرفيعة إلا بالتتلمذ على كبار العلماء، ولعل معظم من أجازه قد أخذ عنهم معارفه.
مشايخه في الرواية:
1 - الشيخ حسين بن الشيخ محمد آل عصفور «ت 1216 هـ ».
2 - الشيخ جعفر بن الشيخ خضر النجفي. صاحب ”كشف الغطاء“ «ت 1228 هـ ».
3 - السيد محسن بن السيد حسن الحسيني الأعرجي الكاظمي «ت 1227 هـ ».
4 - السيد محمد جواد بن السيد محمد الحسيني الحسني العاملي الشقرائي، صاحب ”مفتاح الكرامة“ «ت 1226 هـ ».
5 - السيد علي بن السيد محمد علي الطباطبائي صاحب ”الرياض“ «ت 1231 هـ ».
6 - السيد مهدي الطباطبائي ”بحر العلوم“ «ت 1212 هـ ».
7 - الشيخ أحمد بن زين الدين الأحسائي «ت 1241 هـ ».
مكانته وفضله:
تجلت في كلمات مجيزيه تلك لمكانة السامية التي تبوأها الشيخ المحسني في حياته العلمية بلا مزيد تعليق أو بيان وتفصيل:
فقد قال في حقه الشيخ جعفر كاشف الغطاء النجفي: " أما بعد فقد استجازني العالم العامل، والفاضل الكامل جامع مكارم الأخلاق والمجتهد في طاعة الملك الخلاق صاحب التمثيل بقول الشاعر:
وإني وإن كنت الأخير زمانه
لآتٍ بما لم تستطعه الأوائل
المرتقي من العلم أعلاه الشيخ أحمد نجل الشيخ محسن... ".
وقال السيد محسن الحسيني الأعرجي في إجازته: ”ولما كان شيخنا ومولانا المهذب العالم العامل الخبير بالبراهين والدلائل المتتبع العارف بالأدلة والأقوال والرجال الشيخ أحمد نجل الشيخ محسن...“.
أما الشيخ محمد حرز الدين في «معارف الرجال» ما نصه: ”الشيخ أحمد بن الشيخ محمد بن الشيخ محسن... الربعي المحسني الأحسائي علامة أهل زمانه، ومحقق ورع زاهد عابد تقي، نزل عليه الشيخ الأكبر الشيخ جعفر صاحب «كشف الغطاء» النجفي في رحلته إلى إيران ودخل داره وصلى خلفه في مسجده جماعة تأييداً له ووثوقاً بعلمه وتقواه، حيث كان تقاه بعيد المدى، سمعناه حديثاً من علمائنا المعاصرين...“.
كما أطراه حفيدة الشيخ موسى بن الشيخ حسن بكلام جميل فقال في شأنه: ”العالم العابد جامع شتات المفاخر والمحامد من ضم إلى الإحاطة بالعلوم الشرعية زهداً وافياً وورعاً شافياً، ذو الأخلاق الكريمة والسجايا القويمة الإمام المقدس العلامة الشيخ أحمد بن الشيخ محسن الأحسائي“.
هذا الثناء وهذا الإطراء لا يكون إلا لنخبة النخبة من الأعلام أصحاب المواهب العلمية الكبيرة، والمكانة الدينية المرموقة.
مصنفاته:
صنف الكثير من الكتب، كما نظم العديد من القصائد، فهو عالم متبحر وفقيه كبير، ولكن رغم كثرة مؤلفاته فإنه لم يطبع أي منها وهي [4] :
- منهل الصفا في أحكام شريعة المصطفى: كتاب فقهي استدلالي لم يتم.
- شرح المختصر النافع: في الفقه، لم يتم أيضاً.
- وقاية المكلف من سوء الموقف: في الصلاة والعقائد والخمس.
- رسالة حسنة في الجهر والإخفات بالمبسملة والتسبيح في الأخيرتين وثالثة المغرب: «حقق فيها ما لا مزيد عليه».
- رسالة في حجية ظواهر الكتاب الكريم.
- رسالة في صلاة الجمعة أيام الغيبة.
- رسالة في ما يغفر من الذنوب وما لا يغفر.
- فائدة في النسبة بين الكفر والشرك: كتبها في جواب من سأله عن ذلك.
- الحاشية على كتاب «التنقيح الرائع»: للمقداد السيوري «ت 826 هـ ».
- الحاشية على «تهذيب الأحكام» للشيخ محمد بن الحسن الطوسي.
