مع شخصيات الفكر والادب - المدربة نعيمة عبد الأمير آل حسين «4»
تجربتي في عالم الكتابة:
تعتبر الكتابة من المواهب التي تحتاج إلى تنميتها بالدراسة والقراءة واستمرارية الكتابة وكثيرون يملِكون هذه الموهبةَ الجميلة ولكن لا يُعطونها حقَّها فتضيع، لذلك فقد ساعدني على الكتابة امتلاك موهبة الكتابة منذ الصغر وظهرت تجلّياتها في مادة الإنشاء أو التعبير كما كانت تسمى في المرحلة الابتدائية والمتوسطة إلى أول ثانوي، فعندما كنت أكتب موضوعاً إنشائيا ًفي المدرسة في بعض الأحيان أحصل على الدرجة الكاملة وكنت أكتب لمعظم زميلاتي موضوعات الإنشاء، ومن ضمن الذكريات اللطيفة مع صديقاتي في هذا الجانب كنتُ أتعامل معهنّ بأسلوب المقايضة، بحيث أكتب لهنّ واجب التعبير وفي المقابل يرسمن لي واجب حصة الرسم ويُنجزن لي حياكة القطع للحصص الفنية هكذا كانت عقليتي حينها نفعية، إذاً فحصص الإنشاء هيأت لي الأرضية المناسبة لتفتّح لذيّ القابلية والملَكة بالإضافة إلى تراكمات القراءة والاطلاع، فمن أراد تقوية وتفعيل هذه الملَكة في نفسه ىجب عليه القراءة والمطالعة للكتّاب وللأدباء المرموقين فقراءة الكتب الجىدة يساهم في صقل الملَكة.
لأن عالم الكتابة قائم على إلزام النفس بجدول صارم للقراءة وللاطلاع للاستفادة من الأوقات بشكل أفضل، لأنه إذا لم ىكن هناك إلزام للنفس لم أكن موفّقة لإنجاز بعض الكتب المطبوعة «وما يقارب 60 مخطوطة» تحتاج فقط إلى المراجعة والتدقيق ومن غىر الممكن أن أُنتج هذه الكتب من دون برنامج مُنَظّم.
والأهم في ذلك لمن أراد الحصول على التوفيّقات الإلهية والنجاح في عالم التأليف والكتابة ينبغي علىه التحديد أولاً، من هو المخاطَب الذي يريد أن يكتب له مضمون أو محتوى كتابه؟ أو مواضيعه؟ أو دروسه؟
ولماذا يجب أن نحدد الأشخاص الذين نكتب لهم؟
لتكون كتاباتنا موجهة لشخص نعرفه ونعرف احتياجاته فنكتب له ومن أجله ليكون محتوى الكتاب وأسلوبه مناسباً للتأثىر فيه أو يجد فيه ضالته، إذاً من الأهمية الالتفات والاهتمام العمىق والدقىق إلى مشاكل الناس وآلامهم النفسىة، لاسيما المشاكل الأسرية، فإذا تحرّكنا في هذا المسار وكانت كتاباتنا تعكس مشاكل المجتمع وآلام الناس وتضمّنت قواعد أو استراتيجيات بطرق علاجها وإيجاد الحلول لها بشكل سلس ومبسط وبما يتناسب مع تلك المشاكل أو التحديات التي تواجههم، فإنها ستكون محطةً للرجوعٍ إليها وللاستفادة منها وقد تكون مرجعية لهم.
لذلك إن محتويات ما وفقتُ في إنجازه من الكتب المطبوعة والمخطوطة ماهي إلا حصيلة لتلك الخبرات الحياتية وتراكمات القراءة والاطلاع وخلاصة لبعض الاستشارات التي وردت عليّ طوال هذه السنوات، فكلما برزت على الساحة الاجتماعية بعض المشاكل وأصبحت شبه ظاهرة سلبية جهزتُ نفسي للبحث في أسبابها ودوافعها لأضع لها العلاج بمقدار ما يوفقني ويعينني الله عليه، فأبدأ في طرحه أولاً كمحاضرات ودروس في الحوزة ثم يتحول إلى كتاب وهكذا هي معظم كتبي ما هي الانتاج كل ذلك
عزيزي القارئ حتى ىُكتب لك النجاح والتوفيق والسداد والقوة في التأثير، هناك لفتة مهمة جداً يحتاجها كل كاتب أو محاضر ينبغي وضعها بعين الاعتبار، وذلك عند الحديث مع الناس عبر الكتاب أو من خلال المحاضرات بأسلوب سلس وسهل لماذا؟ لأن مهارة القدرة على التبسيط تعتبر من المواهب الإلهية والنعم الربانية ﴿وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ﴾.
