عاشوراء والمآتم الحسينية
كلها أيام معدودة وسوف تحل علينا ذكرى استشهاد الإمام الحسين وآل بيته في معركة كربلاء. ومدينة القطيف وغيرها من المدن يقومون بإحياء هذه الذكرى بإقامة المآتم والتجمعات الحسينية لكن هذا العام تحل علينا هذه الذكرى والوضع العالمي والمحلي تحت جائحة كورونا ومع انتشار هذا الوباء بشكل سريع وفتاك لبعض الأشخاص مما يتطلب القيام بإجراءات واحترازات وقائية للحد من هذا المرض وهذه الإجراءات كان لها دور كبير في التأثير على اقتصاديات دول العالم وأيضًا في طريقة معيشة الناس كالتباعد الاجتماعي وتوقف بعض الأعمال.
والعالم بأسره يأمل بإيجاد لقاح للقضاء عليه والتخلص منه.
من الملاحظ في هذه الفترة انتشر جدال بين الناس هل تقام الشعائر الحسينية أم لا؟ وانقسمت الآراء بين معارضين إقامتها، أو مؤيدين لإحيائها مع الأخذ بالاحترازات الوقائية.
هذا التفاعل الإيجابي أفرز عدة آراء بعضها صحية ويجب الاستماع إليها لأن التفرد بالقرار والإصرار على إقامة هذه الشعائر في ظل هذا الظروف الاستثنائية لن يخدم سلامة المجتمع بل سيسبب الضرر الأكبر على صحة الناس وخاصة كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، لكن في الواقع وفي حالة إقامتها لن تكون هناك تباعد في هذه المناسبة وإناس كثيرين سوف ينالهم الضرر مع انتشار الوباء وبالتالي سوف يؤثر على قدرة أداء الكادر الطبي وشواغر المستشفيات،، لذلك وجب علينا أن نتحلى بالشجاعة والمصارحة ونعلن رأينا للعامة دون خوف من الاتهامات الكيدية ويجب ألا نستهين بخطورة الفيروس المستجد وسبل الوقاية منه. من المفروض في هذه الحالات الاستماع إلى الاستشاريين المختصين في هذا المجال لأنهم يمتلكون المعلومات والأكثر خبره بطبيعة المرض وهم وزارة الصحة والكادر الطبي والعاملين في الخطوط الأمامية والأخذ بآرائهم.
يؤكد الأطباء والمختصون أن التجمعات تؤدى إلى الإصابة بفيروس كورونا ولذلك لا بد من الأخذ بالأسباب، والابتعاد عن التجمعات بجميع أشكالها، والدولة مشكورة أعلنت عن اقتصار شعيرة الحج لهذا العام على الداخل بأعداد ضئيلة كان قرار صائب لحماية الناس والمجتمع من هذا المرض الفتاك، ومن الإجراءات الاحترازية اقامتها بدون حضور وذلك عبر البث المرئي أو حلقات التواصل الاجتماعي أجدى وأنفع وحمايه المجتمع من انتشار هذا الوباء لذلك كان هنالك ضرورة لحماية النفس وصحة الإنسان. من الواجب على الجميع أن يحموا أنفسهم بقدر المستطاع من الأمراض، وعدم إقامة الشعائر الحسيني بشكل حضوري ومباشر لن يؤثر على حبنا الى الامام الحسين وآل بيته الكرام لكن وجوب تحكيم العقل والمنطق وهو مطلب ضروري في هذا الظرف الاستثنائي ويجب على القارئين الحسينيين وأصحاب المآتم والمسؤولين عن المنبر الحسيني تكون لهم كلمة ووقفة جادة من إحياء هذه الذكرى وتحمل مسؤولية انتشار هذا الوباء والله يحفظ الجميع ويجنب بلدنا شر هذا الوباء ونتمنى أن تكون السنوات القادمة سنوات صحه وخير للجميع نتمكن فيها من أداء جميع الشعائر الدينية بأمن وسلام.