- الحاشية على «قواعد الأحكام» للعلامة الحلي.
- الحاشية على «مدارك الأحكام» للسيد محمد العاملي «ت 1009 هـ ».
- الحاشية على «مسالك الأفهام» للشهيد الثاني.
- الحاشية على «مفاتيح الشرائع» للفيض الكاشاني.
- مجموعة فوائد ونوادر كثيرة ومختلفة.
- ديوان شعر: يزيد على ألفي بيت معظمه في شأن النبي وأهل بيته الطاهرين ، وفي آخره بعض القضائد باللهجة الدارجة.
وفاته:
واتته المنية بمرض الطاعون الذي عصف بمدينة الفلاحية ب «خوزستان» سنة 1247 هـ ، عن عمر ناهز التسعين.
وقد دفن في مثواه الأخير بمقبرته التي أعدها لنفسه بجوار مسجده المعروف في الفلاحية، وبعد التوسعة أصبح القبر في نطاق المسجد، وهو محل للزيارة والتبرك.
وقد أرخ عام وفاته حفيده الشيخ موسى بقوله [5] :
قد هدم الدين وركن العلا
في سنةٍ تأريخها «مغبرة»
كما رثاه الشيخ محمد بن علي بن أمليخان البغلي الأحسائي في قصيدة طويلة تربو على الثلاثين بيت.
أثره العلمي والفكري:
أسرته العلمية:
كان الشيخ المحسني فاتحة خير وعطاء على منطقة الفلاحية، ليس بشخصية فحسب وهو العالم الخضم، بل بذريته وأسرته التي ترعرعت على يديه، ونهلت من فيض علمه وأخلاقه، فقد كان جداً أعلى لأسرة تكونت في بلاد المهجر، لا تعرف من الأحساء سوى العشق الفكري عن الوطن الأم الذي ارتبطت بأسمائهم به.
ولعل من أبرز ما يميز هذه الأسرة عن غيرها هو العطاء العلمي، والمكنة الدراسية العالية فمعظمهم فقهاء، ومن أصحاب المصنفات عرف منهم:
- الشيخ حسن بن الشيخ أحمد بن الشيخ محمد المحسني الأحسائي «ت 1272 هـ » [6] .
- الشيخ يوسف بن الشيخ أحمد بن الشيخ محمد المحسني الأحسائي «توفي بعد 1268 هـ » [7] .
- الشيخ موسى بن الشيخ حسن الشيخ أحمد بن الشيخ محمد المحسني الأحسائي «1239 - 1289 هـ » [8] .
- الشيخ محمد بن الشيخ حسن بن الشيخ أحمد بن الشيخ محمد المحسني الأحسائي «توفي بعد 1308 هـ ».
- الشيخ محمد باقر بن الشيخ حسن بن الشيخ أحمد بن الشيخ محمد المحسني «القرن الرابع عشر» [9] .
- الشيخ علي نقي بن الشيخ حسن بن الشيخ أحمد بن الشيخ محمد المحسني «القرن الرابع عشر» [10] .
- الشيخ سلمان بن الشيخ محمد بن الشيخ حسن بن الشيخ أحمد المحسني الأحسائي «1281 - 1341 هـ » [11] .
مكتبته الثقافية:
بعد أن أرسى الشيخ أحمد المحسني قواعده في منطقة الفلاحية، عمد على إنشاء مكتبة كبيرة ضمت عشرات المخطوطات والمؤلفات الخاصة لأبناء العائلة، وكانت محط أنظار العلماء لم تضمه من كتب هامة وثقافة قيمة، وتراث ضخم، ولأننا تحدثنا عنها بشكل مفصل في موضع آخر من الكتاب، وما آلت إليه في السنوات القادمة من نشوءها، عدلنا عن الحديث عنها تجنباً للتكرار.
مدرسته الدينية:
من ينظر لكلمات الوصف التي وسمه بها مجيزوه مثل قول السيد محسن الحسيني الأعرجي في إجازته: ”ولما كان شيخنا ومولانا المهذب العالم العامل الخبير بالبراهين والدلائل المتتبع العارف بالأدلة والأقوال والرجال الشيخ أحمد نجل الشيخ محسن...“ أو قول صاحب الذريعة ”هو الشيخ أحمد بن الشيخ محمد بن الشيخ محسن بن الشيخ علي الأحسائي من أكابر فقهاء عصره، وأعاظم علمائه..“ [12] .