وفي المقابل أيضاً يجب عدم الغفلة عن البعد الإيماني والأخلاقي والإنساني في الكتابة وغيرها لأنّ الكاتب مهما كان مقتدراً وعالماً وماهراً فلا بدّ أن ىعىش حالة التوكّل على الله تعالى وتفويض الأمر إلىه وطلب المدد منه بالتوفيق والسداد، بتحري الدقة والانتباه بأن لا يقع في أخطاء كبيرة فيها سوء تقدير أو فيها أوهام تؤثر سلباً على حياة الناس، مع العلم أنه لا ىمكن أن ىسّلم كتاباً من بعض الأخطاء البسيطة إلا ما رحم ربي، لذا لا ينبغي له أن يكتب إلّا بما يعتقد ويقتنع به وبما يُرضي الله.
وبالنسبة لتجربتي في الكتابة عندما أُنجز كتاباً أعرضه قبل نشره على بناتي الحبيبات المبدعات «منى الخاتم، وفكرية الصفار، وإبني الحبيب هادي آل سيف» ليضعوا ملاحظاتهم عليه وكنتُ ومازلتُ أهتم بتلك الملاحظات ونقدهم البنّاء، ثم أطلب من أحد أخواني المشايخ الأفاضل والكتّاب لتقييمه وتقديمه على سبيل المثال وليس الحصر، يهمني كثيراً رأي سماحة الشيخ الدكتور الكاتب الأخ العزيز عبد الله أحمد اليوسف حفظه الله وأهتم بكل ملاحظاته وتوجيهاته فكلي شكر وامتنان لكرم أخلاقه ونبلها لدعمه وتشجيعه «فأعقل الناس من جمع عقول الناس إلى عقله» وفي سياق هذا الفهم جاء تأكيد الأنبياء والحكماء على ضرورة تزكية النفس وصقلها بالعلم والحكمة كأمر أساس فكلما صلح واستقام عالمنا الداخلي انعكس على عالمنا الخارجي «كل إناء بما فيه ينضح» وهذا يتطلب معرفة النفس أولاً «فمن عرف نفسه فقد عرف ربه» «ومن عرف نفسه كان لغيره أعرف» فاعرف من أنت؟ وماذا تريد؟ فهناك نخبٌ رائعة ومبدعة من الكتاب والمفكرين والأدباء الذين أثروا بإبداعاتهم وساهموا في تصويب مسيرتنا الثقافية والأدبية والفكرية وهي مشجعة لنا لكي نأخذ دورنا في المشاركة والإبداع بالكاد هذا حلم الكثير من المثقفين بأن يكونوا في طليعة حاملي شعلة الفكر والعلم والأدب والثقافة، ليكون لهم دور ريادي في المجتمع بسلامة الفكرِ ومنهج التفكير لتتسع وتسمو دائرة الحياة الطيبة، لتنير للأجيال القادمة طريقها الممتد طويلاً في أفق الزمان، فالثقافة والفكر والأدب منبرٌ فضاؤه واسع ويمتاز بمساحة واسعة من الحرية المسؤولة والمنضبطة ونسأل الله التوفيق للجميع.
قالوا عنها:
هذا الاستطلاع عبارة عن مبادرة من الأستاذة منى أحمد الخاتم وهي من الشخصيات التي رافقت الأستاذة نعيمة آل حسين «أم أحمد أل سيف» في مسيرتها التطوعية ما يقارب 25 سنة.
جمعت أراء بعض الشخصيات تحت عنوان ماذا قلوا عن أم أحمد..
لكل معلم وحكيم ومفكر عظيم رسالة كونية قد تحمل بين أسرارها مفهوم «من عرف نفسه فقد عرف ربه» فتستعرض لنا مملكة سمائية مميزة، التي من شأنها أن تُفعّل قدرتنا الفطرية على السعادة والنجاح وكذلك الحب اللامشروط والجمال والسلام الداخلي والابداع..
ومن باب أنها شخصية مثقفة جداً.. مرّت بالعديد من التجارب وطرق تطوير الذات المختلفة التي انعكست على شخصيتها إذا تشهد لها الكثير من الشخصيات المجتمعية بالصدق والأمانة ونبل الأخلاق وقدرتها العجيبة على التعاطي مع جميع الطبقات، فضلاً عن التطورات الكبيرة التي حدثت لها على مستوى خارجي وداخلي اخترقت فيه كل الظروف وأقامت لها منهجية خلاقة، لم تستأثر ذلك لنفسها فقط بل نشرتها بين أبناء مجتمعها، ولاحظها القاصي والداني ممن عرفها فرسمت لها خارطة متقنة بتوفيق إلهي سهل لها السير على خطوط تطبيقية للعملية الداخلية لتحول الذي اختبرته من خلال اختزال تجاربها فصاغتها منهجاً تتحدى به المقدمات لتصل إلى النتائج الناجحة ولتحتدي به الأجيال القادمة بخطى ثابتة وبدون تردد..
