آخر تحديث: 25 / 11 / 2024م - 12:28 م

صورة ألهبت المشاعر

فؤاد الحمود *

ورد في الأثر عن الإمام الصادق : من أراد عزاً بلا عشيرة، وغنى بلا مال، وهيبةً بلا سلطان، فلينتقل من ذل معصية الله إلى عز طاعته.

مجرد صورة فوتوغرافية أطلت على العالم الشيعي حتى حركت وألهبت الكتّاب والشعراء والناس، تفاعلت أي تفاعل لمجرد تلك الصورة، فيا ترى ما وراء هذه الصورة التي حركت المشاعر.

نعم إنها المرجعية التي هي امتداد حيّ، وسيرة باقية لتسلم الراية لمولانا الحجة بن الحسن عجل الله فرجه، فمنذ عصر الغيبة وهي التي تقوم بأدوار عظيمة في الحفاظ على الموروث الفقهي والعقائدي والتصدي لأية هجوم هنا أو هناك وليس ما يخص اتباع مذهب أهل البيت فقط بل تحافظ على الأمة الإسلامية.

نموذج نعاصره ورغم قلة لقاءاته مع الجمهور بشكل علني ودائم، لكنه متى ما احتاجت الأمة لم يتخلف عنها بل وجهها وسدد خطاها وحثها على الطريق القويم.

إنها شخصية لم تعرف إلاّ الزهد والعفة والوقار والترفع عن الدنيا التي أسرت الكثير وضيعتهم حتى ممن كانوا متلبسين بزي رجال الدين من جميع الطوائف والنحل.

حياة سيدنا السيستاني نموذج فريد في عصر ما أحوجنا لوجوده المبارك ليدلنا على الله بسلوكه الفريد والذي يمثل امتداداً طبيعياً لأئمة الهدى .

لن أتحدث عن علمه ومشاريعه التي غطت أصقاعاً من العالم وبدون أن تحمل اسما له تواضعاً وزهداً لأن ما عند الله خير وأبقى.

هذه الصورة التي ظهرت يوم الغدير حتى تسابق ليس من لا يراه بسبب المسافة والبعد عن النجف بل من عاشره وهو قريب منه أمثال الدكتور محمد حسن الصغير ابن الحوزة والنجف لينبري بتلك الأبيات فكان السباق المحموم بين الشعراء كتابة وتخميساً للأبيات، كما أسرعت الأنامل لإخراج تلك الأبيات بتصاميم تأخذ تلابيب العقول ونشرها تعبيراً صادقاً وحباً عفيفياً لشخصه الكريم.

عاش مع الناس بل مع أبسطهم فهو لم يمتلك داراً بل داره المستأجرة منذ أن حل في ضيافة جده أمير المؤمنين طالباً وناهلاً من مدينة العلم وعلمائها الأفذاذ.

هذه الصورة تأخذنا إلى بعد كبير، فإذا كان وصي الحجة له هذا البعد في النفوس فكيف لو ظهرت لنا صورة عن المولى روحي وأرواح العالمين له الفداء، فحضور الإمام عبر الارتباط النفسي من خلال الأدعية المذكرة لنا بولي النعمة كدعاء الفرج والعهد، كل ذلك مبعث فخر لنا أتباع مدرسة أهل البيت بهذا التراث الغني والنعمة الكبيرة، كما هو درس للجميع بالتحلي ولو بجزء بسيط من سلوكهم العملي.

لنستلهم من هذه الحالة التفاعلية والانفعالية لتقوية الارتباط بالإمام الحجة خصوصاً مع هذه الإرهاصات التي تتسارع آملين بالفرج العاجل والظهور المبارك.