هذا التعظيم والتفخيم ليس أمراً عبثياً وإنما نابع عن دراية ومكنة بالرجل ومعرفة بأحواله ومدرسته العلمية التي تعد مفخرة من مفاخر الشيعة، هذا من جهة ومن جهة أخرى إن ما كتبه معظمه ينصب في الحقل الفقهي بين بحث استدلالي، وحاشية، ومسائل فقهية كتبها لمقلديه في ”الفلاحية“ هذا العشق والهيام بالفقه، ودراية بجميع جوانبه، لا تكتمل ما لم تكلل بالدرس والتدريس الذي هو ديدن العلماء وسلوتهم.
والأمر الآخر الذي يقودنا إلى ما ذهبنا إليه عائلته العلمية جيلاً بعد جيل، لا تتولد من فراغ، وإنما هي محصلة نهائية لجو ومحيط مشحون بالفقه والدرس العلمي، ولعله تتلمذ عليه العشرات من أعلام الدورق وما يحيط بها من مناطق خلال العقود التي أمضاها بينهم، ولكن لأن معظم الكتب التي تتحدث عن مثل هذه الأمور هي باللغة الفارسية وفي سياق تراجم العلماء، فوت علينا الكثير من أسمائهم، لهذا مترجموه أغفلوا عن ذكر أسماء لتلاميذه.
الشيخ حسن بن أحمد المحسني
«1213 - 1272 هـ »
نبذة عن حياته:
ظهير الدين الشيخ حسن بن الشيخ جمال الدين أحمد بن الشيخ محمد بن الشيخ محسن المحسني الأحسائي الفلاحي [13] .
ولد في الأحساء سنة 1213 هـ ، وبعد سنة من مولده غادر والده موطنه الأحساء إلى الفلاحية، من بلاد خوزستان، فنشأ في بيت علم على غرار البيوتات الدينية حياة مفعمة بالتقوى والشغف بالعلم والمعرفة، حتى أصبح من أفذاذ العلماء وفحول الشعراء.
كانت دراسته العلمية في منطقته الفلاحية في أحضان أسرته حيث ترعرع، ثم أكمل مشواره في النجف الأشرف على أساطين العلم فيها.
ثناء العلماء عليه:
وصفه والده الشيخ موسى الفلاحي بقوله: ”العالم النحرير الفاضل المتبحر الأوحد المؤتمن المحقق المدقق ظهير الملة والدين الشيخ حسن بن الإمام العالم...“.
وقال الشيخ محمد حرز الدين بحقه في «معارف الرجال»: ”وكان والده الشيخ حسن من العلماء الأجلاء والفقهاء الصلحاء ومن المؤلفين البارزين والأدباء الشهيرين والشعراء المحلقين..“.
مؤلفاته:
1 - تعليقة على كتاب «جواهر الكلام» في شرح شرائع الإسلام.
2 - تعليقة على كتاب «الكفاية» في الفقه للمحقق السبزواري.
3 - تعليقة على كتاب «الحدائق الناضرة».
4 - تعليقة على كتاب «مفاتيح الشرائع»: للفيض الكاشاني.
5 - الحاشية على كتاب «بحار الأنوار».
6 - الحاشية على كتاب «المدارك» في شرح الشرائع.
7 - الحاشية على كتاب «وسائل الشيعة».
8 - رسالة في أجوبة مسائل الشيخ محمد الصحاف.
9 - رسالة في حل أخبار الطينة.
10 - رسالة في الخمس.
11 - ملتقطات الدرر من لج دأماء هجر.
12 - ديوان شعر.
13 - منسك الحج.
14 - منظومة في أصول الفقه.
مشائخه في الرواية:
1 - الشيخ محمد حسن النجفي صاحب «الجواهر» «ت 1266 هـ ».
2 - الشيخ خضر شلال العفكاوي آل خدام النجفي «ت 1255 هـ ».
3 - الشيخ محسن الأعسم النجفي صاحب «كشف الظلام» «ت 1238 هـ » [14] .
تلاميذه:
تتلمذ عليه عدد من أعلام الدورق إضافة إلى أبناء آل محسني، عرفنا منهم:
1 - الشيخ موسى بن الشيخ حسن المحسني.
2 - الشيخ شبر بن إبراهيم آل باليل الدورقي «حدود 1243 - 1315 هـ » [15] .
وفاته:
توفي في الفلاحية بخوزستان يوم الأحد 10 محرم 1272 هـ ، عن بلغ 59، ونقل جثمانه إلى العراق، ودفن في النجف الأشرف.