فهكذا كانت قراءتنا لهذه الشخصية المفكرة والكاتبة المتميزة.. التي تتسم حياتها بالعطاء والإلهام وحبها لخدمة مجتمعها..
ولنا أن نسعى لتقدير مختلف عن شهادات التقدير.. نقدمها خجلاً في كلمات ذهبية لسيدة العطاء / نعيمة آل حسين.. الشخصية التي طالما تميزت بالإيجابية واتسمت بسلام داخلي بسعيها لإدخال السعادة والرضا في حياة الآخرين بشهادة الكثير من الشخصيات التي لامست فيها كل تلك الحقائق وإليكم بعض ما سطرتها الأقلام في حقها:
1. بحكم تاريخها العريق في النشاط الثقافي والخدمة الاجتماعية ومواهبها المتعددة، فالأستاذة الفاضلة نعيمة آل حسين، تعد بحق من الكفاءات والطاقات النسائية البارزة والمؤثرة في الساحة الاجتماعية في المجتمع القطيفي، والتي سجلت بأعمالها ومشاركاتها المتنوعة على مدار عقود من الزمن حضوراً فاعلاً وحركة نشطة في كثير من مواقع العمل الخيري والخدمة الاجتماعية.
ورغم أنني لم ألتقي بالأخت الكريمة والأستاذة الفاضلة أم أحمد إلا قبل سنة وبضعة أشهر، إلا أنه ومن خلال بعض المواقف والاتصالات التي جرت بيننا، فقد استطعت التعرف على شيء من ملامح شخصيتها الفذة، وبعض من صفاتها النبيلة.
فالأستاذة نعيمة صاحبة همّة عالية، وروح إيجابية، ونفس معطاءة، وأهداف كبيرة، وعقلية واعية.
وهي إلى جانب ذلك تمتاز بنيّتها الخالصة، وأخلاقها العالية، وتعاملها الراقي، وتواضعها الجم، ونشاطها الدؤوب، وأسلوبها المؤثر في التوجيه والإرشاد.
سماحة الشيخ صالح ال إبراهيم «مدير مركز البيت السعيد بصفوى ومرشد اسري»
2. صاحبة الخصائص المتعددة
تتميز الأستاذة الفاضلة/ نعيمة آل حسين حفظها الله تعالى بخصائص ومميزات عديدة، ومنها: تفانيها في خدمة قضايا المجتمع من خلال المشاركة في العمل الخيري، حيث شاركت ولا تزال في جمعية تاروت الخيرية لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن، والانخراط في العمل التطوعي في كل روافده ومناشطه الفاعلة التي تساهم في النهوض بالمجتمع.
ومنها: أنها معلمة ومربية فاضلة، حيث كانت - ولا تزال - تدرس وتعلم في عدة حوزات نسائية لسنوات طويلة، وتقيم كذلك الورش والحلقات التثقيفية والتعليمية، وقد استفاد من عطائها العلمي نخبة من بنات المجتمع، ولم تكتفِ بالتعليم والتدريس، بل كان لأسلوبها التربوي وشخصيتها المتزنة والملتزمة الأثر الفاعل في تنشئة الجيل الجديد ممن استفدن منها وتتلمذن على يديها.
ومنها: أنها كاتبة قديرة ومبدعة، خصوصاً في مجال قضايا الزواج والأسرة، وتنمية الشخصية، وقد رفدت المكتبة العربية بعدة كتب مفيدة في هذا الحقل الأسري والتربوي المهم.
هذه الأبعاد المتعددة لهذه الشخصية النسائية المتميزة تكشف عن مدى إخلاصها وحبها لمجتمعها، حيث كرست حياتها في كل ما يخدم المجتمع ويساهم في تطويره وتنميته وتقدمه، وقدمت خدمة المجتمع على ما عداه من أمور شخصية.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يطيل في عمرها، وأن يكتب ذلك في صحائف كتابها، ويجعله في ميزان حسناتها، ويضاعف لها الأجر والثواب بحق محمد وآلة الأطهار. سماحة الشيخ عبد الله أحمد اليوسف
3. أم أحمد من الشخصيات التي عاصرتها لأكثر من 20 سنة وهي من الشخصيات التي تتميز بالعطاء والبذل المادي والمعنوي، فنجدها متواضعة مع الجميع على رغم مكانتها، أيضاً نلمس طموحها اللامحدود في شغف العلم فهي تطبق القاعدة أطلب العلم من المهد إلى اللحد فقد كانت تشترك في الكثير من الدورات للفائدة وتنوع العقول ولتشجيع من يعطي هذه الدورات.
