عاشوراء والتكافل الاجتماعي
يحل هذا العام شهر محرم الحرام مختلفا عن بقية السنوات بسبب إستمرار جائحة كورونا وخوفا على صحة الناس قامت الجهات المختصة بالتشديد على ضرورة التباعد الإجتماعي وإحياء مراسم العزاء بعيدا عن التجمعات كبيرة العدد بحيث لاتزيد عن خمسين شخص مع الأخذ بالإحترازات الوقائية من تعقيم المكان ولبس الكمام وترك مسافة لاتقل عن مترين بين الشخص والآخر وقياس الحرارة عند الدخول ويستثنى من الحضور كبار السن والأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة بسبب ضعف مناعة هؤلاء الأشخاص.
البعض أقامها بشكل حضوري مع الأخذ بعين الإعتبار هذه الإجراءات الوقائية والبعض الآخر أحياها عن طريق قنوات التواصل الإجتماعي بإستخدام اليوتيوب أو الأنستجرام وغيرها من هذه الوسائل.
وكما هو معروف تقام سنوياً المآتم الحسينية مع توزيع بعض الأطعمة كبركة عند فراغ المجلس والبعض الآخر اختص بتوزيع الرز المحموص مع اللحوم وعادةٌ تكون هذه التوزيعات من مال أصحاب المآتم أو عن طريق تبرعات بعض فئات المجتمع أو تكون من الأوقاف الحسينية الخيرية...
نقف هنا ونلاحظ مع الإجراءات الإحترازية أخذ التوزيع شكلاً مختلفاً أو انعدم...
نحن كمجتمع محب للخير ومساعدة الآخرين ودائمًا سباق للتطوع ومساعدة المحتاجين!!
لماذا لايتبنى بعض الخطباء أو إحدى الجمعيات الخيرية أو بعض أفراد المجتمع الخيرين فكرة تحصيل هذه المبالغ المخصصة للمراسم وتوزيعها على الفئة المحتاجة المتعففة والمتضررة من الجائحة والتي بسببها توقفت أعمالهم ومصدر أرزاقهم ومساعدتهم بطريقة أو أخرى كدفع إيجار المسكن أو تسديد فواتير الكهرباء والماء أو توزيع بعض الكوبونات لسد إحتياجاتهم من المؤونة الغذائية والخضار والفواكه وبقية إحتياجاتهم من الحياة المعيشية المهمة لهم، أو من الممكن مساعدة طالب محتاج أو يتيم على إكمال دراسته الجامعية وأيضا من الممكن تخصيص مبلغ لطلاب الثانوية المحتاجين لدفع رسوم اختبار القياس والتحصيلي..
كل هذا لن يكلف الفرد لو تضامن المجتمع وتبنى هذه الفكرة... لأن المنبر الحسيني منبر يقوم على مبادئ إنسانية مثل العلم والجهاد والمعرفة والأخلاق والقيم الإنسانية لامنبر للطعام..
وإن ثورة الإمام الحسين ثورة معطاءة متخذين فيها الإمام الحسين قدوة كقيمة وفكر وعلاقته مع جيرانه ومجتمعه وكيف يعمل لمساعدتهم...
حمى الله وطننا من الأمراض والأوبئة وإن شاء الله ستعود السنوات القادمة بأفضل حال ومجتمع سليم متكاتف.