الشيخ يوسف بن أحمد المحسني
«ت بعد 1268 هـ »
الشيخ يوسف بن الشيخ أحمد بن الشيخ محمد المحسني الأحسائي الفلاحي، توفي بعد 1268 هـ [16] .
من أعلام آل المحسني وفضلائها الأجلاء لا يعرف ترتيبه بين أعلام الأسرة، ولكنه ممن أخذ بعض علومه والده المقدس الشيخ أحمد، فنشأ وترعرع في أحضان العلم وكرع من نميره حتى ارتوى.
والشيء المؤسف لا يعرف الكثير عن معالم حياته العلمية، سوى أنه أهدى لابن أخيه مجموعة من الكتب.
فقد ذكر الشيخ الطهراني في ترجمة الشيخ سليمان بن الشيخ محمد بن الشيخ حسن بن الشيخ أحمد المحسني الأحسائي: «رأيت تملك المترجم له بخطه على عدة كتب منها: «شرح المغني» للجاربردي، و«شرح الشواهد» للعيني، وغيرها، وقد تملك الثاني بعد تملك جده الشيخ حسن له، ورأيت مجموعة من الكتب كان أهداها الشيخ يوسف عم والد المترجم له لابن أخيه الشيخ محمد في سنة 1268 هـ » [17] .
وهذا يكشف مدى اهتمام الشيخ يوسف بالعلم والعلماء وتحفيزه أبناء الأسرة على الاستمرار في سلك العلوم الدينية بتوفير أهم سلاح لطالب العلم وهو الكتاب بوابته للرقي والسباحة في غمار المعرفة.
وعلى فهو ممن عاش بعد سنة 1268 هـ ، ولا يعرف تاريخ وفاته على وجه التحديد.
الشيخ محمد بن حسن المحسني الأحسائي
«حدود 1240 هـ - ت بعد 1308 هـ »
الشيخ محمد بن الشيخ حسن بن الشيخ أحمد بن الشيخ محمد بن الشيخ محسن بن الشيخ علي المحسني الأحسائي الفلاحي.
ولد في مدينة الفلاحية بخوزستان حدود 1240 هـ ، خلال القرن الثالث عشر الهجري، فنشأ وترعرع في بيت علم، فتربى على حب العلم والطموح الكبير، فتلقى علومه على يد والده الشيخ حسن، كما أخذه على غيره من أعلام الفلاحية، ولعله هاجر إلى النجف الأشرف واستفاد من أعلامها، ويشهد على ذلك فضيلته ومكانته العلمية، وإن لم تسعفنا المصادر لمعرفة الكثير عن هذه المحطة الهامة من حياته.
علمه وفضله:
شهد له معاصرون بالفضل والمكانة العلمية، فقد وصفه الشيخ محمد حرز الدين: <الحجة العالم الأديب الشيخ محمد الساكن في الدَّوْرَق، المعروفة ب الفلاحية في زماننا>.
وقال في شأنه أخيه الشيخ محمد علي بن الشيخ حسين بن الشيخ موسى بن الشيخ حسن المحسني: >العالم العلامة المحقق الزاهد الشيخ محمد..<.
نشاطه ودوره:
عرف الشيخ المحسني كأديب وشاعر نظم الكثير من القصائد في مدح ورثاء أهل البيت بما يشكل مجموعة ديوان شعري، إلا أن شعره مع الأسف فقد معظمه.
كما أنه نسخ بعض الكتب الفقهية منها كتاب «الصيام»، من رسالة صاحب الجواهر، وسوف نأتي على ذكره ضمن خزانة آل المحسني.
وفاته:
كانت وفاته في الفلاحية بعد سنة 1308 هـ ، ففيه صادق على بعض الوثائق خلال هذا التاريخ [18] .
الشيخ موسى بن حسن المحسني
«1239 - 1289 هـ »
الشيخ موسى بن الشيخ حسن بن الشيخ أحمد بن الشيخ محمد بن محسن المحسني الأحسائي الفلاحي، اشتهر بيتهم بالعلماء والفقهاء، والمقام العلمي الرفيع، يعود أصوله إلى الأحساء من قرية «القرين»، هاجر جده الشيخ أحمد إلى «الفلاحية» ببلاد فارس، وتكونت شجرته العلمية هناك، ولد ببلدة الفلاحية بإقليم خوزستان بإيران سنة 1239 هـ ، وفيها نشأن وتعلم في مرحله الأولى، تتلمذ على عدد من العلماء منهم: والده الشيخ حسن، والشيخ محمد حسن بن باقر النجفي صاحب «الجواهر»، والشيخ مرتضى الأنصاري، وغيرهم.