وتشارك في كثير من الحوزات لتقدم الدروس فيها ولا تتوانى في تقديم أي خدمة تطلب منها فهي محطة لقضاء الحاجات رغم أنها لم تكن موظفة إلا أنها كانت تعطي بسخاء ودون تردد لمن يطرق بابها بل تغدق بما تجود به نفسها الكريمة ما وسعها ذلك وقد شاهدت ذلك بنفسي.
وأيضاً في الاستشارات تعتبر من الرائدات في حل المشكلات الزوجية وإصلاح ذات البين وقد اشتركت معها في إصلاح بعض المشكلات الزوجية وأنا شاهدت تمكنها ونجاحها المتميز في ذلك، ونجد لها دوراً رائداً في لجنة كافل اليتيم ثم في إدارة اللجنة النسائية واستقطبت كثير من الفتيات للعمل الاجتماعي والانخراط في مجال العمل الخيري والتطوعي وتتميز بالقدرة على ابتكار كثير من البرامج والتطوير في المجال الاجتماعي مما أثرى جزيرة تاروت الحبيبة..
ولا زالت إلى الآن تخطط وتفكر وتعطي بكل حب وإخلاص وتجدد في أفكارها وتنوع في طرق عطائها، وأخيراً أتمنى أن يوجد مثل هذه الشخصيات في مجتمعنا من أخواتنا اللاتي يمتلكن مهارات وقدرات وأن يحتذين حذوها وأن يسيروا على نهجها الفاعل ليسجلن بصمات رائعة وثابتة في خدمة المجتمع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شفيق آل سيف «رئيس مركز زهور المستقبل بجمعية تاروت»
4. قد أجد صعوبة في الحديث عن شخصية الأستاذة، خصوصاً من وجهة نظر أبن من أبنائها... هنا شهادتي مجروحة في ذل، ولكن في هذا الموضع أصف مشاعري كأبن في أمه، قد لا أبالغ إذا ما صرحت بأن جزء كبير من شخصيتي وما تأثرت به هو من أمي، يمكن أن أقول إن أبي رسم معالم شخصيتي الأساسية وأمي ملأت تفاصيلي، أقبلت على هذه الحياة وأنا في حضن أم تجمع بين العاطفة والعقل... والإرادة والتأثير، من أهم ما هو بوجداني حول الأستاذة/الأم هو ما معنى أن المرأة نصف المجتمع، ما معنى أن تلعب المرأة دوراً في الحياة على صعيد الأسرة والمجتمع والعالم، قد يكون تعليم وتثقيف ووعي رجل، هو تغيير فردي لشخص، لكن تغيير وتعليم وتثقيف ووعي المرأة هو تغيير لأسرة ومجتمع والعالم.
تعلمت من أمي، معنى أن تكون ذا نفع وأثر في نفسك، أسرتك، مجتمعك، وطنك، كيف تكون أكثر إنسانية، ومحبة ووعي، تعلمت منها معنى أن تكتسب علماً وثقافة، وتكون ذات علاقة بما يجري في عالمك، وملاصق للواقع وبدون عزلة أو الانفصال عن الواقع وتيار الحياة وتحولاتها.
ابنك/ هادي آل سيف «كاتب»
5. الأخت أم أحمد من الصعب أن أتكلم في حقها في سطر أو صفحة ولكنني سوف أختصر الكلام حيث أني عملت مع الأخت أم أحمد أكثر من عشرين سنة وكانت البداية في الدورات الصيفية التي كانت تقيمها جمعية تاروت الخيرية، ممثلة في روضة الطفل السعيد فقد كانت أم أحمد هي المسؤولة المباشرة عن هذه الدورات وكما تعلمون بأن المعلمات كلهنّ كنّ يعملن متطوعات بدون مقابل، فكان تجميع المعلمات وفي فترة الصيف ليس بالعمل البسيط فكانت أم أحمد هي الأخت لجميع المعلمات وكانت تغطي بعض الأحيان النقص الذي ينتج عن غياب بعض المعلمات، وكانت بالنسبة للطالبات الأم الحنون.
