آخر تحديث: 22 / 11 / 2024م - 1:35 ص

نعش الحياة

موسى الخضراوي

    نعش الحياة

     ماتتْ بموتِكَ أحرُفي ودَواتي
     قُلْ لي فكيفَ أُعيدُ نبضَ حياتي؟ 

     كُنتَ الذي تشدو إليه قصائدي 
     واليوم لا تشدو سوى زَفَراتي 

     يا سيّدَ الأخلاقِ، يا عبقَ الرُبى
     يا هاجري، ومُفجَّرَ العبراتِ 

     إنْ لم تسعْكَ خواطري ومشاعري 
     وسِعَتْكَ ما في القلبِ من حسراتي.. 

    يا بسمة الإشراقِ يا ألقَ الهوى 
   مَن أبلغ التربان أنَك ذاتي 

    فَتَّشْتُ عنكَ فلم تجدْ عيني سوى 
    وَهَجاً يُرَصِّعُهُ شذى الضحكاتِ 

     وقرأتُ في بِيْضِ الوجوهِ هوىً 
     فرأيتُ فيه شذاك والعبقاتِ
   
    فأنا أراك بخافقيْ وبمدمعيْ
    ما زلتُ أبصرُ بسمةَ البسماتِ

   مازلتَ تطعمني لذيذَ موائدٍ
   يبقى بكفّي دَيْنُها ولهاتي

   مازال طيفُك جائلاً في ناظري 
   مازال ماؤكَ دجلتي وفراتي 

  من قال إنَّ الموت أطفأ شمعتي 
 ماتَ الجميعُ وأنت أنت حياتي 
 
أأُخيُّ يا كرم الوجودِ وفيضَهُ
 حتى متى في القبر والظلماتِ؟!

 يا سيّد السادات يا بن محمدٍ
 دع عنك لحد القبر والرَّمَلاتِ

 دع عنك أكفاناً ونوماً في الثَّرى 
عُد لي هنا ؛ لتنامَ في وجناتي 

إني أراك، ولا أراك مُرمَّلا 
مَن يدفنُ الأمجادَ في الترباتِ؟ 

أو لم يكن بيني وبينك موثقٌ
نبقى معاً في النور والظلماتِ؟ 

أَترى نسيتَ وما عهدتُك ناسياً 
 فإلامَ وحدك في الثرى بشتاتِ؟ 

خذني إليك فإنني بك هائم 
واللهِ تَحتَضِنُ الثرى قُبُلاتي 

واللهِ رقّ النعش من زفراتنا 
حزناً، وهذي النارُ من زفراتي 

إني وروحي والهوى وحشاشتي 
نزلوا برحلك والرفاةُ رفاتي 

أأُخيُّ من أشكو إليه توجّعي 
أو لستَ تسمعُ صرختي وشكاتي؟
 
قد كنتَ لي مرسىً ألوذُ بظلّهِ
واليومَ أبحرُ دونما مرساةِ

والله ضاع الفكر وانفطر الحشا 
يا كُلَّ ذِكرُي يا أخي وصلاتي 

 لو وزعوا جمرَ الحياةِ بكُلِّها  
واللهِ ذابَ الجمرُ من جمراتي 

إني وعدتُ بناتِ آل محمدٍ
حتماً تعودُ بخالصِ الدَّعواتِ

ماذا أقول لحيدرٍ ومحمدٍ
وحسينِ والإخوانِ والأخواتِ

ماذا أقولُ لزهرةٍ ورقيةٍ
ولأمِّهِم والطاهراتِ بناتي 

لا لن أقولَ بأنَّ باقرَكم قضى 
أنتَ الحياةُ وَلن تموتَ حياتي 

آليتُ إلَّا أنْ تعودَ وليتني 
قد مِت قَبلَكَ قبلَ حين وفاتي ..