ألف عدد من المصنفات منها:
- الباكورة «منظومة في علم المنطق».
- بحث في الإمامة.
- تعليقة على الجواهر.
- رسالة عملية لمقلديه.
- الوافي لحل الكافي. وغيره.
توفي بمحرم الحرام سنة 1289 هـ . [19]
نسخ الشيخ موسى مجموعة كبيرة من الكتب، عرفنا منها ما يلي:
- حياة الأموات: الشيخ أحمد بن إبراهيم آل عصفور البحراني «1084 - 1131 هـ »، فرغ من نسخه في 19 ربيع الثاني 1262 هـ [20] ، ويوجد على النسخة خط وكتابة للشيخ حسن بن أحمد المحسني الأحسائي، كما دون على صفحات النسخة تاريخ وفاة السيد إبراهيم بن السيد حسن الحكيم في تاريخ 25 ربيع الثاني 1262 هـ [21] .
- ملتقطات الدرر من لج دأماء هجر: الشيخ حسن بن الشيخ أحمد بن الشيخ محمد المحسني الأحسائي، وقد فرغ من نسخه وكتابته في فترات مختلفة جزء منه في 19 ربيع الآخر من سنة 1262 هـ ، وقسم آخر 16 جمادى الأول سنة 1263 هـ إلى «ص 107»، و18 جمادى الأول 1264 هـ إلى «ص 116» [22] .
- متفرقات: الشيخ حسن بن أحمد بن محمد بن محسن المحسني الهجري الأحسائي «القرن الثالث عشر»، وقد انتهى من كتابته ونسخه ضمن المجموع الخطي انتهى من بعض أجزاءه في 19 ربيع الآخر من سنة 1262 هـ ، في آخر النسخة بيتين منسوبة لابن سينا، كما يوجد في آخر النسخة تاريخ وفاة السيد إبراهيم بن السيد حسن الحكيم بتاريخ 25 ربيع الثاني 1262 هـ [23] .
- شرح الكافية: الرضي الدين محمد بن الحسن الأستر آبادي، وهو موجود في النجف الأشرف [24] .
الشيخ حسن بن محمد المحسني
«توفي قبل 1260 هـ »
الشيخ حسن بن الشيخ محمد بن الشيخ حسن بن الشيخ أحمد بن الشيخ محمد المحسني الأحسائي الفلاحي.
عاش في مدينة الفلاحية التي عاشت فيها الأسرة، ونشأ وترعرع في أحضان بيت علم وأدب، فكان لهذه النشأة أثر على شخصيته العلمية وصقلها.
ذكره الشيخ هادي آل باليل في «الياقوت الأزرق»، فقال: >الشيخ حسن بن الشيخ محمد المحسني الفلاحي..له آثار تدل على علمه وفضيلته، رأيت وثيقتين شرعيتين كتبهما في «الفلاحية»، سنة 1319 هـ ، وسنة 1321 هـ ، يظهر فضيلته من كيفية تحريره ومراعاته للقواعد العلمية، وخطه في غاية الجودة، ونقش خاتمه «ريحانة محمد حسن 1306» [25] .
أنتقل إلى جوار في مدينة الفلاحية قبل 1360 هـ [26] .
الشيخ سلمان بن محمد المحسني
«1281 - 1341 ه»
نبذة عن حياته [27] :
الشيخ سلمان بن الشيخ محمد بن الشيخ حسن بن الشيخ أحمد بن الشيخ محمد المحسني الأحسائي الفلاحي، فقيه ومجتهد، وأديب شاعر، ولد في بيت علم وفقاهة في ليلة العاشر من محرم الحرام سنة 1281 هـ ، في الفلاحية، وفيها تلقى أوائل علومه على أبناء أسرته، وعلماء المحلة [28] .
أساتذته:
هاجر إلى النجف الأشرف للتزود الديني فحضر على كبار علمائها منهم الشيخ محمد طه نجف، وغيره، إلا أنه خفيت عنا أسمائهم.
وفاته:
وافته المنية في الفلاحية من بلاد فارس، في 15 جمادى الأولى عام 1341 هـ [29] ، ونقل جثمانه إلى النجف الأشرف ودفن هناك.
شيخه في الإجازة:
- الشيخ محمد حرز الدين النجفي «ت 1365 هـ »، صاحب «معارف الرجال» [30] .