كما عملت مع أم أحمد في إنشاء اللجنة النسائية وقد أخذت على عاتقها تشكيل عمل فريق من المتطوعات في جميع اللجان الموازية للجان الجمعية، كما كان لها اليد الطولى في تشكيل لجنة إصلاح ذات البين في الجمعية ومنها إقامة الهاتف الاستشاري والذي مازال يعمل لجمعية القطيف الخيرية..
حقيقة أم أحمد تعتبر من الشخصيات الاجتماعية الفاعلة في المجتمع رغم أنها زوجة وأم ومع ذلك لم يمنعها هذا عن خدمة المجتمع في جميع المجالات الاجتماعية، كما تمتاز أم أحمد بالأخلاق الفاضلة والإخلاص في العمل وحب المجتمع وحل المشاكل الاجتماعية بهدوء وبعيد عن صخب الإعلام، فقد كان هدفها رضا الله سبحانه وتعالى.
فهي تعد من الأخوات النادرات في المجتمع لذلك أتمنى من جميع الأخوات اللاتي يعملن في العمل الاجتماعي أن يقتدين بها لأنها مدرسة في هذا المجال، فهنيئاً لها هذا العمل أسأل الله أن يتقبل منا ومنها صالح الاعمال وأن يجعله في ميزان حسناتها.
أبو علي المرهون «رئيس لجنة التكافل الاجتماعي بجمعية تاروت الخيرية»
6. هي أشبه بالرواية التي استمتع بقراءة فصولها.. عرفتها منذ 10 سنوات، أبهرني فكرها وأخلاقها وجمال قلبها، فوجدتُ فيها ما أبحثُ عنه.. أحسست أنها ستكون ملهمتي وقدوتي، وبالفعل تعلمتُ منها الكثير والكثير، عشتُ معها أجمل مراحل حياتي، وجمعنا حب العمل التطوعي والتطوير وبناء المجتمع. هي مصدر الإبداع والتميز والعطاء والتفاني والإخلاص، نحن نفخر بها وبأمثالها ممن يسعى للنهوض بالمجتمع والتحفيز على التغيير، ليخلق جيل متوازن مبدع يواجه التحديات بثقة ليصل إلى الاستقرار والنجاح.. نسأل الله أن يحفظها، ويوفقها لتكمل مسيرة العطاء في صحة وعافية.
فكرية الصفار «نائبة رئيسة اللجنة النسائية بجمعية تاروت - مدربة في تطوير الذات»
7. إن المجتمعات تنمو وتزدهر بثقافة ووعي الشخصيات القيادية التي حملت على عاتقها مسئولية نشر الوعي وخلق جيل رسالي، وهذه السيدة الفاضلة وبدون مبالغة شخصية استثنائية، لأنها تملك من دماثة الخلق ورجاحة العقل وحسن المنطق ما يجعلها تمتلك القلوب بسهولة، بالإضافة لتواضعها الجم مع الصغير والكبير، ومرونتها في التعامل التي هي أساس في تكوين الشخصيات المؤثرة.
وللسيدة أم أحمد لغة ممزوجة بالحب عندما تخاطب الآخر فهي دائماً تسبق عباراتها بكلمة حبيبتي.
ورغم قصر المدة التي عملت بها معها في لجنة أنوار القرآن إلا أنها بقيت في ذاكرتي كشخصية لا يمكن محوها من الذاكرة.
ا. انعام السبع «مدربة ومديرة مركز أنوار القرآن»
8. الأستاذة نعيمة: عرفتها منذ أن كنت في المرحلة المتوسطة إلى أن فرقتنا الظروف لمدة ما يقارب 10 سنوات، بعد ذلك اجتمعت معها في عمل اجتماعي تطوعي استمر عدة سنوات، رأيت فيها الإنسانة التي تحمل بين طيات قلبها الحب والود للآخرين، وتقدم كل ما في وسعها لخدمة المجتمع، حتى لو كان على حساب نفسها.
عندما نتعامل معها تعطينا من حنانها وعطفها كما تعطي الأم الحنون لأبنائها، هذا العطف المتميز عام للكبير والصغير.
الأستاذة نعيمة: تتميز بشغفها للثقافة والاطلاع وحبها للعمل التطوعي، نحن نستمد منها الاستمرار والمواصلة والمثابرة على الأعمال التطوعية.
الأستاذة نعيمة: هي منبع الحب والتفاني والعطاء، لو نستنسخ من نعيمة شخصيات اجتماعية لأصبح المجتمع بخير، دمت بصحة وعافية ولا حرمنا الله منك.
