وأشرقت بنور ربها
وأشرقت بنور ربها
هي مدينتي
فيها .. صبايَ وطفولتي
عشقي الأزلي وملهمتي
سأكتب فيكِ شعراً ونثراً
وأخطكِ في دفاتري سطراً وشطراً
لنواحيك الرطبة وفراديسك الخصبة
هي من؟
هي الواحة الخضراء .. ذات الرداء الذهبي .. بقبعتها الزرقاء ولونها العشبي
بينابيعها ..و صفائها .. يُطرب كل من ينصت لصوتها
هو ذاك المصب الذي ينساب هناك
بين نخلتين وشجرة
انظر في علوها تجد الشمس الأصيل
وتنحدر منها زهورها المثمرة
أرضنا.. لذتنا بها كلُ حياتِنَا
بها جدتي وجدنا .. وهناك صغارنا
يلعبون على التلتين
بين باقاتِ وردٍ وعشبتين
بين أشجار التين وقصبتين
في أول النهار تشم أوراق الريحان
ووقت عصرها يُنثَرُ رذاذ عطرها
وأيضاً من بعيد ..إلقي نظرة !
هناك شجرةُ سدرة ..بجانبها قطعةُ صخرة
نبتت وسطها وُريقات وزهرة
يا لجمال العصفور الأحمر
وطير الفردوس الأخضر
إنها بساتين مدينتي
هي الزقزقةُ والفراشاتُ والشرنقة
هي الفتاة الجميلة ورموشها الخميلة
التي ولدت من رونق بهائها
هي عناقيد الموز وحبات اللوز
هي طعم الفستق والبندق
أنظر للناحية الأخرى بالجانب الشرقي
تجد شيئاً صغيراً يسمى بيتنا
بني من شجر بستاننا
دفئِهِ في الشتاء زاد من حنيننا
وكرمُ العنب ..أعوادُ القصب ..
وشعلةُ اللهب
تجدها في طلعتها
كلها حكايةٌ من جمال
إنها حقيقة. ليست من وحي الخيال
هي الغزلِ وطعم العسل
وأنظر هناك !
هل رأيت الدعسوقة المنقطة ؟
فوق الجدران المعتقة؟
وقطرة الندى على زجاج النافذة
واليرقة الطويلة ذات الأرجل الزاحفة
أنظر إليها بسرعة خاطفة
إنها تمشي رويداً رويداً
على أغصان الشجر
وقت هطول المطر
هل رأيتم هذا الجمال ؟
لهذا هم يغارون منكِ
يا قطيف الحب يازهوة
ياناعسة العينين ياغفوة
فيكِ مايفوق الوصف
من البهاء والعطاء
قلبك يسع كل من تطؤكِ قدميه
أرضك النقية تتكلم بصدق
روحك و نسيمك تحملان
أنبل مشاعرٍ وعشق
وماهذا ؟
هو الفانوس . يشتعل من فتيل
مرةً يضيء وأخرى يهفت
بجانب القنديل
إنه ليلك واكتمال القمر
عذوبةَ الكلمات وقت السهر
أنتِ الأم ساعة الولادة
وحبات اللؤلؤ وحرير الوسادة
أنتِ حبات الرمان وطعم السعادة
سألتها من أنتِ ؟
فقالت !
أنا ينابيع الإرتواء .. الإنتماء والنماء
أنا الأسقف والأبواب العتيقة
أنا الأبنيةُ والساحات العريقة
وجمال الفراشات الرشيقة
أنا تاريخُ الزمان وبوصلة ُالمكان
أناالأمان
وماذا أيضاً يا أمنا ؟
أنا الهدوء وضجيجُ الصخب
أنا الساحلُ الأسود وأرضُ الذهب
أنا ماضيكم العريق
حاضركم .. وامتدادُ الطريق
أنا الوردة الحمراء وأرضُ السلام
هي
معشوقتي القطيف