مريم العيد «استشارية اسرية»
9. ورد في المأثور عن الإمام علي قوله: «أغبط الناس المسارع إلى الخيرات»
أبدأ كلماتي بكلماتِ سيدة العطاء قلب تاروت النابض بالحياة بعد كلمات أمير المؤمنين :
من الرائع أن تُترجم حُبّك للخير إلى نيّة جادّة لأدائه، وتُترجم نيّتُك إلى عملٍ صادقٍ.. وتُترجم عملك إلى مشروعٍ خيّري.. فما قيمة حبٍّ؟؟ لا تلحقه نيّة؟؟ وما قيمة نيّة؟؟ لا تتحوّل إلى عملٍ؟؟ وما قيمة عمل؟؟ لا يتحول إلى مشروع؟؟ فما أروع روح الإنسان عندما ينطلقُ بفكرهِ وضميرهِ ووجدانه ليتجاوز حدود ذاته، ليُساهم في غرس وترسيخ القيم والأخلاق الإنسانية في فضائهِ الفكري والاجتماعي ليحقق مفهوم الوحدة.. والتكامل في مجالات العمل الاجتماعي التطوعي..
هذه بعض كلماتها التي تسّتحق التأمل لكل سالك يبحث عن التكامل في العمل الاجتماعي التطوعي..
كم كنتُ أبحثُ في أعماقِ الحياة عن فلسفةٍ عميقةٍ، هي في عمق المعاني الإنسانية، وقفتُ هُنيئة لأستنطق الكلمات لأستكشف عالمها، نظرات من عينين شعا بالحيوية والحب لمواصلة الطريق في خط الرضا والعمل والسعي والتحدي والتربية، حركات وإشارات هنا وهناك كانت لها بصمة في عالم القيم..
ابنتي.. قلبي.. نحن في عملٍ عبادي.. لم نعمل من أجل المال المصلحة العامة حق الآخرين.. وعندما ألومها على صرفها من مالها الخاص تردد «اللهم أعطِ كل منفقٍ خلفاً».
أدهشتني لأول مرة شاهدتها، انتابني إحساس أنها غير البشر كلماتها منتهى الحكمة..
تنصب بدقة ورقة وحنو واحتواء، عجبت لأول مرة ألتقي بإنسانة ملاك..فنانة في التعامل، في الأخلاق.. في الكلمة، ومع الوقت وجدتها داخلي بكل ما تحمل من قيم ومبادئ..
والآن بعد أن أمضيت أعواماً من الزمن معها، أصبحت منهاج يُدرس ويُطبق لكل من يسعى ويبحث عن سر الحياة..
أتتبع خطواتها في كل شيء حتى لا أستطيع أن أنفك عنها ولو لوهلة فإذا بي أتكلم بلسانها وأخط بقلمها واحذوا خطواتها، معي وإن غابت لحظات.. فأنا على يقين أنها في فنايا مكتبتها في مسامرة مع القلم والكتاب فهذا هو غرامها، لتكتب وتكتب فكرها، قيمها ومبادئها.. دُرّها المكنون.. أو أنها تلبي نداء الواجب الرسالي إصلاح ذات البين.. أو ربما في استشارة لقضية إنسانية اجتماعية لتكون بلسم ودواء.. توجه وتنصح وتحفز.. كم هي اللحظات ثمينة وهي ترافقني.. دائماً تشعرني إنّي القائد.. نحن تحت أمرك حسب خطتكِ.. أهم شيء تنجزي أولاً.. أمي نعيمة كبيرة أنتي في داخلي.. أقول شكراً لمن علمتني فن الحياة.
أستاذتي ماما نعيمة تعجز المقدمات في وصفك.. وتحار الكلمات أيها يليق بكِ وبعطاءكِ اللامحدود..
وها أنا اليوم أقف لأنحني للأم.. المربية.. القائدة الناجحة.. لمن بذلت وضحت وسهرت في سبيل أداء رسالتها الانسانية، ولتكون أنموذجاً فريداً وقدوة يحتذى بها في عالم العمل الاجتماعي التطوعي الخيري لكل الأجيال القادمة..
زينب المرحوم «المنسقة الإدارية في جمعية تاروت الخيرية»
10. الخالة أم أحمد جسر السعادة والأمل... هي ليست عبارة عاطفية وإنما هي الاسم التعريفي المستحق الذي يجب أن يكتب في هويتها الرسمية....
فما أن تجلس تلك السيدة قبالة الهاتف الاستشاري لتصغي لهموم المجتمع بكل أطيافه تكون قد احتضنت المجتمع بهمومه.
فلقد فُطرت على محبة الناس وكأن العهد الذي بينها وبين السماء هو أن تسعد البشر.
إنّ استعارة الكلمات الجميلة في حق أم أحمد قد لا يوفيها حقها وتبقى مناقبها أكثر ما يوفيها حقها
ففي الوقت الذي كان الأب يبعد الآلاف من الأميال عن فلذتين من فلذات كبده وبين إصرار طليقته على أن تعيدهم للوطن وبعد محاولات غير ناجحة لكتيبة من المختصين في أقناع تلك السيدة بأن تعيد رسم الفرحة على الأب والبنات ظهرت أم أحمد للساحة من خلف الصفوف والنور من وجهها وإيمان من قلبها يضيئان لها دربها ويقال إن من البيان لسحر وهذا ما حدث فما هي إلا أيامٌ قلائل حتى نامتا الطفلتين في أحضان الأب، فيبدو بأن نبرتها الهادئة تعطي مفعولاً سريعاً في كيمياء الطرف الآخر تجعله يخنع ويخضع ويستجيب سريعاً.
لا غنى لمجتمعنا عن هذي السيدة الرائعة ونسأل الله أن يطيل في عمرها ويمدها بالصحة والعافية.
أعضاء الهاتف الاستشاري «خيرية القطيف»
11. في جزيرة تاروت تسكن روح نابضة بالحب والعطاء وتحمل لكل من يعرفها نعيم الأمومة.. لم تكن تحتضن بين جنبيها قلب إنسان عادي بل روح ملاك في أسمى صور الإنسانية وأقدسها.
في ابتسامتها ودعائها ويدها الكريمة شفاء لكل معلول.. تجاوزت قمم الجزيرة وبحارها وخضرتها لتغطي مساحة أوسع فكانت ظلاً وأماناً كشجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء.. لم تكن تبحث عن الشهرة ولم تنتظر الشكر والجزاء فنفسها أكرم من أن تدنو لهذه المغريات..
إن لم تر النهر فهي نهر جار عذب مذاقه ولا يتوقف عن الجريان حتى وإن داهمته الصخور والعقبات.. هكذا هي أم أحمد نعيمة التي تحمل صفات الجنة ونعيمها.. فهنيئا لكل من أحبها ونهل من معارفها وعلمها ما يحمله زاداً لمسيرة حياة سعيدة وآخرة أسعد..
د. أمل ال خاتم
12. مِن أكثر الصفات الإنسانية نبلاً وعظمة هو العطاء بلا مقابل.. وهذا ما جسّدته الأخت الفاضلة نعيمة أم أحمد أعطت وأعطت للمجتمع كل ما تملك من وقت وجهد وصحة وراحة وإيثار، لأجل أن يرتاح أهل بلدتها ولأنها تؤمن بما ورد: ”مَن أيقن الخلف جاد بالعطية“ وحقاً إنها جادت بروحها وراحتها لا تريد من ذلك إلا وجه الله عز وجل.. إضافة إلى ما تملك من خُلُق رفيع وطيبة قلب وحنان منقطع النظير مما جعلها محبوبة عند الجميع، أسأل الله أن يزيدها توفيقاً ورفعة وشأناً.
ا. جواهر المختار «مديرة حوزة أم البنين»
13. المعلمة صاحبة الشخصية الجاذبة
ضربت المعلمة الأستاذة/ نعيمة آل حسين «أم أحمد» باعتبارها إحدى الأخوات المعلمات في حوزة الزهراء بالحلة في القطيف لسنوات طويلة أروع الأمثلة في التحضير الجيد للدروس التي كانت تلقيها، والالتزام بالوقت حيت لا تتأخر عن الوقت المحدد لها، وهو ما جعل الطالبات يقبلن بشوق ورغبة شديدتين على الحضور لدروسها، والتفاعل معها، أضف لذلك جاذبيتها الشخصية التي جعلتها محل احترام وإعجاب لكل من تتلمذ عندها أو اغترف من علمها أو جالسها وتعرّف عليها.
وثمة نقطة أُحب التنويه لها: وهي أنها كانت تدرس عندنا لسنوات عديدة قربة إلى الله تعالى، وعن تطوع ورغبة في الأجر والثواب، وكانت ترفض أن تأخذ مقابلاً مادياً لقاء تدريسها، وهذا يؤكد شدة إخلاصها وأن عملها لله وحده، فلها منا كل الاحترام والتقدير والامتنان على ما بذلته من مجهود وجهد كبيرين، وأما كلمات الشكر فهي قاصرة عن إسداء المعروف والإحسان إليها، ولكن أجرها عند الله تعالى عظيم وعظيم.
1. أم جعفر اليوسف «حوزة الزهراء النسائية بالحلة»
14. امرأة جمعتْ تحتَ عباءتها الزينبية الكثيرَ من الخصال، حكيمةٌ، حليمة، كريمةٌ، خدومة، باسمة وحنونة، رفيقةٌ لكلِ الأعمار تنثرُ بذورَ المحبةِ اينما حلَّتْ وحيثما وُجِدتْ، تجلبَبتْ الإيمان والتُقى واتشحتْ العطاءَ والتواضع أم أحمد،، في الحديثِ معها تكون مُصغيةً ممتازة لما تقولين وفي التعاطي معها في شؤون العمل المشترك تحتويكِ بهالةٍ من الاحترام والتقدير تشعركِ بالخجل، لأنها الأجدرُ بكل الاحترام والتقدير.
من أنصع الصفحات في تاريخ العمل الخيري النسائي التابع لجمعية تاروت.
حميدة علي المعاتيق «مديرة روضة الطفل السعيد»
رأي المدربة الاستاذة نعيمة في مبادرة «مع شخصيات الفكر والادب»
في الكثير من الأوقات تتزاحم جملة من التساؤلات على قلوبنا وأرواحنا قبل عقولنا، لاسيما عند رحيل شخصية من مجتمعنا عُرفت بعطائها الثقافي والفكري والأدبي، أو شخصية نذرت حياتها قلباً وقالباً في ميادين الخير المتعددة وبذلت من نفسها ومن وقتها ومن فكرها ومالها للارتقاء والنهوض بمجتمعها ونحن لا نعرف عنها شيئاً إلا بعد مماتها، ولم تتاح لنا الفرصة للتعرف عليها، مما يولدّ لدينا الحزن والألم ويترك غصة في قلوبنا.
ومن ضمن تلك الأسئلة ماذا لو؟
استبدلنا هذه العبارات من صفحاتٍ مضيئة من حياة:
الراحل، الراحلة، المرحوم، المرحومة..
بإضاءة صفحاتهم، وإضاءة جميع صفحات التواصل الاجتماعي وهم بيننا وبين أحبتهم، لإثرائنا بتجاربهم وخبراتهم وعطائهم.
لنستلّهم من أرواحهم المحلقة وقلوبهم المحبة وعقولهم المتقذة ونفوسهم الكبيرة وعزتها وسمو أخلاقهم ونبلها، ونوياهم الصادقة والمخلصة، وروح الحماسة والدافعية والقدوة والنموذج وهم أحياء يرزقون، وما مازالوا بيننا وعلى قيد الحياة وبكامل صحتهم، وحركتهم، وحيويتهم، وهم في قمة عطائهم، وإبداعاتهم، وتميزهم.
فكم من الطاقات الخلاقة والمبدعة والفاعلة والمؤثرة والمتميزة والتي يحق لمجتمعنا أن يفخر ويعتز ويتباهى بها وتكبر بها القلوب، ويشار إليها بالبنان من: «العلماء، ورجالات الدين، والوجهاء، وأصحاب الأيادي البيضاء، والمدرسين، والأطباء، والفنيين، والناشطين، والكتاب، والأدباء، والشعراء، وأهل الفنون الراقية، والخطباء، والمربين، والمرشدين والمصلحين، والمبدعين الناجحين» من مختلف الأعمار لنجعلها ثقافة حياة.
وما هذه المبادرة إلا إجابة على تلك الأسئلة لتكسر ما اعتدنا عليه.
لتعرف بهذه الشخصيات في حياتهم وليس بعد مماتهم أو عندما يقترب رحيلهم، فكم من الشخصيات التي كنا نتمنى أن نتعرف عليهم، ونلتقي بهم لنسّتلهم منهم ونستثمر وجودهم بيننا فهم كنز حقيقي.
وما هذه المبادرة الرائعة والرائدة والمميزة إلا فنار ينير الطريق لمسارات رائدة وخلاّقة للاقتداء وللتشجيع للسير على نفس النهج للأجيال القادمة، فمجتمعنا ولله الحمد رَحِمٌ خصبٌ ولادٌّ بالمبدعين.
ومن هؤلاء المبدعين صاحب المبادرة الأخ والأستاذ العزيز/ ناصر حسين المشرف فله خالص والشكر والتقدير والامتنان على هذه الجهود وهذه المساعي الطيبة والرائعة لإضاءته على عدد من شخصيات الفكر والأدب في منطقتنا الحبيبة والشكر موصول للصحف الإلكترونية التي واكبته بتغطية هذه الحوارات وغيرها، وجميع القراء والمتابعين لهذه الحوارات نسأل الله التوفيق والسداد للجميع..
ولنجعلها ثقافة حياة